ما من إنسان إلا وله بطانتان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121235 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-01-2023, 03:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي ما من إنسان إلا وله بطانتان

ما من إنسان إلا وله بطانتان



ما من إنسان إلا وله بطانة من أصدقاء السوء أو أصدقاء الخير، أو من يأمره بخير ومن يأمره بغير ذلك، وإن كان صالحا في ظاهر الأمر والله -سبحانه وتعالى- هو الذي يوفق الإنسان في الاختيار الصحيح في الأمور المختلفة، فيقيه -بفضله ومنه وكرمه- بطانة السوء، من صاحب أو زوجة أو وزير أو غير ذلك، فيتجنب آراءهم الفاسدة، وتحريضاتهم غير الحكيمة، ويوفقه لبطانة تعمل معه صالحة تهديه بهداية الله إلى صالح الأعمال والأقوال والأفعال.
وقد أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك في أكثر من حديث، منها ما رواه البخاري وغيره عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي الهَيثَم: «هَلْ لَكَ خادمٌ؟» قَالَ: لَا. قال: «فإذا أَتَانَا سَبْي فَأتِنَا». فأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَأسَين لَيسَ معهُما ثَالثٌ فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اختَر مِنْهُما». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتَرْ لِي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ المُستَشَارَ مُؤتَمَنٌ، خُذ هَذا فَإِنِّي رأيتُه يُصَلي واستَوصِ بِهِ خَيرا». فَقَالَتِ امرأته: مَا أَنتَ بِبَالغ مَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا أنْ تُعْتِقَهُ. قَالَ: فَهُوَ عَتِيقٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللَّهَ لَم يَبْعَث نَبِيا وَلَا خَلِيفَةً إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَان: بِطَانَةٌ تَأمُرَهُ بالمَعروفِ وتَنْهَاهُ عَن المُنْكَر، وبِطَانَةٌ لَا تَألُوهُ خَبَالًا، وَمن يُوقَ بِطَانَةَ السُّوء فَقَد وُقي». فأشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبطانة الصالحة إلى زوجته التي أمرته بخير مع أن هذا قد يؤدي للمشقة عليها وعلى زوجها في الخدمة، لكنه أعظم لأجرهما عند الله -تعالى-، وهكذا بطانتك الصالحة تهديك إلى الخير.
البطانة هم الأولياء والأصفياء
والبطانة: الأولياء والأصفياء. وبطانة الرجل: صاحب سره وداخلة أمره، الذي يشاوره في أحواله. والبطانة أيضا السريرة، فسمى من يطلع على السريرة: بطانة. وقوله في الحديث: «لا يألوه خبالا» أي: لا يقصر ولا يترك جهده فيما يورثه الشر والفساد، قال الله -سبحانه وتعالى-: {لا تَتَّخِذُوا بِطَانةً مِنْ دُونِكم لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً}. وقال الله -عز وجل-: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلاَّ خَبالاً}.
والخبال: الشر والفساد، وقد يكون ذلك في الأفعال، والأبدان، والعقول.
العصمة من بطانة الشر وأهله
فينبغي لمن سمع هذا الحديث أن يتأدب به، ويسأل الله العصمة من بطانة الشر وأهله، ويحرض على بطانة الخير وأهله. قال سفيان الثوري: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى وأهل الأمانة ومن يخشى الله. قال سفيان: وبلغني أن المشورة نصف العقل. وقال الحسن في قوله -تعالى-: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران: 159).
قال ابن بطال: وقد علم أنه ليس به إليهم حاجة، ولكن أراد أن يستن به من بعده. وفي هذا الحديث كذلك إثبات الأمور لله، فهو الذي يعصم من نزعات الشيطان، ومن شر كل وسواس خناس من الجنة والناس، وليس من خليفة ولا أمير ولا غيرهم ممن له ولاية وشأن بين الناس إلا والناس حوله رجلان: رجل يريد الدنيا والاستكثار منها، فهو يأمره بالشر ويحضه عليه ليجد به السبيل إلى انطلاق اليد على المحظورات ومخالفة الشرع، ويوهمه أنه إن لم يقتل ويغضب ويُخِفِ الناس ويقصهم ويضيق عليهم لم يتم له شيء، ولم يرض بسياسة الله لعباده ببسط العدل وبخمد الأيدي، وأن في ذلك صلاحًا للعباد والبلاد.
وَفِي مَعْنَى هذا الحديث حَدِيثُ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلًا فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ». قَالَ اِبْنُ التِّينِ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْبِطَانَتَيْنِ الْوَزِيرَيْنِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَلَكَ وَالشَّيْطَانَ. وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْبِطَانَتَيْنِ؛ النَّفْسَ الْأَمَارَةَ بِالسُّوءِ وَالنَّفْسَ اللَّوَّامَةَ الْمُحَرِّضَةَ عَلَى الْخَيْرِ؛ إِذْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا قُوَّةٌ مَلَكِيَّةٌ وَقُوَّةٌ حَيَوَانِيَّةٌ. ويحتمل غير ذلك من صديق أو زوجة أو ولد وما إلى ذلك.
قَالَ الْحَافِظُ: وَالْحَمْلُ عَلَى الْجَمِيعِ أَوْلَى؛ فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ لَا مَنْ عَصَمَتْهُ نَفْسُهُ؛ إِذْ لَا يُوجَدُ مَنْ تَعْصِمُهُ نَفْسُهُ حَقِيقَةً إِلَّا إِنْ كَانَ اللَّهُ عَصَمَهُ.

أحمد السيد الحمدون


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]