|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي لا تقدرني ولا تحترم أهلي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوجٌ من امرأةٍ يشكو مِن سوء أخلاقها معه ومع أهله، وعدم اهتمامها بها، ويسأل: هل أتزوج عليها لأرتاح مِن تعاملها معي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجل متزوج منذ 11 عامًا، زوجتي ذات شخصية ضعيفة، وقد قَصَّر والداها في تربيتها اجتماعيًّا؛ كونهما لم يعيشَا معها كثيرًا. تزوجتُها ومِن بعد الزواج بدَأ التقصيرُ في الحقوق الزوجية يظهر، وظهرتْ بوادر مشكلات نفسية كانتْ مُتراكمةً في السابق، وكان يُخْفِيها ضعفُ الشخصية لدى زوجتي، وجاءتْ بطريقةٍ عكسيةٍ مُخيفةٍ، ومِن ضمن ذلك: عدم قبول كلامي في أغلب الأحيان، مع عناد وصراخ مستمر في البيت، وصوت عالٍ عليَّ أمام أولادي، ومنَّتها عليَّ في الخدمة، وعدم التودُّد لي، وانعدام الابتسامة في وجهي، وسوء العشرة مع أهلي، والتعامل معهم بلا مبالاة، كما أنها لا تأبه باهتماماتي الشخصية وخصوصيتي. حاولتُ كثيرًا أن أصلحَ منها، فنصحتُها مرارًا، وجعلتها تخالط النساء الصالحات، ودعوتُ لها كثيرًا، لكن لم يُجْدِ هذا شيئًا، خاصة أنني كلما اختلفتُ معها هددتني بمقاطعة أهلي وعدم خدمتي! حاليًّا أبحث عن زوجةٍ مشترطًا فيها صفات معينة، ويعلَم الله أن ذلك ليس انتقامًا منها، ولكن لأني أريد أن أرتاحَ وآكل لقمة هنية، وأسعد في جلوسي مع أنثى تبادلني الحديث، ولكي أسعد أهلي بزوجةٍ تُبادلهم الاحترام والتقدير! فأشيروا عليَّ برأيكم بارك الله فيكم. الجواب: الأخ الكريم، حياك الله. قبل أن نناقشَ عيوب زوجتك الجسيمة، أنصحك أن تفصلَ بين رغبتك في الزواج وهذه العيوب؛ فتعدُّد الزواج لا علاقةَ له بمشكلات البيت الأول، ولن يُقَدِّمَ لك حلًّا واحدًا، بل على العكس، هو أمرٌ راجع إلى حاجتك الشخصية، فلنتجنَّبه وليكنْ تفكيرك فيه على نحوٍ مستقلٍّ مبنيٍّ على رغبتك ومقدرتك عليه فقط. أولًا: عدم قَبول كلامك ورفع الصوت عليك أمام أبنائك: يحدُث هذا في كثير مِن البيوت ورغم خطأ الزوجة في ذلك، إلا أن أسلوب الرجل كثيرًا ما يحملها على التجاوُز دون أن يدري، واعلمْ أن في كثيرٍ مِن النساء اعوجاج الخلُق، ولو عَلِم الرجال ذلك وتعامَلوا معهنَّ مِن منطلق النصيحة النبوية الكريمة لهانتْ عليهم الكثيرُ مِن الأمور، ولَحُلَّت الكثير مِن المشكلات، ولَتلاشى الكثير مِن سوء التفاهُم بينهما؛ ((استوصوا بالنساء، فإن المرأةَ خُلِقَتْ مِن ضلع، وإنَّ أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمه كسرته))، ولستُ أعني: أنها على حقٍّ، أو أن تصرُّفها مقبول، ولكن أُذكِّرك بأنَّ كثيرًا من الصالحات تصدُر منهنَّ مثل تلك الأفعال، خاصة عند انتقادها على الملأ، فاعملْ على التلطُّف في القول معها بوجهٍ عامٍّ وأمام الأبناء بالتحديد لتكسبَ وُدَّها. ثانيًا: المنة في خدمتك وعدم التودُّد إليك: مِن حُقوقك عليها أن تقومَ على خدمتك على حسب ما تعارَف عليه المجتمعُ عندكم، على ألا تُرهقَها في أعمالٍ ليس في مَقدورها أن تعمَلها، والمنةُ قد تكون ردة فِعل لمنة مقابلةٍ منك، كما وَرَدَ في رسالتك