عبادته صلى الله عليه وسلم (أَفَلا أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً!) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122275 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2022, 11:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي عبادته صلى الله عليه وسلم (أَفَلا أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً!)

عبادته صلى الله عليه وسلم (أَفَلا أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً!)


عبد المجيد أسعد البيانوني

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سَيّدَ العابدينَ الخاشعين، وسَيّدَ الذاكرين الضارعين، وإمامَ المتّقين، وَقدوةَ الأولياء والعارفينَ، وكان أعرفَ الناسِ باللهِ، وأشدّهم منه خشيةً، وأعلمَهم بكَماله وجلاله، وأسمائه وصفاته.. فلا عجبَ أنْ يَقُوْمَ منَ الليل حتّى تتفطَّرَ قدماه، وأن يكونَ ذاكراً له في جميع أحواله، دائمَ الدعاءِ والضراعةِ للهِ، لا يرجُو غيرهَ، ولا يخشى سواه.

ولقد أعطى النبيّ صلى الله عليه وسلم للعبادة مفهوماً واسعاً، لا يقف بها عند العبادات الخاصّة، من صلاة وصيام، وذكر وتلاوة للقرآن، وإنّما كلّ نشاط إنسانيّ مشروع، يبتغى به وجه الله تعالى، ويكون وفق دين الله ومنهجه، فهو عبادة مُقرّبةٌ إلى الله، وربّما كانت أرجح في ميزان الله تعالى من بعض العبادات الخاصّة النافلة، القاصرة على فاعلها.. إنّه لم يرتض المفهوم السلبيّ الرهبانيّ للعبادة، الذي يجعل الإنسان رهينة ضيقه، وسوء فهمه، فيقطعه عن الحياة والمجتمع، ليعيش وحده، ويموت وحده.. وربّما تسلّلت إلى قلبه ونفسه أمراض خبيثة مهلكة، محبطة للعمل مفسدة، كالعجب والغرور، والإدلال بالعمل، واحتقار الآخرين، كهذا المتألِّي على الله أنّه لا يغفر لفلان من الناس، فأحبط الله عمله، وغفر لذلك العاصي، أو كالمغرور بنفسه، الذي يظنّ أنّه يدخل الجنّة بعمله..

وقد جاء في السنّة ما يثبت هذه الحقيقة ويؤكّدها، من ذلك ما جاء في الحديث عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ) قَالَ أَبُو قِلابَةَ: وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلابَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ، يُعِفُّهُمْ، أَوْ يَنْفَعُهُمْ اللهُ بِهِ وَيُغْنِيهِمْ.؟) [رواه مسلم في كتاب الزكاة برقم /1660/].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْراً الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ) [رواه مسلم في كتاب الزكاة برقم /1661/].

وكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتّى يقول أهله: لا يفطر، ويفطر حتّى يقول أهله: لا يصوم..

وكان صلى الله عليه وسلم أحبّ العمل إليه ما داوم عليه صاحبه، وكان إذا عمل عملاً أثبته، إلاّ إذا خشي أن يفرض على أمّته..

أمّا عبادة النبيّ صلى الله عليه وسلم الخاصّة فقد كانت والله عجباً، لا ينقضي منه العجب.! إلاّ عندما يعلم المؤمن ويوقن أنّ الله تعالى قد أمدّ نبيّه صلى الله عليه وسلم بطاقة نفسيّة وجسميّة خارقة، لا تُدانيها طاقة أحد من البشر.. وهذا ما قرّره العلماء وأثبتوه، ودلّلوا عليه من وقائع السيرة الشريفة، وتشهد به بما لا يدع مجالاً للريب أخبار عبادته صلى الله عليه وسلم من صلاة وقيام لليل وصيام، مع ما يقوم به من مسئوليّات جسيمة خلال النهار، وهو ما سيتّضح لنا من استعراض النصوص التالية:

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ، وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: (أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً.؟!)، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ) [رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن برقم /4460/].

وعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ كَانَ يَخُصُّ شَيْئاً مِنْ الأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لا، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ.؟!) [رواه أحمد في المسند برقم /25170/].

وانظر إلى هذا التعبير الجميل الموحي منها رضي الله عنها، وكأنّها خشيت أن تُحدّثَ بعضَ الناس نفوسُهم أنّهم يقدرون على مثلِ عمله صلى الله عليه وسلم، فبادرتْ إلى تبديد هذَا الوَهَم الغَرور بقوْلها: " وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ.؟! "، إنّه صلى الله عليه وسلم كَانَ يقوم بهذه العبادة الجاهدة الدائبة، وفي الوقت نفسه يقوم بشئون أهله؛ فيداعب الأطفال، ويؤنس النساء، ويسيّر شئون دولة الإسلام كبيرها وصغيرها، ويجمع بيْنَ مصالح الدنيا والآخرة كلّهَا، ويبلّغ رسالة ربّه، ولا يُفَرّط في شيء منها، وله من الخشوع، ومن حسن الأداء للعمل، ما لا يطمح بشر إلى بلوغه.

وعَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ إِنَّ نَاساً يَقْرَأُ أَحَدُهُمْ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً، فَقَالَتْ: أُولَئِكَ قَرَءُوا وَلَمْ يَقْرَءُوا، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ اللَّيْلَةَ التَّمَامَ، فَيَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، وَسُورَةَ النِّسَاءِ، ثُمَّ لا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ إِلاّ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَغِبَ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ إِلاّ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَعَاذَ) [رواه أحمد في المسند برقم /23729/].

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ) [رواه النسائي في كتاب عشرة النساء برقم /3879/].

