كيف تكتسب شخصية بين الناس؟

[ابوالوليد المسلم]

كيف تكتسب شخصية بين الناس؟
أسامة طبش


إنَّ الحياة الاجتماعية تتطلَّبُ من الإنسان أن يكون جامدًا وثابتًا وصارمًا، حتى يفرِضَ نفسَه على غيره من الناس، وتكون له مكانةٌ تُحتَرَمُ وتُوقَّر، وذلك من خلال معرفته بالقوانين التي تحكم المجتمع، ويُغيِّرها لصالحه وحسابه.


في هذه النقاط، سنحاول التنويه بهذه القوانين؛ لتُتَّبَعَ وتُؤخَذ بعين الاعتبار لاكتساب شخصية لها قيمتها لدى الناس:
♦ عليكَ بتكوين مكانة ومهابة وهالة من الوقار، تجعل الآخرين يحترمونَكَ ويُقدِّرونَكَ ويهابونَكَ، ويَحسبون لكَ حسابًا، وبالأخصِّ مَنْ فَقَدُوا لمسةَ الاحترام، فلا يتجرَّؤون عليكَ، فتكون أنت المسؤول عن تصرُّفهم ابتداءً!


♦ عليكَ بالتحلِّي بالشجاعة والإقدام، ورُوح المغامرة، وخوض معترك الحياة بثباتٍ، فتردُّدُكَ وعدم حَسْمِكَ للأمور من البداية قد يُعقِّدُها عليكَ، فينعكس ذلك على كل حياتِكَ، لتختلط عليك الحسابات، فلا تَستبين الطريقَ الصحيحَ، ويغيب عنكَ التفكيرُ السليمُ الذي يُفتِّق مداركَكَ.


♦ عليكَ بوضْعِ حدودٍ لعلاقتِكَ بالناس؛ فالإكثارُ من الإفصاح إليهم بخصوصيَّاتِكَ، وطلب المشورة والعون منهم، قد يَسِمُكَ بالضَّعْف، وعدم القدرة على تحقيق أهدافِكَ وطموحاتِكَ.


♦ عليكَ بتحديد مسارِكَ، وإلى أين أنت ذاهبٌ؛ فتباطُؤكَ يُضيِّعُ عليكَ الفُرَصَ، وبهذا تختصر المسافات، وتقتصد من الجهد، وتستغل الوقت، وتُساير من هم فعَّالون في حياتهم، ساعون إلى تحقيق أهدافِهم.


♦ عليكَ بوزْنِ الأمور بميزان العقل، واكتساب مَلَكة التفكُّر والتأمُّل فيما يقوله الناس ويفعلونه، فتأخُذ بذلك الرسائل المفيدة لكَ التي تجعلك تَشُقُّ طريقَكَ في الحياة بنجاح.


♦ عليكَ باكتساب المهارات الاجتماعية التي تُمكِّنُكَ من اقتناص الفُرَص وتحقيق أهدافِكَ، وأن تكون حيويًّا وحركيًّا ونشِطًا، فهذه الفاعلية والحماسة، لها وزنها الذي لا يُستهانُ به في الحياة الاجتماعية.


♦ عليكَ بالتحلِّي برُوح القيادة، وأن تجعل نفسَكَ في الطليعة، وتُشعِر غيرَكَ بقوَّتِكَ؛ فالناس يَميلون لمن هو أقوى منهم فيحترمونه، ويرون في فاعليته سبيلَهم إلى النجاح.


♦ عليكَ باستثمار الفشل، وجعله مطيَّةً لبناء نجاحاتِكَ، ومَصْدرًا للدروس والعِبَر والفوائد، فتمضي هذه المرة، بإرادةٍ أكثر صلابة، وعزيمةٍ أكثر متانة، ويَتَمتَّع قلبُكَ بالطاقة الضرورية.


♦ عليكَ بالتحلِّي باليقين والثقة، والنظر إلى ذاتِكَ من خلال مرآتِكَ، فهي عاكسةٌ لصورتِكَ للآخرين، فإن كنت ترى نفسَكَ قويًّا وفعَّالًا وعازمًا، نظروا إليكَ النظرةَ نفسَها، أما إن رأيتَها بعين الضَّعْف والهوان والاهتزاز، أخذوا الفكرة ذاتها عنكَ، فحَذارِ أن تُهمِلَ هذه النقطة!


♦ عليكَ بالتعبير عن أفكارِكَ ورؤاك وتوجُّهاتِكَ، ولا تَخْشَ من الناس هُزْءًا أو سخريةً، فأنت معهم على قَدَم المساواة؛ إنما هم اكتسبوا صفةَ الجُرْأة، فمَكَّنَتْهم من استغلال ما لديهم من قُدْرات.


إن الحياة الاجتماعية تُلزِم الإنسان باكتساب هذه المزايا؛ لأنه يعيش في مجتمع يَعِجُّ بألوان مختلفة من الناس، فإيجادُه لنفسه هذا الرَّوْنق يجعله يحيا حياةً صحيحةً سليمةً، ويُحقِّق ما يَوَدُّ في هذه الحياة.