خطيبي لا يتحدث عن دخله المادي

[ابوالوليد المسلم]

خطيبي لا يتحدث عن دخله المادي
د. صلاح بن محمد الشيخ

السؤال:

♦ الملخص:
فتاة مخطوبة من شابٍّ صاحبِ دين وخُلق، وهي في حيرة من أمرها؛ لأن خطيبها لا يُفصح عن دخْله، ولا يحب التحدُّث عن الناحية المالية، ولم يُحدِّد معها أولويات الإنفاق، وتسأل عن حلٍّ.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا مخطوبة لشابٍّ على خُلق ودين منذ خمسة أشهر، وسيتم عقد قراننا بعد شهرين، وحتى الآن أمورنا طيبة وتسير على حال جيدة والحمد لله، ولكن ما يؤرِّقني هو رفضه التام والمستمر للتطرق للنواحي المادية في حياته؛ أي: إنه يرفض الإفصاح عن مقدار دخْله، أو عن طريقة إدارته لأمواله، أو أولوياته في الإنفاق، ويُخبرني أنه يفضل ألَّا يتحدث في هذا الجانب خاصة الآن، فهل هذا من طبع الرجال عمومًا، أو أنه مؤشِّر على الحرص أو البخل؟ مع العلم أنه دائمًا ما يحضر الحلوى والهدايا عند زيارته، ولا يترك مناسبة إلا يجلب فيها هدايا قيمة، ولكن نقطة الحديث معه في الأمور المادية أصبحت تُقلقني، ولكم جزيل الشكر.



الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين؛ أما بعد:
ملخص الرسالة:
فتاة مخطوبة من شاب صاحب دين وخُلق، وعما قريب يعقد قرانها، وهي في حيرة من أمرها؛ لأن خطيبها لا يُفصح عن دخْله، ولا يحب التحدث عن الناحية المالية، ولا يحدد أولويات الإنفاق، فتستشير: هل هذا من طبع الرجال، أو هو مؤشر على البخل؟ رغم أنه حال الخطوبة الآن يحضر الهدايا القيمة.

وتحليلًا لهذا المشكلة أقول:
١- بيَّنتِ أن خطيبكِ على قدر من الدين والخلق، وهذا المطلب في الحياة الزوجية.

٢- أفدتِ أيضًا أن الرجل يحضر الهدايا والحلويات وبسخاء، وهذا مؤشر على كرم الرجل وبذله وعطائه.

٣- بالنسبة إلى تحفُّظ الرجل عن الإفصاح عن دخله، فهذا من حقه، وليس حقًّا من حق الزوجة معرفة ذلك.

٤- الذي يهم الزوجة معرفته أن تعرف أن زوجها لديه دخلٌ يكفي المصاريف الضرورية والحاجات المعيشية؛ لتطمئن أن دخل زوجها سيكفيهم مستقبلًا مع الأبناء.

٥- تطرَّقتِ لسؤالك عن دخله: كيف يجذب الأموال؟ وكيف ينفقها؟ ولا أدري هل هذا السؤال سببه الشك في عدم معرفة العمل الأساسي لهذا الرجل: هل هو موظف أو رجل أعمال، أو غير ذلك؛ للتأكد من أن دخل هذا الرجل دخل حلال وواضح وظيفته؟ أم أن سؤالك خوفًا من أن هذا الرجل لا يستطيع مستقبلًا الالتزام بالنفقة والمصاريف؟ فعادة يكون هذا التحري في البداية إلا إذا كان دخل هذا الرجل مجهولًا.

٦- كان ينبغي للرجل ألَّا يغلق الحوار في معرفة دخله لخطيبته، بل عليه أن يطمئنها بأن دخله يكفي معيشته، وأنه من مصادر طيبة، ولو لم يفصح عن كل ما يملِك.

٧- يمكن لكِ معرفة دخل هذا الخاطب من مصادر أخرى، وخاصة وهو قريب لكِ؛ يعني: من العائلة، فمن المؤكد أن يعرف بعض الأقارب وضع هذا الرجل: هل هو يستطيع فتح بيت أو لا، وأيضًا يتضح: هل هو موظف أو رجل أعمال، وهذا بشكل عام، أما التفاصيل فليس من الضروري السؤال عنها.

٨- يمكنكِ بعد الزواج أن تتفاهمي معه بهدوء، ولعلكِ تجدين ما تريدين بأسلوب الإقناع والمشاركة.

وفَّقكِ الله وسددكِ، وكتب لكِ السعادة، وبارك لكما وعليكما، وجمع بينكما على خير.