وقد خاطبه الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}[المزَّمل:1 ــ5]، وقوله سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[الإسراء:79]، فكَانَ قيامُ الليل بحقّه عزيمةً، ينام أوّل الليل، ويقومُ آخره، كَما ثبت في كثير منَ الأحاديث، وربّما قام نصفَه، أو أكثر من نصفه، أو ثلثه، وما كان صلى الله عليه وسلم يدع قيام الليل بحال..

وانظر إلى هذه الصور العجيبة من قيامه صلى الله عليه وسلم لليل، واجتهاده وجلده في عبادة ربّه: عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْواً مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً، قَرِيباً مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيباً مِنْ قِيَامِهِ) [رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها برقم /1291/].

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً، ثُمَّ رَقَدَ، فَبَقَيْتُ لأرقُبَ كَيْفَ يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَقَامَ فَبَالَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الجَفْنَةِ أَوْ الْقَصْعَةِ، فَأَكَبَّهُ بِيَدِهِ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءاً حَسَناً بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ شِمَالِي نُوراً، وَأَمَامِي نُوراً، وَخَلْفِي نُوراً، وَفَوْقِي نُوراً، وَتَحْتِي نُوراً، وَاجْعَلْ لِي نُوراً، أَوْ قَالَ: وَاجْعَلْنِي نُوراً، وأَعْظِمْ لِي نُوراً) [رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها برقم /1279/].

وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً، وَمَا أَنَا مِنْ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ، لا إِلَهَ لِي إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ سَيِّئَهَا إِلاّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي وَعِظَامِي، وَعَصَبِي، وَإِذَا رَفَعَ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، وَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ، وَإِذَا سَلَّمَ مِنْ الصَّلاةِ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَالمُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ) [رواه أبو داود في كتاب الصلاة برقم /649/].

وانظر إلى موقف سيّد العابدين صلى الله عليه وسلم يوم بدر، كيف استغاث بربّه، وتضرّع إليه، وتذلّل بين يديه، فأغاثه الله، واستجاب دعاءه، وأمدّه بألف من الملائكة الكرام، على رأسهم جبريل عليه السلام، يقاتلون عن يمينه وشماله، وكانوا بشرى بنصر الله تعالى له وتأييده..

روى البيهقيّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " لمّا كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال، ثمّ جئت مسرعاً لأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل، فإذا هو ساجد يقول: " يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ " لا يزيد عليها، فرجعت إلى القتال، ثمّ جئت وهو ساجد يقول ذلك أيضاً، فذهبت إلى القتال، ثمّ جئت وهو ساجد يقول ذلك أيضاً، حتّى فتح الله على يده " [كما في البداية والنهاية 2/275/، ورواه النسائيّ في اليوم والليلة].

وعَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى المُشْرِكِينَ، وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادّاً يَدَيْهِ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين}[الأنفال:9]، فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالمَلائِكَةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ المُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، فَنَظَرَ إِلَى المُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِياً، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ، كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ..) [رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير برقم /3309/].

وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ المِقْدَادِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلاّ نَائِمٌ، إِلاّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَةٍ، يُصَلِّي وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ) [رواه أحمد في المسند برقم /973/].

وتصوّر معي أخي المؤمن رأس الدولة، وقائد الأمّة، وهو يحيي الليلَ كلَّه ضارعاً باكياً بيْن يدي ربّه، يدعو ويستغيث، ويلحّ على ربّه في الدعاء، ويستغرق في مناجاته عن كلّ ما حوله، وانظر مدى تحمّله صلى الله عليه وسلم للمسئوليّة عنْ هذا الدينِ، وعن الأمّة التي يقودُهَا، ويربّيها على عينه ويرعاها..

واقرأ هذا الحديث المؤثّر لتر طرفاً من منزلة العبوديّة الرفيعة التي بلغها النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكيف تلقّاها عنه أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وتربّوا على مائدتها، فكانوا خير أمّةٍ أخرجت للناس..

عَنْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ، عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيعاً، فَثُوِّبَ بِالصَّلاةِ، وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ، إِنِّي قُمْتُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْتُ فِي صَلاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي يَا رَبِّ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي رَبِّ، فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْتُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ فِي الْكَفَّارَاتِ، قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْتُ: نَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ، قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلامِ، وَالصَّلاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، قَالَ: سَلْ، قُلْتُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ)، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا حَقٌّ، فَادْرُسُوهَا، وَتَعَلَّمُوهَا) [رواه أحمد في المسند برقم /21093/].

واسمَع إلى جميل مناجاته صلى الله عليه وسلم لربّه تبارك وتعالى بهذه الكلمات الضارعة، الجامعة لحقائق الألوهيّة، وأدب العبوديّة: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: فَزِعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَفَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَدَدْتُ يَدِي، فَوَقَعَتْ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُمَا مُنْتَصِبَانِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ: (أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ) [رواه أحمد في المسند برقم /23176/].

وانظر إلى القلب الموصول بالله وتعظيمه، والأدب معه في مجالسه: عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ) [رواه الترمذيّ في كتاب الدعوات عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم برقم /3356/، وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، ورواه أبو داود في كتاب الصلاة برقم /1295/].

وكان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على جميع أحيانه، وعلّم أصحابه وأمّته أن يذكروا الله في كلّ حال ومناسبة، وعلّمنا لكلّ حركة ذكراً ودعاء، وأوصى من طلب منه وصيّة بقوله: (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله).

وكان صلى الله عليه وسلم أعرفَ الناس بالله، وأَخْشَاهُمْ للهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ: عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؟! قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَداً، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ، فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَداً، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) [رواه البخاريّ في كتاب النكاح برقم /4675/].
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 113.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 111.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]