كيف تطرد عن ذهنك القلق؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2022, 05:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي كيف تطرد عن ذهنك القلق؟

كيف تطرد عن ذهنك القلق؟
أسامة طبش


يُعتبر القلق آفةً تُصيب الإنسان، لا سيَّما مَعَ تسارُع وتيرةِ الحياة وكثرة الانشغالات التي تجعل الفردَ منَّا في حركة دائمةٍ، وربما دونَ فائدةٍ تُرجى منها، ولطردِ القلق والتخلُّص من قيوده، ارْتَأَيْنا بعضَ الإرشادات النافعة التي قد تُسهم في السيطرة عليه، وتلافي آثاره السلبية المَقيتة:
حاوِل أن تُخاطب ذهنَك بطريقةٍ ذكيةٍ، وتُدخِلَ إليه الأفكارَ الإيجابية الجذَّابة؛ فالعقلُ يحتاج منك إلى المسايرة أحيانًا، والتعامل معه بحذرٍ وذكاءٍ؛ لتجعله مِطواعًا لك، ولا يَقودك إلى ما هو سلبي وضارٌّ بك؛ فالتفكير بأسلوب سليم وبرَوِيَّة يُجنِّب العديدَ من المنغِّصات!


تَمتَّع بالحركة الدائمة والنشاط، وكن حيويًّا في قضاء حوائجك، فصرفُك الطاقةَ فيها، يُجنِّبك تمرُّدَها، وأن تَجرُفَك إلى التفكير العميق المرهق للعقل والجسد معًا؛ مما يؤدي بك إلى الإحساس بالفشل والتعب؛ فاصرِف طاقتك في النشاطات؛ حتى تستفيد منها، وتأخُذَ ما تحتاج إليه.


غيَّر الأمكنةَ باستمرار؛ فالنفْسُ تُحبُّ التجديد، وهذا ما سيَطْرُدُ عنك المللَ، ويُلبِس أيامَكَ حُلَّةً جديدةً كلَّ مرةٍ، فاسْعَ إلى أن تُزيِّنَها بالألوان الزاهية الجميلة، واستَقْبِلْها بصدرٍ رَحْبٍ ورُوحٍ نَشِطةٍ، وما أجملَ السفرَ في مثل هذه الحالات، أو الخروجَ للتنزُّه في الأماكن الطبيعية المنعشة!


صاحِبْ أصحاب الطاقة الإيجابية والفاعلين في حياتهم؛ لأن الطاقة الإيجابية كالعدوى التي تنتقل من إنسان إلى إنسانٍ، فمُرافقتُك لهم والاستفادةُ ممَّا عندهم مِن تجاربَ، تَجعلك تَستخلص الدروسَ وتَستثمرها في حياتك، فرَافِقْهم واسْعَ معهم في شؤونهم؛ كي تستفيد وتأخذَ عنهم، وهذا ما يُبعِد عنك شَبَحَ العُزلة الاجتماعية المضرَّة بك، بوصفِكَ عضوًا مؤثِّرًا في المجتمع.


قلِّل قدرَ ما تستطيع من المنبِّهات، وتناوَلِ الخَضْراوات والفواكه؛ حتى تُنعشَ جسمَك، وتَمنَحَه الطاقةَ للحركة والنشاط، والتفاعُل مع متطلَّبات الحياة، ثم إن النومَ في الليل، والقَيلولة الخفيفة في النهار، هما دَواؤك الناجعُ في هذا المقام، إضافةً إلى ما أسلفتُ، فحافِظ على جسمك، وامْنَحْه ما يحتاج إليه مِن غِذاء وراحةٍ.


لا ترفَع كثيرًا من سقف طموحاتك وتوقُّعاتك؛ لأنك إن فشِلتَ في تحقيقها، أُصبتَ بالإحباط والاكتئاب، وهذا ما سيقود إلى استثارة أسباب القلق لديك، فتَعجِزُ عن إلجامِ جُموحِه، فابْدَأْ بالقليل اليسير، وابْنِ عليه حَجَرَ أساسِك الصُّلْب، فالبُنيان الشاهق أساسُه لَبِنةٌ صغيرة في كل الأحوال، فارْتَقِ في هذا السُّلَّم إلى الدرجات العُلا بتَأَنٍّ وصبرٍ.


عندما تُنجِز أمرًا يسيرًا، فثَمِّنْ ذلك واسْعَد به؛ ذلك أن تفاؤلَك وفرحَك بما تقوم به، يُشعِرك بلذَّة الانتصار، فتَرغَبُ في المواصلة، والانتقال إلى أمور أخرى أرقى وأصعبَ، فثَمِّن جهودَك، وامْنَحْ نفسَك حقَّها من الثناء، ولا تَجلِدْها بسِياط اللوم اللاذع، بل كن رفيقًا عطوفًا عليها.


لا تُعقِّد الأشياء عليك، وكُنْ سهلًا ليِّنًا، واعمَل على أن تأخُذ الأمورَ برَوِيَّةٍ، وعامِلْها وَفْقَ حَجمها؛ فأغلبُ الذين يَقلقون يُهوِّلون الأمور دائمًا، على الرغم من أنها في الحقيقة ليست بذلك السوء الذي يَرونه، فلا تَكُن صُلْبًا فتُكسَر، بل كن مَرِنًا تتعامل مع الأمور بلا تَسرُّعٍ، فاكتسِب هذه الحصافة؛ لأنها ستَنفَعُك كثيرًا في حياتك؛ خُطوةً بخطوةٍ، وفترةً بفترةٍ.


اجعَل لنفسك برنامجًا تسير عليه، واعمَل على أن تَتَحيَّنه كلَّ يومٍ، فتُنجزَ ما هو مُيسَّر لك خلاله، وبهذا الشكل تُحقِّق أهدافَك الجزئية، وتكون مطيَّةً للأهداف الكبرى، فتُحِسُّ براحة البال والطُّمأنينة في آخر النهار؛ ذلك أن تَخطيطَك ليومك هو دليلٌ على أنك تسير على نظام حياةٍ، وهذا أمرٌ إيجابي بالنسبة إليك، يُميِّزك عمَّن هو سائرٌ لا يَعرِف إلى أين هو ذاهبٌ!


تَمتَّع بالشجاعة وقوة الشخصية، فالمهزوز من الداخل هو الأكثر عُرضةً للقلق؛ فأينما هبَّت عليه الرياح أخذتْه، فيكون لُعبةً لديها، فثبِّت نفسك وعزِّزها قدرَ ما تستطيع، وارفَعْ رأسك، وشُدَّ تقاسيمَ وجهِك، ولا يَعني ذلك أن تكونَ عابسًا، بل كن جادًّا، وهذا طيِّبٌ بالنسبة إليك، فاعمَل على أن تكون لك هيبةٌ بين الناس، ولا تَجعلها تَضعُفُ مهما كلَّفك مِن ثَمنٍ.


إن القلق مُدمِّرٌ لخلايا الدماغ، فبدلًا من أن يكون التفكير مُنصبًّا على ما فيه راحةٌ للعقل، يَفتِكُ القلقُ به، فيُسيطر على جوارح الجسد؛ مما يجعل الفردَ ثائرَ النفس، تَرتَجفُ يداه، متوتِّرًا دائمًا، فيَحْرِمُه لذَّة العيش، ويَظَل جُلَّ وقتِه يَلهَث خلفَ سرابٍ لا يوجد إلَّا في ذهنه، فالراحةُ النفسية والهدوءُ اللذان يَعمُران القلب، يَجعلان المرءَ يسير بثباتٍ وطُمأنينةٍ، كما أنهما يُحرِّرانه من القيود، وهي أقربُ إلى الوَهم، ومن المؤكد أن الإنسان مطالبٌ بالسعي في هذه الحياة ما دام يتنفَّس، والنَّصَبُ الذي يُعانيه فيها هو مَجبورٌ عليه؛ حتى يتلذَّذ بالنجاح، لكن لا يكون ذلك على حساب سلامة العقل والجسم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]