من أسرار النجاح
سلس نجيب ياسين
من يريد النجاح لا بد أن يعلم أنه ليس الطريق الذي يراه أمامه مفتوحًا هو الذي سيوصله إلى النجاح فقط؛ فذلك النفق أو الطريق الذي يبدو أنه مفتوح ولا يوجد غيره، قد يكون غير مناسب أبدًا، فأنت لا تعلم نهايته، ولا ما في وسطه، ولا حتى ما هي احتمالات سلامته، حتى وإن أكَّد لك البعض أنه يوصل، أو أوصَل أحدَهم، فأنت لا تعرف المهارات التي امتلكها مَن سلَكه قبلك، لأن معطيات كل واحد تختلف عن الآخر، لذا فمن المهم جدًّا التيقظ والعلم بأنه يوجد عشرات الطرق والمخارج، فقط يلزم أن تبحث عنها أو تتجه نحوها أو تصنعها، وتعبِّد الطريق وتطوِّره، وبين هذا وذاك ينبغي عليك أن تستغل وقتك أحسنَ استغلال، فلا يكفي أن تحفر خندقك أو نفقك المؤدي للضوء أو النجاح وتحقيق الأهداف المبتغاة؛ دون أن تلتفت يمينًا ويسارًا، فبداخل النفق قد تجد طرقًا أخرى مختصرة، ومنافذ أخرى أيضًا، ويمكن أن تجد مواردَ أو كنزًا لتحمله وتستمر؛ لتخرج بأكثر الأرباح، وهذه هي الطريق، والسر فيمن يسير ليصل للضفة المقابلة، والسر فيمن يسير ليعرف ويتمكن مِن صُنع تلك المروحية التي تأخذه أينما يريد، وفي الوقت الذي يريد، والمعنى هنا أيضًا يُفضي إلى تقنية مهمة جدًّا، وهي التريُّث وعدم القلق، والتحكم في الأعصاب، والتعاطي مع مجريات الأمور، أو المبادرات بحسب التوقيت، فلن تخسر أبدًا في الشوط الأول ما دام بإمكانك قلْبُ النتيجة لصالحك، ولو حتى في أواخر المباراة، وهنا أيضًا تكمن جمالية النجاح؛ أي: إنه يولِّد نوعًا من الصبر والتحدي، والتعلم المستمر، وهذا يفضي أيضًا إلى إحاطات وإدراكات جديدة تزيد من يُسر وسرعة السير في طريقه، ومن هنا تحقِّق نجاحك وتضع بصمتك، وتُكمل لأوسع الآفاق، وتتأكَّد أن رحلة النجاح طويلة، لكي تتعلق بالنجاح أكثر؛ وليصبح تفكيرَك المستمر، وطريقك الدائم، وراحتك التي ترجع إليها، وتتذكَّرها كلما حدث ما لا تحب، وهذا يأخذنا لاستنتاج آخر ألا وهو عدم الاهتمام الزائد بتلك النكسات الموجودة على الطريق، والمحتملة على الدوام؛ لأنها جزء لا يتجزأ من الحياة، وأنت تنظر وتحفِّز نفسك وأمامك متحف وشواهد وصور وإنجازات تُحفِّزك؛ لتنهض لصناعة مجد أكبر منها في كل يوم، فلا تيئَس ولا تتكاسل، واقتنع وافعَل ما تحب وما تريد بدراسة وتخطيط، وبُعد نظر شامل وواسع.
النجاح يمتد في الكون والعالم، وإن أنت أحببتَ الانطلاق فانْهَض وانطلق الآن.