مِن تَعداد أفضالك عليها، وليس مِن سِمات الصالحين أيها الفاضل أن تمنَّ على مَن أكرمته بالفضل، لاسيما إن كان ذلك مِن واجباتك كزوج؛ ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، وقد ورَد في تفسير القرطبي لهذه الآية: "وألا يعبس في وجهها بغير ذنبٍ، وأن يكونَ مُنطلقًا في القول لا فظًّا ولا غليظًا ولا مُظهرًا ميلًا إلى غيرها". فاعملْ على المبادَرة بالخير، وتناسَ فضلك عليها، واصبرْ في غير خُنوعٍ أو ذلٍّ، وأظْهِرْ لها استياءك من فعلها بلطفٍ ممزوجٍ بالقوة والحزمِ، وتذكَّرْ أن أمرًا اعتادَتْهُ لأكثرَ مِن عشر سنوات لن يكونَ مِن اليسير عليها تغييره. ثالثًا: سوء المعاملة مع أهلك وعدم المبالاة بهم: لا يُقبل مِن امرأة صالحة أن تسيء لأهل زوجها، ولكن متى ما أردنا أن نبحثَ في حل المشكلة فلن يُفيدنا في شيءٍ تحميلها المزيد مِن الأخطاء، والتعجُّب مِن حالها، والنَّيْل مِن خُلُقها، وإلقاء اللوم على الوالدين قبل عشرين سنة أو أكثر، والحلُّ أن تبحثَ عما أوغر صدرَها مِن أهلك، وما يصدر منهم تجاهها، وتنظر في تعاملهم معها كما ترى بعينٍ لا تخطئ كل ما تقترفه معهم مِن إهمالٍ أو لا مبالاة؛ ومِن أكثر ما يقرب المرأة لأهل زوجها أن تشعرَ منهم كأنها ابنتهم، وألا تسمع منهم عبارات التعالي والنظرة الدونية لها إنْ كانتْ لم تنَلْ ما ناله ابنهم مِن حظٍّ في التعليم أو المكانة الاجتماعية، وألا تسمع نقدًا لاذعًا منهم ولو كان على سبيل المزاح الذي يَرَوْنَه خفيفًا بريئًا، وتراه هي كالخنجر يقطع نياط قلبها، فتبقى تنزف في صمتٍ، فترفَّق يا أخي بزوجك، وحاوِلْ أن تقرِّب بينها وبينهم، وألا تحملها مِن أعبائهم شيئًا، وانصح والدتك بأن تتغافلَ عما يَصْدُر منها مِن حماقاتٍ لوقتٍ، كما تتغافل عن أخطاء ابنتها إن هي رفعتْ صوتَها عليها، أو وقَع منها ما لا يليق، وانظُرْ كيف سيكون حالها بعد ذلك. رابعًا: لا تأبه لاهتماماتك وخصوصياتك: هذه مشكلةٌ لا يُمكن التغافل عنها أو التهاون بها، ولكن الله تعالى الذي منحك ذلك الحق العظيم عليها لم يغفلْ عن حاجتها، ولم يبخَسْها حقها؛ ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إني أحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزينَ لي المرأة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، وما أحب أن أستنطفَ حقي عليها؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، فانظرْ رحمك الله إلى ذلك الخُلق الرفيع، واقتدِ به، وسَلْ الله أن يُصلحك لها ويُصلحها لك. همسة أخيرة: إن أردتَ أن تُغَيِّر مِن خُلُقها، وأن تُقَوِّمَ بعض اعوجاجها فعامِلْها وكأنها الزوجة الجديدة التي تريدها تمامًا، وتغافَلْ عن الذُّهول الذي ستراه منها مستمرًّا في ذلك الوقت. وأُكَرِّر لا تتعارض تلك النصائح وهذه الإشاراتُ مع رغبتك في الزواج، ولكن تَذَكَّرْ أن إصلاح بيتك لا يكون بإقامة بيتٍ آخر تتعهَّد بتحمُّل مشاكله، وتستعد لكلِّ ما سيطرأ لك، في حين أنَّك لم تتحمَّلْ ما تعانيه الآن. وفقك الله وهدى زوجتك، وأصلح حالكما وجعَلَكُما قرة عين لبعضكما والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |