|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كرهت مجتمعي وأهلي بسبب تخلفهم! أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة ناقمةٌ على أهلها بسبب رفْضِهم لأيِّ فِعلٍ تُريده خوفًا عليها، وهي ترى أهلَها ومجتمعها متخلِّفين، ولا تُريد الحياة معهم. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا فتاة عمري 18 عامًا، جامعية، مشكلتي أني لا أتقبَّل المجتمعَ الذي أعيش فيه، وأشعُر أنني لا أستطيع التأقْلُم مع الأشخاص مِن حولي؛ فجميعُهم بنفس العقليات، وأراني مُختَلِفة عنهم، وأتمنى لو استطعتُ السفر إلى دولةٍ أوروبية لأكمل دراستي! أشعُر بالكآبة بسبب عائلتي وبسبب المجتمع، فقد أُجْبِرْتُ على الحِجاب، ولستُ مقتنعةً به، ولا أريد أنْ أكونَ مُحَجَّبة، فهذا يُضايقني جدًّا. كذلك لا يوجد بيني وبين أهلي أيُّ تفاهُم؛ فهم لا يَسمحون لي بالذهاب إلى الرحلات مع الأصدقاء، مع أني حاولتُ كثيرًا أن أقنعَهم بسفري للخارج، لكنهم رفضوا. طلبتُ مِن أهلي أن أفتحَ قناةً على الإنترنت خاصة بي؛ لأني أملك مواهبَ رائعةً، وأريد إظهارها للجميع، لكنهم رفضوا، وسببُ الرفض أني فتاة! حتى الصداقات لا أستطيع أنْ أُكَوِّنَها مِن هذا المجتمع بسبب اختلاف التفكير. كرهتُ كوني أنثى بسبب تخلُّف أهلي وتخلُّف المجتمع، ومِن داخلي بدأتُ أكره كلَّ مَن حولي، وأُحاول أنْ أَخْدَعَ نفسي بالحياة؛ فأنا أعيشُ بشخصيةٍ غير شخصيتي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبُنيتي، أنتِ ذكرتِ في مَعرض شكواك اعتراضاتٍ عدةً، ولم تَذْكُري الأسبابَ، وهأنذا أستفسر منك وأقول: لماذا لم تتقبَّلي المجتمع الذي تعيشين فيه؟! ولماذا لَم تتأقلمي مع الأشخاص الذين مِن حولك؟! وما سببُ شعورك بأنك مختلفة؟ ولماذا أنتِ غير مقتنعةٍ بالحجاب؟ لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ليتك ذكرتِ الأسباب، وذلك مِن أجل أنْ أُبادلك النقاش والرأي حجةً بحجةٍ، فإما أن تغلبيني أو أغلبك! ولستُ أقصد مِن تلك الغلبة النصر، وإنما المقصود هو: التبيينُ والإيضاحُ والإقناعُ بأنَّ كل تلك المشاعر إنما هي نتاج فكرٍ غير واعٍ حقيقة، وإلا فعلى سبيل المثال: الحجابُ شرَعَهُ الله سترًا للمرأة لحفظِها، ودرءًا لفتنة الرجال بها، فهو إذًا شرعةٌ مِن الله، فهل هناك مجالٌ لأن نعترضَ عليه بعقولنا، ونعلنَ عدم قناعتنا به، والله جل جلاله وصف المؤمنين بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [النور: 51]، وقال جل مِن قائل: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]، وكذلك القول فيما يتعلق بالسفر للخارج، وبدون حاجة مُلحَّة، ومع عدم وجود مَحرَم، فهذه تعاليمُ ديننا، وأنتِ فتاةٌ مسلمة تعلَمين ذلك، وتعلمين أنَّ مَن أطاع الله ربِح الدنيا والآخرة، ومَن عصاه فقد خسر! يَنطبق ذلك أيضًا على مسألة تكوين العلاقات والصداقات، التي لا مانع منها ما دامتْ موافقةً للدينِ، أمَّا أن تقولي: إني أريد أن تكون لي الحرية كاملة، أفعل ما أشاء، وأذهب كيفما أشاء، فليس ذلك من الإيمان! ثقي وتأكدي بأنَّ ما تفعله عائلتك هو عين الصواب، وإنْ خالَف هواك، وليس ذلك تخلُّفًا كما قلتِ هداك الله، وإنما التخلُّفُ يكون بمجانبة الحق، ومخالَفة الدين، واتِّباع الهوى، وليستْ في ترك الحجاب، أو إقامة العلاقات التي توقع الفتاةَ في هموم ومشاكل، وتُعرِّضها لأنواع الأذى، وتحيطها بالقلق مِن كلِّ جانبٍ، واسألي مَن شئتِ. لا تغتري بتلك الحضارة الزائفة التي صنعها الغربُ، وها هم الآن يَذوقون ويلاتها مِن كثرة الزنا، وأبناء السفاح، وجرائم القتل، والجرائم الأخلاقية! اعلمي بنيتي بأنَّ عزةَ المؤمن إنما تكون في اعتزازه وتمسُّكه بدينه، وأن السعادة الحقيقيَّة إنما تكون في ذلك، ولا شيء سوى ذلك، وإلا فيا ليتك تُفسِّرين لي سببَ انتحار كثيرٍ مِن أصحاب الشهرة والمال والحرية المزعومة؟! أقترح عليك أن تبحثي عن صُحبة صالحةٍ تُعينك وتدلُّك وتُذكِّرك، واحذري صحبةَ السوء التي تزيِّن لك العمل السيئَ حتى إذا ما وقعتِ في مأزقٍ تَخَلَّتْ عنك؛ قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29]. ابنتي الكريمة، إنَّ ما تبحثين عنه مِن الشعور بالراحة والاستقرار والرغبة في الظهور والإبداع، لا يقتصر على السفر، أو ما ذكرت مِن فتح قناةٍ تعرضين فيها ما عندك، وقد يكون ذلك مع تساهُل في الحجاب كما فهمتُ منك، وإنما يُمكنك أن تصنعي حولك عالمًا جميلًا إذا أحسنتِ اختيار الطريق، مستعينةً في ذلك بالله. وباختصار أقول لك: كلُّ طريقٍ إلى غير مرضاة الله فهو وبالٌ وحسرةٌ وضيقٌ، مهما بدَا لك غير ذلك. أسأل الله الكريم سبحانه أن يُصلحَ حالك، وأن يَهديك سواء السبيل، وأن يَنفعك وينفع بك، وأنْ يجعلك مِن خيرة خَلْقِه؛ إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |