انشغال الأب الدائم عن أبنائه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 886 - عددالزوار : 119521 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8866 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21981 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2023, 02:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,293
الدولة : Egypt
افتراضي انشغال الأب الدائم عن أبنائه

انشغال الأب الدائم عن أبنائه
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة تعاني الملل؛ نتيجة لذهاب أعمامها إلى المدينة بعد وفاة جدِّها، وبقائها وإخوتها مع أبيها في الريف بسبب تولِّيه عمل الجد، وانشغاله الدائم عن أسرته.

التفاصيل:
السلام عليكم، وبعد:
أريد حلًّا للوضع الذي تعيش فيه عائلتي؛ فقبل وفاة جدي كانت العائلة تقيم معًا في الريف - وهو مكانٌ معزولٌ نوعًا ما - وبعد وفاته تم إجبار أبي على تولِّي عمل جدي، وكل إخوته رحلوا إلى المدينة ليعيشوا في الرفاهية، وقد رحلنا نحن كذلك؛ لكن للدراسة فقط، ثم نعود لذلك المكان الذي أصبح كابوسًا بالنسبة إلينا, لقد كرهت هذا الوضع، وأُمِّي تتذمَّر كل يوم، وأبي دائم الانشغال عنا، وإخوتي لا يتجرؤون على الكلام، وعند انتهاء مدة الدراسة نعود إلى هناك, وكل ما نفعله هو الأكل والنوم, فلا أحد منَّا يعيش حياته كما يريد.


أبي كرَّس نفسه لخدمة الناس، وأمي في الخمسين من عمرها تنتظر من أبي أن يتغيَّر، وأنا أشعر كأنِّي أعيش للأكل والنوم فقط، لقد سئمت من ذلك، وأتساءل دائمًا: لماذا تولَّى أبي هذا العمل؟ وقد امتنعتُ عن التحدُّث مع أفراد عائلتي؛ لعدم تحمُّلي أحدًا، فكل ما يتردَّد على ألسنتهم هو: "عليكم بالصبر، فهذا عمل والدكم"، أنا ملتزمة بصلاتي، وبالاستغفار اليومي، لكني تعبت ولم أعد أستطيع حتى الدعاء، وشكرًا لاستماعكم.



الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد ذكرتِ أن طبيعة عمل والدك تتطلَّب انشغاله التام عن الأسرة؛ مما أدَّى إلى إصابتك أنت ووالدتك بالسأم والتبرُّم.

فأقول ومن الله التوفيق:
أولًا: ما دام عملُ والدكم خيريًّا، ونفعه يتعدَّى للآخرين، فلعلَّكم تحتسبون وقوفكم مع الوالد ومساعدته؛ ليكون ذلك رفعةً لكم عند ربِّكم.

ثانيًا: اعلموا أن ما يصيبكم من الملل والسأم ليس سببه الحقيقي انشغال الوالد، ولا بعدكم عن أقاربكم؛ وإنما سببه الحقيقي هو اعتيادكم سابقًا على كثرة الخروج من البيت للنزهات والزيارات والأسواق، ثم انقطاعها عنكم فجأة، ومن أسبابه أيضًا مقارنتكم لحالكم بحال غيركم من أقاربكم ممن يتمتَّعون، ويُروِّحون عن أنفسهم، بينما أنتم تمكثون داخل البيوت.

ثالثًا: اعلموا أن الأصل الشرعي هو قرار المرأة في البيت، والإقلال من خروجها إلا للضرورة؛ لكن الحضارة الحديثة تصادَمَتْ بسلبياتها مع هذا الأصل المتين، فالشريعة جاءت حفظًا للمرأة، وصونًا لها.

رابعًا: لو نظرتم نظرةً شرعيةً رصينةً لعمل والدكم الخيري، وعلمتم بالأجر العظيم المترتِّب على صبركم، وعلى مساعدتكم للوالد في مهامِّه الخيرية؛ لاغتبطتم وفرحتم جدًّا بهذا الخير العظيم، الذي ساقه الله إليكم، واختصَّكم به من بين الناس، فغيركم يتمتَّع بالملاذ الدنيوية، وأنتم تتمتَّعون بدرجات عليا بمشيئة الله عند ربٍّ كريمٍ على أعمال والدكم الجليلة، فتعليم القرآن، وتفريج الكرب من أجَلِّ القُربات التي يتقرَّب بها العبد عند ربِّه سبحانه.

خامسًا: لو علمتم بذلك حقًّا، واستحضرتموه؛ لما تألمتم أبدًا؛ بل لفرحتم فرحًا عظيمًا، ودعوتم لوالدكم بمزيد من التوفيق، ولوقفتم معه مؤازرين، ومُناصرين، ومحتسبين الأجر العظيم لكم ولوالدكم الكريم.

سادسًا: صحيح أنه ينبغي للوالد ألَّا ينشغل دائمًا إلى هذه الدرجة؛ لأن لزوجته وأولاده عليه حقوقًا لا يليق التفريط فيها أبدًا؛ ولذا لعلكم تلتمسون عقلاء من عائلتكم؛ كالأعمام مثلًا ينصحونه، ويبيِّنون له حقوق عائلته عليه.

سابعًا: ولا تنسوا الأهم من ذلك؛ وهو كثرة الدعاء لكم بالصبر، والإعانة على الاحتساب، وتفريج كربكم، وللوالد بالتوفيق للقيام بحقوقكم عليه.

ثامنًا: يقول سبحانه: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

فلعلكم بدلًا من الضجر والتململ تعلمون أن هذا الفراغ نعمة ساقها الله لكم، فتستغلُّون فرصة الفراغ الكبير لديكم بكثرة الصلاة، وتلاوة القرآن، والعلم النافع، والذكر، ففيها تسلية، وتقوية للإيمان، وطرد قوي للضجر والتسخُّط.

تاسعًا: ومما يُسلِّيكم أن تعلموا أن عمل والدكم، وما أصابكم بسببه قَدَرٌ كتبه الله قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، فتصبرون، وتحتسبون الأجر.

عاشرًا: ما دام عمل والدكم خيريًّا تعليمًا وقضاءً لحوائج الناس، وتفريجًا لكربهم؛ فتذكَّروا قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، وحتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على مُعلِّمي الناس الخير))؛ رواه الترمذي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فرَّج عن أخيه المؤمن كربةً من كرب الدنيا، فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم سترَ الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))؛ رواه مسلم.

حفظكم الله ويسَّر أموركم، وجزى الله والدكم خير الجزاء، وأعانكم على مساعدته، ووفَّقه لحسن القيام بحقوقكم، وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]