|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() السنة النبوية
سجل حافل بمآثر النساء 1. أول من آمن بالنبي وآزره . 2. امرأة من أهل الجنة . 3. خير نساء ركبن الإبل ... 4. فَإنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي ! 5. يَا أُمَّه اصْبِرِي ! 6. نساء تائبات . 7. بغيَّةٌ ... ولكن ! 8. المرأة في واحة العفاف . 9. قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللّهِ اتّقِ اللّهَ ! 10. المرأة في واحة الجود والإيثار . 11. المرأة الصابرة الوفية . 12. الصبر عند فقد الولد 13. يقين المرأة بربها . 14. نساء في مرتبة الكمال . 15. هِمَّةُ عجوز !! • المتأمل في السنة النبوية يجدها حافلة وزاخرة بمواقف نسائية رائعة ، ونماذج مضيئة في شتى جوانب الحياة ، وأمثلة واقعية للأخلاق الكريمة والمثل الطيبة ، وصور من البذل والعطاء والتضحية والفداء تدل على تكريم الإسلام للمرأة وإنصافها والعناية بها ، كما تدل على جهودها المباركة في نصرة هذا الدين ، وكيف كانت المرأةُ سباقةً إلى الخيرات ، متحليةً بالصبر والثبات . • ونعلم أن المرأة قادرة على البذل والعطاء ، وأن على المسلمة المعاصرة أن تنهج نهج أسلافها ، فلا تألو جُهدا ولا تضنُّ بوقت أو مال في سبيل نصرة دين الله وإصلاح البيت والمجتمع والنهوض بالأمة . • فالسنة النبوية وعاء حافل بمآثر الصالحات على مرِّ التاريخ ، وفي هذا أبلغُ ردٍّ على من افترض واهماً وجودَ عداءٍ بين السنة والمرأة ، حتى رأينا أدعياء التحرير ينتقصون من قدر السنة ويتنكَّرون لها ويُنْكِرُونَ حُجِّـيَّتَهَا ، ولو أمعنوا النظر وتصفحوا كتب السنة بصدقٍ وتجرُّدٍ لأدركوا كيف جاءت السنة النبوية مقررةً ومبينةً لما جاء في القرآن الكريم من تكريمٍ للمرأة وإنصافٍ لها وتقديرٍ لجهودها المباركة على مرِّ التاريخ . 1. أول من آمن بالنبي وآزره . • صحيح البخاري : أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى ، فضلا عن فقه الإمام البخاري في التبويب والترتيب ، وبراعة الاستهلال وحسن الختام ، تأمل كيف بدأ مصنفه بكتاب بدء الوحي الذي أورد فيه حديث بدء الوحي عن عائشة رضي الله عنها ، كما أورده الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب بدء الوحي ، هذا الحديث الذي سنذكره بتمامه لنرى كيف كان للمرأة دورها في مسيرة الدعوة ؛ فأولُ من آمن بالنبي ، وأولُ من شدَّ من أزره وسانده في دعوته امرأةٌ ، إنها أُمُّنَا خديجة رضي الله عنها التي كانت تعد له الزاد وتبعث به إليه وهو يتعبد في غار حراء ، وحين جاءها يرتجف من هول ما رآه أقبلت عليه بعاطفة رقيقة وكلمات حانية ، ولقد أحسنت صنعاً حين أخذته إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل وكان على علمٍ بالكتب السابقة ، فبشَّره بالنبوة وبصَّره بطريق الدعوة ، ذلك الطريق المحفوف بالأشواك والعقبات . • فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ أَوّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ مِنَ الْوَحْيِ الرّؤْيَا الصّادِقَةَ فِي النّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ ، ثُمّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنّثُ فِيهِ ، (وَهُوَ التّعَبُّدُ) اللّيَالِيَ ذواتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيَتَزَوّدُ لِذَلِكَ ، ثُمّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ ، قَالَ: "مَا أَنَا بِقَارِئٍ" قَالَ : " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ ، قَالَ قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتّى بَلَغَ مِنّي الْجَهْدَ ثُمّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطّنِي الثّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبّكَ الأَكْرَمُ الّذِي عَلّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (سورة العلق 1 : 5 ) " ، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: "زَمِّلُونِي زَمّلُونِي" فَزَمّلُوهُ حَتّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، ثُمّ قَالَ لِخَدِيجَةَ: " أَيْ خَدِيجَةُ ! مَا لِي" وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، قَالَ : " لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي" قَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : كَلاّ أَبْشِرْ ، فَوَاللّهِ لاَ يُخْزِيكَ الله أَبَدا ، وَاللّهِ إِنّكَ لَتَصِلُ الرّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقّ ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ ، أَخِي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيّ وَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيّةِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخا كَبِيرا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ ابْنَ عَمّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ ، قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى ؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ خَبَرَ مَا رَآهُ ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ الّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعا ، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ : " أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ؟" قَالَ وَرَقَةُ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاّ عُودِيَ ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرا مُؤَزَّرًا" . ( ) قال الإمام النووي رحمه الله : " قال العلماء رضي الله عنهم : معنى كلام خديجة رضي الله عنها أنك لا يصيبك مكروه ؛ لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل ، وذكرت ضروبا من ذلك ، وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء ، وفيه مدح الإنسان في وجهه في بعض الأحوال لمصلحة ، وفيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له ، وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضي الله عنها وجزالة رأيها وقوة نفسها وثبات قلبها وعِظَمِ فقهها، والله أعلم " . ( ) حقاً يا أُمَّنا الحنون إن صنائع المعروف حرزٌ واقٍ وكنزٌ باقٍ لصاحبها على مدى الزمان . 2. بيت الدعوة شرح الله صدر أمِّنا خديجة فكانت أول من آمن برسول الله وأول من آزره ، وكان يسمع ما يكره من أعداء الدعوة الذين كذبوا به وسخروا منه وأعرضوا عنه وتطاولوا عليه فكان يحزنه ذلك ويضيق به صدره ، فإذا رجع إلى بيته وجد زوجته خديجة في استقباله تُسَرِّي عنه وتهوِّنُ عليه ، وتقدم له الزادَ الحِسِّيَّ ممتزجاً بالزاد الرُّوحي ، فينشرح صدرُه ، وتقر عينُه ، ويطمئن قلبُه ، وتأنس روحُه . إنها أروع نموذج للزوجة الصالحة التي تواسي زوجها وتسانده وتساعده ، الزوجة التي لا تتخلى عن زوجها عند الشدائد والأزمات بل تحضُّه على الصبر والثبات ، بنفسٍ مطمئنة ، وعقل راجح ، وبديهة حاضرة ، وروح وثَّابة ، وهِمَّةٍ عالية ، وبصيرةٍ نافذةٍ ، وإيمانٍ راسخٍ ، وكلماتٍ صادقةٍ كُتِبَ لها القبول " كَلاَّ أَبْشِرْ ، فَوَ اللّهِ لاَ يُخْزِيكَ الله أَبَدا ، وَاللّهِ إِنّكَ لَتَصِلُ الرّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " . وتظلُّ تلك المرأة على عهدها مع ربِّها فتبذل النَّفَسَ والنفيس ، وتقدم لهذه الدعوة صورًا من التضحيات ، ومواقف للصبر والثبات عند اشتداد الأزمات ، وهنا يتوقف قلمي عن التعبير عن دور أمِّنا خديجة رضي الله عنها في مسيرة الدعوة ، وأُفسِحُ المجالَ لكلام من وهبه الله جوامع الكلم نبينا محمد وهو يتحدث عن زوجه خديجة وكثيرا ما كان يذكرها ويثني عليها ، روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء قالت : فغرتُ يوما فقلتُ ما أكثَرَ ما تذكرُها وقد أبدلكَ اللهُ عز وجل خيرا منها ! قال ( ما أبدلني اللهُ عز وجل خيرًا منها : قد آمنتْ بي إذ كَفَرَ بي الناسُ وصدقتْنِي إذ كذَّبَنِيَ النَّاسُ وواستْني بمالها إذ حرمني الناسُ ورزقني اللهُ عز وجل وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أولادَ النساءِ ) ( ) . وزوجةُ المرءِ خِلٌّ يُستعانُ بِهِ على الليالي ونورٌ في دياجِِيها مَسْلاةُ فِكْرَتِهِ إِنْ باتَ في كَدَرٍ مدَّتْ إليه تُواسِـيهِ أيادِيها إنْ مَرَّ بيتُها يومًا بضائقةٍ قامتْ تُدَبِّرُ البيتَ تدبيـرًا يُنَجِّيهَا وزوجُهَا مَلِكٌ والبيتُ مملكةٌ واليُمْنُ والسَّعْدُ يجري في نواحِيها • بيت من قصب وإذا كان الجزاء من جنس العمل فإن الله تعالى قد أمر رسولَهَ أن يبشر خديجة ببيت من القصب لا صخب فيه ولا نصب ، فعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها : أن رسول الله ( بَشَّرَ خديجةَ ببيتٍ فى الجنةِ مِنْ قَصَبٍ ) ( ). وعن أبى هريرة قال " أَتَىَ جِبْرِيلُ النّبِيّ . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ ، مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السّلاَمَ مِنْ رَبّهَا عَزّ وَجَلّ ، وَمِنّي ، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنّةِ مِنْ قَصَبٍ. لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ " ( ). وعن عبد الله بن جعفر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله " أُمِرْتُ أن أُبَشِّرَ خديجةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنها ببيتٍ فى الجنةِ مِنْ قَصَبٍ ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ " ( ). قال السهيلى : النكتة فى قوله : ( من قصب ) ولم يقل من لؤلؤ أن فى لفظ القصب مناسبة لكونها حازت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان ( ) . حقًا لكِ يا أُمَّنَا الحنون أن تنعمي بالراحة والسكون ، فكم كان بيتُكِ مملكةً هانئةً ، وواحةً هادئةً يتفيؤُ ظلالهُا الحبيبُ المصطفى . 3. امرأة من أهل الجنة من النماذج المضيئة والأمثلة الواقعية على الصبر واليقين والرضا بما قدَّره رب العالمين تلك المرأة التي دار بينها وبين سيد المبتلين وإمام الصابرين هذا الحوار الذي نقلته لنا كتب السنة المشرفة : • روى البخاري في صحيحه بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس: " ألا أُرِيكَ امرأةً من أهلِ الجنةِ ؟ قلت : بلى ، قال: هذه المرأة السوداء ، أتت النبيَّ فقالت : إني أُصرَع ، وإني أتكشَّف ، فادعُ الله لي ، قال : (إِنْ شِئْتِِ صَبَرْتِ ولكِ الجنةُ ، وإن شئتِ دعوتُ اللهَ أن يعافِيَكِ)، فقالت : أصبرُ ، فقالتْ : إني أتكشَّفُ ، فادعُ الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها " . ( ) إنها امرأة مؤمنة ابتلاها الله بمرضٍ شديد ، فرضيت بقضاء الله وأيقنت بما عند الله من ثواب الصابرين ، وآثرت البقاء على حالها لترقى بهذه العِلَّة إلى الدرجات العلا ، لكنها تعطي درسا عظيما لكل متبرجة أن تحمد الله تعالى على نعمة العافية وتستمسك بالحجاب الشرعي فهو سبيل عزتها وعنوان مجدها وتاج كرامتها ؛ إن كل ما ترجوه هذه المرأة ألا يكون مرضها الذي يخرجها عن وعيها سببًا في تكشُّف ثيابها ، مع أنها وهي في تلك الحالة قد رفع القلم عنها ! لكنها متمسكة بحجابها وحيائها ! أين تلك المحتشمة الصابرة من أولئك العاريات اللائي يظهرن في الشاشات والصحف والمجلات ، بل وفي بلاد الغرب قرى ومنتجعات ونوادٍ ومنتزهات للعاريات يرتعن فيها ويسرحن في أرجائها بهذا المنظر البهيمي الذي تشمئز منه النفوس وتأباه الفطرة السليمة . قال سبحانه وتعالى وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (سورة الأعراف 179 ) . لقد حرصت نساء السلف على الحشمة والستر حتى في حالة رفع التكليف بالمرض الذي يُغَيِّبُ العقلَ ويخرج عن الوعي بل وبالموت الذي يحول الجسد إلى جثة هامدة : ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب : " أن فاطمة بنت رسول الله كانت دائمة الستر والعفاف ، فلما حضرها الموت : فكرت في حالها وقد وضعت جثتها على النعش ، وألقي عليها الكساء ، فالتفتت إلى أسماء بنت عميس ، وقالت يا أسماء : إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ، إنه ليطرح على جسد المرأة الثوب فيصف حجم عظامها ، فقالت أسماء : يا بنت رسول الله : أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة : قالت : ماذا رأيتِ ؟ فدعت أسماء بجريدة نخل رطبة فحنتها ، حتى صارت مقوّسة كالقبة ، ثم طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! تُعرف بها المرأة من الرجل ، فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها جعل لها مثل هودج العروس .. . ( ) هذا حرص فاطمة على الستر حتى حين تدرج في أكفانها وتحمل إلى قبرها ، حيية بعد مماتها .. فكيف كانت في حياتها ؟! رضي الله عنها !! وإني لأستحياه والتربُ بيننا كما كنتُ أستحياهُ وَهْوَ يراني ( ) وهذا درس لكل مسلمة أن تتمسك بحجابها فهو تاج وقارها وعنوان أصالتها : يا أختَ فاطمة وبنتَ خديجـةٍ ووريثةَ الخُلُقِ الكريمِ الطيِّبِ إن العفافَ هو السَّماءُ فحلِّقِي وبِطِيبِ أخلاقِ الكرامِ تطيَّبِي 4. خير نساء ركبن الإبل حينما يمتدح النبي طائفةً معينةً من النساء فليس الأمرُ على سبيل المحاباة أو المجاملة لكنه التعبير الصادق عن الحقيقة الناصعة ولفت الأنظار إلى تلك الأمثلة الرائعة . روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: (خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإبلَ صالحُ نساءِ قريشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَىَ وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وأرْعاهُ على زوجٍ في ذاتِ يدِهِ) ( ) . ولهذا الحديث الشريف سبب ورود : ذلك أن الرسول أراد أن يخطب ابنةَ عمِّهِ أمَّ هانئ بنت أبي طالب فخافت من التفريط في حق صغارها أو التقصير في حقه لِكِبَرِ سِنِّها فاعتذرت بلطف ، وقبل النبيُّ اعتذارها وقدَّر لها هذا الموقف النبيل الذي يدل على صدقها وتضحيتها من أجل أولادها شأن صالح نساء قريش رضي الله عنهن : روى مسلم في صحيحه بسنده عَنِ سعيد بنِ الْمُسَيّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّّبِيَّ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي قَدْ كَبِرْتُ ، وَلِي عِيَالٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإبلَ ... " الحديث ". ( ) 5. فَإنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي • روى النسائي في السنن بسنده عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: وَاللّهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلاَ يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا قَالَ ثَابِتٌ : فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ . ( ) أرأيتَ امرأةً كانت أكرمَ وأعظمَ بركةً على زوجها من تلك المرأة ، وأيُّ مهر أعظم من أن يدخل الرجل في دين الله بدعوة امرأة ! يسوق إليها زينة الحياة الدنيا فتسوق إليه نعيمَ الآخرة ، يُلَوِّحُ لها بالذهب والفضة فتلوِّح له بالإسلام ، ألا ما أحوج فتياتنا إلى التأسي بهذه الصحابية الفاضلة ، التي آثرت إسلام زوجها على ما لديه من أموال طائلة ! هي قدوةٌ للمؤمنينَ وأسوةٌ يترسمُ القمرُ المنيرُ خُطَاهَا |
#2
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يسلموووووووووو على هذا الموضوع الاكثر من رااااااائع وجزاكم الله كل خير. مع التحيه نغوومه |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جزاك الله خيرا اخي على الموضوع القيم بارك الله فيك ونفع بك اللهم اجعلهن قدوتنا في حياتنا .. رضي الله عنهن ... |
#4
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيكم على هذه الردود الجميلة ونفع الله بيكم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |