زواج الأقارب وتشوه الجنين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 120124 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2022, 07:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي زواج الأقارب وتشوه الجنين

زواج الأقارب وتشوه الجنين
أ. د. علي فؤاد مخيمر


كثُر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية في أبنائهم؛ وذلك نتيجةً للتقدُّم العلمي في علم الوراثة في عصرنا الحاضر، واكتشاف كثيرٍ مِن الحقائق العلمية التي لم تكن مفهومةً في العصور الماضية.

وتأكَّد لي بحكم عملي مديرًا لمركز الجمعية الشرعية الرئيسية للأشعة التشخيصية - (وهو يعدُّ مِن أكبر المراكز التشخيصية في الشرق العربي؛ لكثرة ما يَرِدُ إليه مِن مرضى من أنحاء مصر والدول الأخرى) - أن كثرة الأطفال الذين يُعانون مِن تخلُّف عقلي أو ابتلاءات خلقية، عند سؤال الأب أو الأم يتبيَّن أن هناك صلة قرابة بين الزوجين، وبعد الدراسة وجمع بعض المواد العلمية قررتُ أن أخوض في هذا الملف الشائك، وهو ملف زواج الأقارب، ولعلي اخترتُ الجانب العلمي أولًا ثم الجانب الاجتماعي والديني.

قبل أن أَخوض في الحديث أُؤكِّد أولًا أن القاعدة الطبية الشرعية - حسب أهل الاختصاص - لا تُمانع من زواج الأقارب، وإنما تحث على توخي الحذر والحيطة، خاصة بعدما أظهرَتِ الدراسات الطبية نتائجَ بعض زواج الأقارب وما حمله من انتشار بعض الأمراض الوراثية.

والشريعة الإسلامية تبذل قصارى جهدها لتجنيب الأمة أسباب المرض بإذن الله تعالى؛ حتى تكون الأمة الإسلامية قوية بأبنائها جسديًّا وعقليًّا؛ كما في الحديث الشريف: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله مِن المؤمن الضعيف)).

وحتى نفهَم هذا الموضوع فهمًا علميًّا، نحاول أولًا فَهْمَ الأُسس العلمية التي على أساسها تنتقلُ الأمراض الوراثية مِن الآباء إلى الأبناء والذرية.

تتكوَّن النُّطفة في الرَّحِم مِن أمشاج الذكر والأنثى، وتحمل تلك الأمشاج العواملَ الوراثية مِن كل من الأب والأم؛ بحيث تنتقل الصفات عبر جسيمات تسمى الكروموزومات، وهذه الجسيمات عبارة عن مبنى كثيف من الحمض النووي (DNA)، والإنسان الطبيعي يملك 46 كروموزوم في كل خلايا الجسم (نصف الكمية 23 كرموزوم من الأب ومثلها من الأم؛ أي: من البُوَيضة والخلية المنوية)، فعندما تلتقي خليةٌ منوية ببُوَيضة، ويحصل الإخصاب، تنتج خليةً تُسمَّى الزيجوت التي تحتوي على 46 كروموزوم، التي تحمل الصفات الوراثية، التي بدورها تنتقل من الآباء إلى الأبناء والأحفاد، وإلى ما شاء الله عز وجل، وكل ذلك في نظامٍ مُتقَن وبديع يدل على قدرة الخالق البارئ المصور تبارك وتعالى.

العوامل الوراثية:
العوامل الوراثية في معظمها إما سائدة وإما متنحية:
فأما العامل الوراثي السائد؛ فله القدرة على الظهور والتعبير عن نفسه، فإن كانت الصفةُ الوراثية السائدة في أحدِ الزوجين دون الآخر، فإن لها القدرة على الظهور في بعض الأبناء.

أما العامل الوراثي المتنحي، فليس له القدرةُ على الظهور والتعبير عن نفسه إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنحٍّ مماثل له تمامًا، فإن كان موجودًا في كل مِن الزوجين، فإن رُبُعَ الأولاد مصابون بذلك المرض، وربما تعود الحكمة في تحريم الزواج بين المحارم إلى هذا السبب!

وتذكر كتب التاريخ أن بعضَ الحضارات قد بادَتْ بسبب تفشِّي الزواج من المحارِم؛ كالحضارة الفِرْعَونية التي شاع فيها الزواج بين الإخوة والأخوات، غير أن البحوث العلمية الطبية الحديثة أثبتت أن تَكرار الزواج بين الأقارب يزيد مِن فرص اتحاد الصفات المتنحية، فينتج عنها الأمراض الوراثية وتفشِّيها في العائلة، ويُضعف النسل مع تعاقب الأجيال، وبوجود العوامل الوراثية السائدة والمتنحية التي تحمل الصفات الوراثية تظهَرُ تلك الصفات في الأبناء؛ فمنهم مَن يشبه الأم، ومنهم مَن يشبه الأب أو العم أو الخال.

ونحن إذا افترضنا وجودَ مرض وراثي في أحد الوالدين ينقله عامل وراثي سائد؛ فإنه يُعبِّر عن نفسِه في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين.

أما في حالة العوامل الوراثية المتنحية، فلا بد أن تكون موجودةً في كل من الأب والأم معًا؛ ليظهر في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين؛ أي: يظهر فيمَن يجتمع لديهم عاملانِ وراثيان متنحيان، ولا يظهر فيمَن ينتقل إليه عامل وراثي متنحٍّ واحد.

