|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الطلاق بلا سبب واضح أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال: ♦ الملخص: رجل لا يُواظب على الصلاة، متزوِّج بامرأة طلبتْ منه الطلاقَ بعد وفاة أُختها المتزوِّجة من رجلٍ ذي خُلقٍ ودينٍ، وقد وافَقها أهلُها على طلبها هذا، ولم يُحاولوا إصلاحَ الأمر، وتَمَّ الطلاقُ بالتراضي، ويذكُر أنه لم تَحدُث بينهما مشكلاتٌ كبيرة تصِل إلى طلب الطلاق.. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شابٌّ في منتصف العقد الثالث مِن عمري، تزوَّجتُ منذ سنتين بفتاةٍ على دين وخُلق، مشكلتي معها أني لم أكُن مواظبًا على الصلاة، وفي حقيقة الأمر فإني لم أُنَشَّأْ على المواظبة على الصلاة منذ الصِّغر، وأَشعُر دومًا بالتقصير في العبادات، وأَتمنَّى لو كنتُ محافظًا عليها، وأدعو الله أن يَهديَني ويتوبَ عليَّ! لكن ما حصَل مع زوجتي أمرٌ آخرُ ليس له علاقة بالصلاة، فقد كان لها أختٌ توفِّيت بعد معاناة مع مرضٍ عُضال، وكان لها مِن زوجها طفلان، وهذا الرجل يَعيش في بلدٍ آخرَ، وكان أهلُها يُكنون له كلَّ الحب والوفاء والتقدير، ويَضربون به المثلَ! طلبتْ زوجتي الطلاق بعد وفاة أُختها وبموافقة أهلها الذين لم يَسعوا إلى الإصلاح بيننا، وقد حاولتُ جاهدًا إرجاعَهم عن هذا الطلب، لكن دون جدوى، فاستجبتُ لهم واتَّفقنا على أن نُنهي الأمر بالتراضي، علمًا بأننا لم نُنجب أطفالًا، وتَمَّ الطلاق بعد شهرين فقط مِن طلبهم! العجيبُ في الأمر أن الصلاة لم تكُن أحدَ الأسباب التي تَذرَّع أهلُها بها لطلب الطلاق، أما المشكلات الأخرى التي تعلَّلوا بها، فهي مشكلات تَحدُث بين أيِّ زوجين، صحيح أن حياتنا الزوجية لم تكن مثاليةً أو سعيدةً بالقدر الذي يَحلُم به أيُّ زوجين، لكننا نَسمَع من القصص الزوجية العجيبَ والعجيبَ، فتجد الرجلَ يَشرَب الخمر، ويُصاحب النساء، ويَلعَب القِمار، ومع ذلك فإنهم قد يُحاولون معه في سبيل أن يَهتدي، أما أهل زوجتي فلم يُحاولوا البتةَ أن يُصلحوا، بل إنهم قالوا لي: "إن النفوسَ قد ضاقتْ، ونتمنَّى لك الأفضلَ"، وهذ هو عذرُهم! أذكُر أنني لم أضْرِبْها يومًا، ولم أُهِنْها، ولم أتشاجَر معها حتى في الأيام الأخيرة، فقد بقِينا على وِفاقٍ إلى حدٍّ ما، ولم يكن هناك نفورٌ مِن قِبَلي أو قِبَلِها، ولم تَكرَهْني أو أكْرَهْها! أنا شخصٌ هادئ، قلَّما أغضَب أو تثور نفسي، ولا أُنكر أن لدي بعضَ العيوب، ولكن ليست العيوب التي تَجعَلُها تَطلُب الطلاقَ، علمًا بأن ذلك قد ترَك في نفسي ألَمًا عميقًا وحزنًا شديدًا، وقد علِمتُ نيَّاتِهم مِن طلب الطلاق، فما رأيكم فيما حدَث؟ هل أنا مُذنبٌ؟ هل هم آثمون على فِعلهم هذا؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحِّب بك أخي في قسم استشارات شبكة الألوكة. وبعدُ، أخي الفاضل، أكثر مِن تَرداد هذا الدعاء: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، وتأكَّد أن الله تعالى عنده العِوضُ، وسيُعوضك الأفضلَ! أخي الفاضل، الصلاة عمادُ الدين، فلا تتهاون بها أبدًا، وقد رأيتُ أنهم دخلوا عليك من هذا المدخل، فاجعَل ما حصَل لك دافعًا للالتزام بالصلاة، والله تعالى لا يُضيع عبادَه الصالحين أبدًا. أخي الفاضل، لا أُبرر فعلَهم، فما أقدَموا عليه من الاستعجال في طلب الطلاق، وعدم ترك أيِّ وسيلةٍ للإصلاح - ليس بالأمر الجيد، ولكن ما حصَل قد حصَل، فاشكُر الله تعالى أنه أظهَرهم على حقيقتهم، ولا أَولاد بينكما، ولم يَمضِ من العمر سوى سنتين، وانظر للمستقبل، متناسيًا كلَّ الآلام، فاتحًا عقلَك وقلبك للحياة، مستبشرًا بزوجة صالحةٍ تكون أُمًّا لأولادك وراعية لبيتك. ومهما كانت نيَّتُهم في طلب الطلاق، فالله تعالى هو المطلعُ على النيَّات والقلوب، وهو الذي يجازي، أما أنت فما عليك إلا العمل على نِسيانها، مستعينًا بالله تعالى، وأكرِّر عليك الالتزام بالصلاة، وبكل الطاعات؛ ليُبارك لك الله تعالى حياتك، ويَرزُقَك زوجةً صالحة تكون قُرةَ عينٍ لك. والله تعالى الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |