آيات في الخوف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 410 - عددالزوار : 94657 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 194 - عددالزوار : 135910 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 15088 )           »          حين تُغلق الأبواب.. افتح قلبك لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 11464 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 13812 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 11113 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 206 - عددالزوار : 66859 )           »          مفهوم السعادة وسبب الشقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          البيان بين مقامين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2022, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,089
الدولة : Egypt
افتراضي آيات في الخوف

آيات في الخوف






كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبعد أن وقفنا على بعض الآيات في الخوف نقف هذه الوقفات مع جملة من الآيات في شأن هذه العبادة العظيمة.
قوله -تعالى-: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا):
قال -تعالى-: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) (الأعراف:56)، من أدلة وجوب الخوف أن الله أمرنا بالدعاء ونحن متلبسون بحال الخوف وحال الطمع، (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا)، أي: وادعوه وأنتم خائفون، وادعوه وأنتم طامعون في فضله، فأوجب الأمرين، فقبَّح الله من يقول: "لا أعبدك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك"، يأمرك الله أنت وإخوانك المؤمنين أن تدعوه خوفًا وطمعًا، وذلك الزنديق يقول: "لا أطمع ولا أخاف"، ومن قال ذلك لا يكون مؤمنًا، ولا يكون صادقًا في حبه:
لو كان حبُّك صادقًا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فكيف يقول: "لا أخاف الله" والله -عز وجل- يقول له: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا)؟ كيف تقول: "لا أطمع"؟ كيف يرغبك الله -عز وجل- في الجنة ثم تقول: "لا أرغب فيها"؟ لو أن ابنك فعل معك ذلك بعد أن رغَّبته في شيء جميل فيه مصلحته وفيه ما يحبه، فقال لك: "هذا شيء تافه لا أريده"؛ أيكون في ذلك رضاك أم أنك ستسخط عليه أعظم السخط؛ لأنك ترغِّبه في شيء فيقول: "هذا الشيء لا أريده"، أو تخوفه بشيء تعاقبه به فيقول لك: "لا أخافك لأني أحبك"؟ فهذا كذب في ادعاء المحبة.
فالله -عز وجل- له المثل الأعلى، فهو لا يرضى عمن يخوِّفه فلا يخاف، فالله -عز وجل- أمرنا أن نخافه، وهو -سبحانه وتعالى- يغضب على من لا يخافه، ويغضب على من لا يرجوه ولا يطمع في ما عنده، وإن زعم حبه فهو كاذب في محبته.
قوله -تعالى-: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ):
قال -تعالى-: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة:40)، أي: ارهبوني وحدي، وتقديم المفعول (وَإِيَّايَ) للاهتمام والاختصاص؛ لأن الله -عز وجل- وحده الذي يرهب منه، والرهبة خوف مع هرب وفرار، كما يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "وأما الرهبة فهي الإمعان في الهرب من المكروه، وهي ضد الرغبة، التي هي سفر القلب في طلب المرغوب فيه، وبين الرهب والهرب تناسب في اللفظ والمعنى، يجمعهما الاشتقاق الأوسط الذي هو عقد تقاليب الكلمة على معنى جامع""مدارج السالكين 1/512-513".
ومعنى الرهبة يتضمن خوفًا مع تعظيم وفرار، والفرار من الله -عز وجل- لا يكون إلا إليه؛ لأن غيره تفر منه إلى من هو أقوى منه وإلى من يُؤَمِّنك عنده، والله -عز وجل- يجير ولا يُجار عليه، فلا تفر إلا إلى الله -سبحانه وتعالى-، كما قال -تعالى-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذاريات:50).
قوله -تعالى-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ):
قال -تعالى-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذاريات:50)، ومعنى الفرار من الله: الفرار من عقوبته وسخطه ومما يغضبه إلى مرضاته وطاعته، ففروا من الله إليه، فتَعوَّذ من عقوبته التي يقدِّرها إلى معافاته التي هي من عنده -عز وجل-، فلا فرار ولا هرب من الله إلا إليه، أما من فرَّ من الله -عز وجل- إلى غيره فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار، ونعوذ بالله من ذلك، كمن يترك أمرًا من طاعته -عز وجل- إلى معصيته، فهذا يفر من الله -عز وجل- إلى غيره، فيطيع غيره ويُرضي غيره بإسخاطه -عز وجل-، فهذا لابد أن يناله من الخوف والفزع في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.
قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ):
وقال -سبحانه وتعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر:28)، والخشية من أنواع الخوف، و"هي خوف مقرون بمعرفة" كما قال ابن القيم -رحمه الله- "مدارج السالكين 1/512"، وهذه توجب الخشوع والخضوع والانكسار، والله مدح الذين يخشون ربهم في مواضع عديدة من القرآن، فقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (الرعد:21)، وقال: (الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (المؤمنون:57).

قوله -تعالى-: (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ):
وقال -تعالى-: (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:13)، يحذِّر الله -عز وجل- عباده المؤمنين من أن يخشوا الكفار والظالمين، وأن يتركوا الجهاد لأجل الخوف منهم وخشيتهم، فأمر الله -عز وجل- بخشيته، وبيَّن أنه أحق أن يخشى، (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فهذا يتضمن نفس المعنى المذكور في قوله: (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]