خلاصة القول:
عندما تكون الوحدتان متنحيتين، فإنهما تورثان الصفة المتنحية، وعندما تكون الوحدتان سائدتين، فإنهما تورثان الصفة السائدة، وعندما تكون إحدى الوحدتينِ متنحيةً والأخرى سائدة، فإن الصفة السائدة تغلِب وتظهر في جسم المولود، ويبقى حاملًا للصفة المتنحية ويورثها لذريته.

وهذا يُبيِّن خطورة زواج الأقارب - (بنت العم، أو العمة، أو الخال، أو الخالة) - في ظهور الأمراض الوراثية، وخاصة النادرة منها، فإذا استمرَّ الزواج بالأقارب جيلًا بعد جيل، فإن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع فيهم أكثرَ مما هي موجودة في المجتمع حولهم، فإن الرجل إذا تزوَّج بابنة عمه أو ابنة خاله، وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لصفة صحية أو مرضية؛ فإن 25 % من أولادِهما ستظهر عليهم تلك الصفة و50 % منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي، و25 % منهم لا يحمِلونه.

أما إذا كانت درجةُ القرابة بعيدةً، فإن احتمال وجود الجينات المماثلة أقلُّ، وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الذرية أقل، وكما ذكرنا فإن الأبحاث العلمية كشفتِ العديدَ مِن الأمراض والإعاقات لدى الأطفال بسبب زواج الأقارب؛ ومنها:
فقر الدم المنجلي نسبة الإصابة 6 %.
أنيميا دم البحر الأبيض (الثلاسيما) "Thalassemia".

ونسبة الإصابة تكون 25 % ومرض التليُّف الحوصلي (Cystic fibosis)، الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى تغيرات باثيولوجية معقَّدة في الرئتين والأمعاء والكَبِد، وهذه قد تؤدي إلى وفاة الطفل بعد الولادة بنسبة 23 %.
وكذلك أمراض التمثيل الغذائي: (مرض السكري، وتأخر النمو، وتضخم الطِّحال، والكَبِد، والتخلف العقلي)، ومثل هذه الأمراض يَصعُب علاجها.

ومِن الأمراض المُهلِكة مرضٌ جلدي مُزمِن، يتمثل في فقاعات شديدة على سطح الجلد، تنفجر وتترك سطح الجلد عاريًا، تظهر لدى أطفال وُلِدوا مِن زواج أقارب، ويسمى المرض (الانحلال الجلدي الفقاعي)، وقد ظهر في مدينة حائل، وانتقل لهؤلاء الأطفال عبر صفة وراثية متنحية، بسبب حمل الأبوين الصفة المسببة للمرض، ولا يوجد لهذه الحالة علاجٌ طبي، وإنما عناية تمريضية ونفسية خاصة.

وهناك مرضٌ يسمى (تاي ساكس)، وهو يُسبِّب تهدُّم خلايا الدماغ، وقد انتشر بين اليهود، وهو يؤدي إلى الموت، ولله الحمد عفا الله عن المسلمين، فهذا قليل من كثير من الأمراض الخطيرة المنتقلة عبر العوامل الوراثية المَرَضية، وحتى لا يطول بنا المقام، فحسبي أن أُقدم النصيحة.

النصيحة:
على الأشخاص المُقبِلين على الزواج أن يخضعوا للفحص الجيني أولًا، ثم عند الأطفال بعد الولادة مباشرةً، والحمد لله، فإن أكثر الأمراض الناجمة عن زواج الأقارب يمكن الكشف عنها بسهولة، ومنها التي تعالج بنجاح، والفحص الطبي قد وفَّر على الزوجين الكثيرَ من المتاعب والأموال والقلق.
علمًا بأن نسبة الأمراض الوراثية التي تصيب المتزوجين من الأقارب تتراوح ما بين 12 % - 58 %، بينما تصل النسبة عند الأطفال إلى 40 %.

مسك الختام:
وردت آثار عديدة ترغب بالزواج مِن غير القرابة؛ لأنه أحسن للنسل، ومِن أشهرها:
قولُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قد أضوَيْتُم، فانكحوا في النوابغ"؛ رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث، وقال: معناه: تزوَّجوا الغرائب.

وهذا يوافق ما جاء في الحديث النبوي الذي رواه البخاري والحاكم في المستدرك، ورواه البيهقي، عن السيدة عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: ((تخيَّروا لنُطَفِكم، وأنكحوا الأَكْفَاء، وأنكحوا إليهم)).

وروى الترمذي عن أبي حاتم المُزَني رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فأنكِحُوه)).
فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتخيُّر؛ إذ قال: ((تخيَّروا لنُطَفكم)).

حكم الفحص الطبي قبل الزواج شرعًا:
جوَّز بعض العلماء ذلك، وقال بعضهم: إنه مندوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطَفكم، وانكحوا الأَكْفَاء، وأنكحوا إليهم))، ولما سبق من الآثار والأحاديث، والقاعدة الشرعية تقول: (لا ضرر ولا ضرار)؛ ولأن الفحص الطبي يكشف إن كان أحد الزوجين مصابًا بمرضٍ عضوي، أو تشوُّه، أو غيره من الآفات الوراثية التي تحول دون قيام علاقة جنسية صحيحة بين الزوجين، مما يُهدِّد ذريِّتَهما بالخطر.
والفحص الطبي يجعل كلًّا من الطرفينِ على بيِّنة من الأمراض التي عند صاحبه، ثم يكون له الخيار بعد ذلك في الاستمرار أو الانسحاب.

ويعدُّ هذا الفحص الطبي في بعض دول العالم مِن مُتمِّمات عقد النكاح؛ حتى تتفادى بعض الأمراض المُزمِنة التي تمتدُّ تأثيراتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الأسرة والمجتمع.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]