|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحساسية من النقد أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاة لديها حساسية شديدة من النقد والتوبيخ، وتسأل: هل كل النقد الذي أجده ممن حولي حقيقي أو فيه مبالغات؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ حساسة جدًّا، وأمي كثيرةُ الانتقاد، فهي تنتَقِد أيَّ شيء خطأ أقوم به بطريقةٍ قاسية، حتى صرتُ أكره الانتقاد والتعليقات، بل صرتُ أخاف الوقوع في الخطأ. كما أكْرَهُ مَن يُوَبِّخني عندما أقوم بخطأٍ ما، وقد أبكي إذا كان ذلك التوبيخُ أمام أحدٍ، وأكره أن أقومَ بأي فعلٍ أمام الناس خوفًا مِن التعليقات والتوبيخ. أمي تَنْعَتُني بالبلادة إذا حكيتُ لها عن أشياء خاصة أخطأتُ فيها، وأنا أقول لنفسي: إذا لم أفضفض معها فمع من سأحكي وأقول أخطائي؟ تُؤنبني كثيرًا، وتقول: لِمَ لم تفعلي كذا؟ ولم فعلتِ كذا؟ أنت لا تعرفين أي شيء، وكل أفعالك خطأ! أخبروني هل أنا كذلك، أم أنها مبالغات؟ فقد أصبتُ بالإحباط. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ: فيَظْهَر أنك حساسة كثيرًا، وإلا فالأمرُ طبيعي، ويحصل كثيرًا بين الأم وأبنائها. نعم، قد يكون هناك شيءٌ مِن المبالغة في النقد، ولكن من المفترض ألا يَدْفَعَك ذلك إلى الإحباط، أو الشعور بعدم الثقة، وإنما العكس هو المطلوب، فالنقدُ أحيانًا يكون دافعًا قويًّا للتغيير للأفضل، فكلُّ إنسانٍ يَعتريه النقصُ. مَن ذَا الَّذِي مَا سَاءَ قَط ♦♦♦ وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ؟ تجاهلي كلمات النقد، وأَحْسِني الظن بمَن حولك، تحمَّلي طريقتهم التي لا ترتضينها، فهذه طباعٌ، ولكلٍّ طبيعتُه المختلفة عن الآخر، وقد تواجهين شخصيات أخرى تختلف في تعامُلها مع الناس، فتجدين منهم حُسن توجيه وتشجيعًا ورفعًا للمعنويات. ويَحْسُن بك لو ذكَّرتِ من حولك بأسلوبٍ مناسبٍ بأن ينهجوا منهج التشجيع، ورفع المعنويات، فمِنْ حقك أن تَنْتَقِدي طريقتهم، ولكن بالشرط الذي ذكرتُ لك. وأُحِبُّ أن أذكرَ لك شيئًا مهمًّا وهو: أن النقد الذي يُوجَّه لك إنما هو نقدٌ في اتجاه محدد، وليس في كلِّ شيء، حيث إنك قد تمتلكين تميزًا في جوانبَ أخرى قد لا تكون بارزةً، أو أن المواقف لم تُظهرها بعدُ، فلقد تأملتُ في حال كثير ممن يُعانون من النقد ممن حولهم، ووجدتُ أنَّ الله حباهم صفات أخرى ظهرتْ في الموقف المناسب، مما أبهر الذين حولهم وكأنَّهم يقولون: (فلانٌ يأتي منه ذلك؟)، كأنهم متفاجئون. فلا تيئسي، ولا تستسلمي لمشاعر الإحباط، وستَرين ما يسرك بإذن الله، وسيرى مَن حولك أنَّ تلك التي يستنقصونها كانت هي المُنقِذ لهم في بعض الأمور، فثقي بالله وتوكلي عليه في كل شيء. حفظك الله مِن كل ما يُعيق سيرك نحو التميُّز، وإنَّ أعظم تميُّز هو ما يكون في علاقة العبد بربه، فاجتهدي في ذلك، ميَّزك الله بتقواه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |