|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() نصب الفعل المضارع أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن سابعًا من أنواع الطلب: التمني: التمني هو: طلب ما يتعذَّر أو يتعسَّر الحصول عليه، وأشهر أدواته (ليت)، وهي الأصل، ومن أدواته أحيانًا (لو)، كما سيأتي في الأمثلة إن شاء الله تعالى، والفعل المضارع ينصب بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب التمني، ومثال ذلك: مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب التمني: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 73]، فقد نصب الفعل المضارع (أفوز) بفاء السببية الواقعة في جواب التمني المدلول عليه بالحرف (ليت)[40]، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ومن أدوات التمنِّي أيضًا - ولكن أحيانًا -: (لو)، ومثال نصب الفعل المضارع في جوابها بفاء السببية: قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا ﴾ [البقرة: 167]، وقوله سبحانه: ﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 102]، وقوله عز وجل: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 58][41]. ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعية الواقعة في جواب التمني: قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا ﴾ [الأنعام: 27]، فقد نصب الفعل المضارع (نكذب) بواو المعية الواقعة في جواب التمنِّي المدلول عليه بقوله سبحانه: يا ليتنا[42]. ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: ليت خالدًا يقول ويعملَ بما يقول. ثامنًا: من أنواع الطلب: الترجي: الترجي هو: طلب ما يقرُبُ بحصوله، وهو مرغوب فيه ومحبوب، ومن أدواته: (لعل)، كما سيأتي في الأمثلة إن شاء الله تعالى. والفعل المضارع يُنصَب بفاء السببية وواو المعية الواقعتين في جواب الترجي، ومثال ذلك: مثال نصب الفعل المضارع بفاء السببية الواقعة في جواب الترجي: قوله تعالى: ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 36، 37]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ﴾ [عبس: 3، 4]، فقد نُصب الفعلان المضارعان (أطَّلع، وتنفَع) في هاتين الآيتين، بفاء السببية الواقعة في جواب الترجي المدلول عليه بالحرف (لعل)، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة. ومثال نصب الفعل المضارع بواو المعيَّة في جواب الترجي: لعلي أراجع الشيخ ويُفهِمَني المسألة، فقد نصب الفعل المضارع (يفهمني) هنا بواو المعية، الواقعة في جواب الترجي، المدلول عليه بالحرف (لعل)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والخلاصة الآن: أن من أدوات نصب الفعل المضارع فاءَ السببية وواو المعية، وذلك بشرطين؛ هما: الشرط الأول: أن تدل الفاءُ على معنى السببية، وأن تدل الواو على معنى (مع). والشرط الثاني: أن يقع كلٌّ من الفاء والواو في جواب نفي أو طلب. فهذا هو خلاصة ما تقدم، ومفهومه: 1- أنه إذا لم يسبق واوَ المعية ولا فاءَ السببية نفيٌ، أو نوع من أنواع الطلب الثمانية التي ذكرناها؛ فإن الفعل المضارع لا ينصب حينئذٍ، بل يرفع، ومثال ذلك: يُكرم الشيخُ المجتهدَ فيخجلُ الكسلان - الشمس طالعة وينزلُ المطر[43]. 2- وأنه إذا سقطت - أي: حُذفت - فاءُ السببية بعد ما يدل على الطلب - أي: بعد واحد من الأمور الثمانية السابق ذكرها - وقصد معنى الجزاء[44]؛ فإن الفعل المضارع الذي سقطت فاء السببية مِن أوله لا يُنصَب حينئذٍ، بل يُجزَم، فعلى سبيل المثال: لو أسقطت الفاء من قولك: اجتهد فتنجحَ[45]، لقلت: اجتهِدْ تنجَحْ، بجزم الفعل المضارع (تنجح)، وتابع ما سيأتي من الأمثلة على ذلك أيضًا إن شاء الله تعالى. ومِن أمثلة جزم الفعل المضارع في جواب الطلب بعد حذف فاء السببية: قولُه سبحانه: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، فإن الفعل (أتلُ) هنا سقطت من أوله فاء السببية، وتقدَّم عليه ما يدل على الطلب، وهو فعل الأمر (تعالوا)، وقُصد به معنى الجزاء؛ لأن المراد هنا (تعالوا فإن تأتوا أتل)، فالتلاوة مسببة وناتجة عن مجيئهم، فكان هذا الفعل المضارع (أتل) مجزومًا لذلك، وعلامة جزمه حذف حرف العلة (الواو)؛ لأن أصله (أتلو). ومن أمثلة ذلك أيضًا: قول امرئ القيس: قِفَا نَبْكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ♦♦♦ بسقطِ اللِّوى بين الدخولِ فحَوْمَلِ الشاهد فيه قوله: (نبكِ)، فإنه فعل مضارع غير مقترنٍ بالفاء، وقد سبقه فعل أمر، وهو قوله: (قِفَا)، وقد قُصِد به معنى الجزاء، فقصد الشاعر هنا أن يجعل البكاء مسببًا عن الوقوف؛ ولذلك جزم هذا الفعل المضارع (نبك) في جواب الأمر، فحذف منه حرف العلة الذي هو آخره، وذلك الحذف هو أَمارةُ الجزم. ومثال ذلك أيضًا أن تقول: عامل الناس بالحسنى يُحِبُّوك، فالفعل المضارع (يحبوك) مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة، والجازم له هو وقوعه في جواب الطلب - الذي هو فعل الأمر (عامل) - بعد تجريده من فاء السببية الناصبة، وبهذا يتضح لنا أن الفعل المضارع يُجزَم في جواب الطلب بشروط ثلاثة؛ هي: 1- أن يتقدم على هذا الفعلِ المضارع لفظٌ دالٌّ على الطلب بأموره الثمانية المعروفة[46]، فيما عدا النهي، ففيه شرط خاص، سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى بعد قليل. 2- أن يتجرَّد هذا الفعل المضارع الواقع بعد اللفظ الدال على الطلب من فاء السببية. 3- أن يُقصَد معنى الجزاء، وذلك بأن يكون هذا الفعل المضارع مسببًا وناتجًا عن ذلك الطلب[47]. فإن كانت الدلالةُ على الطلب عن طريقِ النهي، اشترط شرط رابع، وهو: أن يكون جواب هذا الطلب المدلول عليه بالنهي أمرًا محبوبًا؛ ففي مثل: "لا تدنُ مِن الأسد تسلَمْ"، كان جواب النهي - وهو (تسلم) - أمرًا محبوبًا، فجُزِم هذا الجواب. بينما لو قلت: لا تدنُ من الأسد يأكُلُك، لوجب رفع الجواب، الذي هو الفعل (يأكلك)؛ لأن هذا الجواب أمر مكروه، وليس محبوبًا. ويمكننا تلخيص ما مضى بأن نقول: إن الفعل المضارع في هذه المسألة إما أن يكون: منصوبًا، وذلك إذا سبقَتْه فاء السببية، أو واو المعية، الواقعتان في جواب الطلب أو النفي. أو مجزومًا، وذلك إذا سقطت فاء السببية من أوله، وتقدم عليه طلب، وقُصد معنى الجزاء. أو مرفوعًا، وذلك فيما سوى هاتين الحالتين السابقتين، ولحصر ذلك انظر ما تقدم. الحرف العاشر والأخير من الحروف التي ذكر ابن آجروم رحمه الله أنها تنصب الفعل المضارع: (أو): فمِن نواصب الفعل المضارع أيضًا: الحرف (أو)، ولا تنصب (أو) الفعل المضارع إلا إذا كانت بمعنى: (حتى)؛ يعني: أن تدل على أن ما بعدها غاية لما قبلها، ومن العلماء من يعبِّر بأن تكون بمعنى (إلى)، والمعنى واحد، فكلاهما للغاية[48]. ومثال إتيان الحرف (أو) بمعنى (حتى)، ونصب الفعل المضارع به: قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128][49]، فقد أتى الحرف (أو) هنا بمعنى (حتى)، أو (إلى)؛ ولذلك نصب الفعل المضارع (يتوب) بعده به. ومثال ذلك أيضًا: قول الشاعر: لأستسهلنَّ الصعبَ أو أُدرِكَ المُنَى ♦♦♦ فما انقادَتِ الآمالُ إلا لصابرِ فقد نصب الفعل المضارع (أدرك) هنا بـ(أو)؛ لأنها أتت بمعنى (إلى)، فمعنى البيت: لأستسهلن الصعب إلى أن أدرك المنى. أو تكون بمعنى (إلا) الاستثنائية، ومثال إتيان الحرف (أو) بمعنى (إلا) الاستثنائية، ونصب الفعل المضارع به: قوله تعالى: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [البقرة: 236]، فقد نُصِب الفعل المضارع (تفرضوا) هنا بـ(أو)؛ لأنها أتت بمعنى (إلا)[50]، ومثال ذلك أيضًا قولك: لأقتلن الكافر أو يُسلِمَ - لأكافئن الصانع أو يهملَ، فقد نصب الفعلان المضارعان (يسلم، ويهمل) هنا بـ(أو)؛ لأن المعنى: لأقتلن الكافر إلا أن يسلم - لأكافئن الصانع إلا أن يهمل. فإن لم يكن معنى (أو) واحدًا من هذين المعنيينِ السابقين، وإنما كان معناها الدلالة على أن ما بعدها مساوٍ لِمَا قبلها في الشك والتردُّد، فإن الفعل المضارع يُرفَع بعدها، ومثال ذلك أن تقول: سأزورُ محمدًا أو أبعثُ إليه رسولًا، برفع الفعل المضارع (أبعث)؛ لأن (أو) هنا لم تدل على معنى (إلى) الغائية، أو معنى (إلا) الاستثنائية؛ وإنما دلت على أن ما بعدها مساوٍ لما قبلها في الشك والتردد. [1] وانظر تفصيل ذلك فيما تقدم ذكره. [2] وكذا يقال فيما سيأتي من الحروف الناصبة للفعل المضارع: (لن، وكي، وإذن)؛ فإن هذه الحروف الثلاثة تشترك مع (أنْ) في تخصيص زمن الفعل المضارع للمستقبل. [3] وبهذا تمتاز (لن) عن سائر أخواتها النواصب للفعل المضارع، فهي تختلف عنهن بأنها تحمل معنى النفي. [4] وذلك أن الفعل المضارع الآتي بعدها يصير معناه خالصًا للمستقبل، بعد أن كان صالحًا بدلالته على الحال والمستقبل، وعلى كون (لن) تفيد نفي المستقبل اتفق النحاة. [5] فخالف في ذلك أئمة اللغة المتقدمين؛ فإنه لم ينقل عن أحد منهم أن (لن) تفيد التأبيد، بل المنقول عنهم أنها لنفي الاستقبال، دون تقييده بالأبدية؛ ولذلك قال الواحدي - كما في التفسير الكبير للرازي، 14/ 109 - عن قول الزمخشري بأن (لن) تفيد التأبيد: هذه دعوى باطلة على أهل اللغة، وليس يشهد بصحته كتابٌ معتبر، ولا نقلٌ صحيح؛ اهـ. وقال ابن مالك في الكافية الشافية 3/ 1515: ومَن رأى النفيَ بـ(لن) مؤبَّدَا ♦♦♦ فقولَه اردُدْ وسواه فاعضُدَا [6] ناهيك عما ورد من الآيات والأحاديث في إثبات رؤية المؤمنين ربَّهم يوم القيامة. [7] ولقد أسبهتُ هنا وأطلتُ بعض الشيء؛ حتى يعلم طالب علم الشريعة أنه لن يستقيم حاله حتى يتعلَّم علم النحو، وأنه لا انفصال بين علم الشريعة وعلم النحو، فأردت أن أبيِّن له كيف أثر علم النحو في سلامة المعتقد وفساده. وأحيل إخواني طلبة العلم الشرعي إلى كتاب: (الأثر العقدي في تعدد التوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم جمعًا ودراسة)؛ للشيخ محمد بن عبدالله بن حمد السيف [ط دار التدمرية]، فقد بيَّن فضيلته في هذا الكتاب المبارك كيف أثر التوجيه الإعرابي في صحة المعتقد وفساده، وانظر بحثه في هذه المسألة التي نحن بصددها 3/ 1151 - 1172. [8] وليعلم أن (إذن) الناصبة للفعل المضارع المصدرة لم تقع في القرآن الكريم، وإنما الذي جاء من (إذن) الواقع بعدها المضارع في القرآن الكريم ما جاء مسبوقًا بحرف العطف الواو أو الفاء، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. [9] خصوصًا، دون ما سواهما من حروف العطف، كما ذكر ذلك ابن عقيل رحمه الله في شرح الألفية. [10] وكلتا هاتين القراءتين شاذة. [11] قال رحمه الله في شرح الكافية 2/ 244: إلغاء (إذن) أجود، وهو لغة القرآن، التي قرأ بها السبعة؛ اهـ. قلت: وذلك لأن الله تعالى قال في كتابه: ﴿ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 53]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 76]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 16]، فقد جاءت الأفعال المضارعة (يؤتون، ويلبثون، وتُمتَّعون) كلها مرفوعة، على الرغم من تقدُّم (إذن) عليها، ولكن لَمَّا لم تتصدر (إذن) جملة الجواب، وإنما تقدم عليها أحد حرفَي العطف (الواو، أو الفاء)؛ جاز النصب والرفع، والرفع أَولى، كما تقدم، وبه قرأ السبعة. [12] أما نصب الفعل المضارع بعد (كي) بالفتحة المقدرة، فيلس عليه مثال من كتاب الله عز وجل، ويمكن أن يمثل له بقولنا: نصحته وذكرته بالله كي يخشاه ويستقيم حاله، فإن الفعل المضارع (يخشاه) منصوب بـ(كي)، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، منع من ظهورها التعذر. [13] وهذا - كما تقدم مرارًا - يكون في الأفعال المضارعة الصحيحة الآخر، والأفعال المضارعة المنتهية بواو أو ياء، كما سيتضح من الأمثلة التي سنذكرها الآن، إن شاء الله تعالى. [14] ويلاحظ هنا: أن الفعلين المضارعين (نريه، ويبلوني) قد ظهرت عليهما الفتحة بالرغم من كونهما معتلي الآخر بالياء والواو؛ وذلك لخفة الفتحة. [15] وهذا يكون في الأفعال المضارعة المعتلة الآخر بالألف. [16] وهذا يكون في الأفعال الخمسة؛ أي: في الأفعال المضارعة المتصلة بواو الجماعة، أو ألف الاثنين، أو ياء المخاطبة المؤنثة. [17] ويأخذ نفس الحكم من وجوب نصب الفعل المضارع بعده بلام الجحود: ما كانت، ما كنت، ما كنتما، ما كانا، ما كنتم، ما كنتنَّ، ما كُنَّ...، إلى غير ذلك من صور الفعل الماضي (كان) المنفي بـ(ما)، فالمهم أن تأتي هذه اللام بعد الفعل الماضي (كان) المنفي بـ(ما) حتى تنصب الفعل المضارع. [18] ومثل ذلك أيضًا في جوب نصب الفعل المضارع: أن تأتي لام الجحود بعد: (لم تكن، لم تكونا، لم يكونوا، لم يكُنَّ، لم نكُنْ...) إلى غير ذلك من صور الفعل المضارع (يكون) المنفي بـ(لم)، فالمهم للام الجحود حتى تنصب الفعل المضارع: أن تأتي بعد الفعل المضارع (يكون) المنفي بـ(لم)، على أي شكل كان الفعل المضارع (يكون). [19] وذلك - كما تقدم مرارًا - يكون في الفعل المضارع الصحيح الآخر، والفعل المضارع المعتل الآخر بالواو أو الياء. [20] وذلك - كم تقدم مرارًا - يكون في الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف. [21] وذلك - كما تقدم مرارًا - يكون في الأفعال الخمسة، وهي - كما سبق - : كل فعل مضارع اتصل به (واو الجماعة)؛ كـ: (يفعلون، وتفعلون)، أو (ألف الاثنين): كـ: (يفعلان، وتفعلان)، أو (ياء المخاطبة): كـ: (تفعلين). [22] وقد تصلح (حتى) للمعنيين السابقين جميعًا، إذا كان الظرف اللُّغوي الذي ورد فيه الكلام صالحًا لهما، ومن ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، فقد ذكر أبو البقاء العكبري في (التبيان) 1/ 52، وأبو حيان في (البحر) 2/ 149، 150، أن (حتى) في هذه الآية تحتمل أن تكون بمعنى (إلى)، وتحتمل أن تكون بمعنى (كي)؛ وانظر: دراسات لأسلوب القرآن الكريم 2/ 116. [23] ولكن قال أبو حيان رحمه الله في (البحر) 1/ 330: وهذا معنى لـ(حتى) لا أعلم أحدًا من المتقدمين ذكره؛ اهـ. [24] وقد ذكر الأستاذ محمد بن عبدالخالق عضيمة رحمه الله في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) 2/ 117 أن (حتى) محتملة لأن تكون بمعنى (إلى أن)، وأن تكون بمعنى (إلا أن) في عدة آيات، وذكر منها قوله تعالى: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ [البقرة: 55]، فالمعنى هنا محتمل لأن يكون: لن نؤمن لك إلى أن نرى الله جهرة، ولأن يكون: لن نؤمن لك إلا أن نرى الله جهرة. [25] فعلامتها أن يصح وضع كلمة (مع) مكانها، ولا يختل المعنى. [26] الشاهد في هذا البيت قوله: (وتأتيَ)؛ حيث نصب الفعل المضارع (تأتي) بعد الواو الدالة على المعية؛ أي: مصاحبة ما بعدها لما قبلها، ألست ترى أن غرض الشاعر أن ينهاك عن أن تنهى أحدًا عن فعلِ أمر قبيح، وأنت تأتي مثل هذا الأمر الذي تنهى عنه؟ ومثال نصب الفعل المضارع كذلك بالواو الدالة على المعية: لن يأمر الناصح بالأمانة ويخونَ، فإن الفعل (يخون) منصوب بواو المعية؛ لأن المنفيَّ هو مصاحبة الخيانة للنصح بالأمانة. [27] فـ(لما) من حروف النفي، وهي قريبة في المعنى من حرف النفي (لم)، كما سيأتي إن شاء الله في باب الجوازم. [28] صيغة الأمر المرادة هنا هي: فعل الأمر؛ نحو: تُبْ، والفعل المضارع المقرون بلام الأمر؛ نحو: لِتتُبْ. [29] فيكون لفظ (فيكون) مسببًا عن (كن). [30] ومن أمثلة نصب الفعل المضارع أيضًا بفاء السببية الواقعة في جواب الأمر: قول الشاعر: يا ناقُ سِيرِي عنقًا فسيحا ♦♦♦ إلى سليمانَ فنستريحا فقد نصب الفعل المضارع (فنستريحا) بفاء السببية الواقعة في جواب الأمر (سِيري). ومثال ذلك أيضًا: قولك: تب إلى الله فيدخلَك الجنة، فقد نصب الفعل المضارع (فيدخلك) بفاء السببية الواقعة في جواب الأمر (تب). [31] لأن المعنى: اجمعي دعائي ودعاءك. [32] وقد دخلَت - كما ترى هاهنا - على (لا النافية)، ولم تدخل مباشرة على الفعل المضارع، ولا تأثير لذلك على نصب الفعل المضارع بها. [33] أسند هنا فعل الشقاء إلى آدم صلى الله عليه وسلم وحده؛ لأن شقاء زوجه منوط بشقائه، كما أن سعادتها منوطة بسعادته، فاختصر الكلام، مع المحافظة على الفاصلة. [34] ففي هذه الآيات كلها نصبت الأفعال المضارعة: (يحل، وتَرْدَى، وتشقى، وتكونا، ويُسحتكم، وتذَروها، وتقعد، وتُلقى) بفاء السببية الواقعة في جواب النهي المدلول عليه بـ(لا) الناهية، وهو على الترتيب: (ولا تطغوا فيه، فلا يصدنك، فلا يخرجنكما، ولا تقربا، لا تفتروا، فلا تميلوا، ولا تجعل، ولا تبسطها، ولا تجعل)، وعلامة نصب هذه الأفعال إما الفتحة الظاهرة، وذلك في الأفعال: (يحل، ويسحتكم، وتقعد)، وإما الفتحة المقدرة للتعذر، وذلك في الأفعال: (تردى، تشقى، تُلقى)، وإما حذف النون؛ لأنها من الأفعال الخمسة، وذلك في الفعلين: (تكونا، تذَروها). [35] ومن أمثلة نصب الفعل المضارع كذلك بواو المعية في جواب النهي: قول الشاعر: لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتِيَ مثلَهُ ♦♦♦ عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ فقد نصب الفعل (تأتي) بالواو الدالة على المعية في جواب النهي (لا تنهَ). [36] ومن ذلك أيضًا ما ورد في الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، ومَن يسألني فأعطيَه، ومن يستغفرني فأغفرَ له))، فقد نصبت الأفعال المضارعة (أستجيب، أعطيه، أغفر) بفاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام المدلول عليه باسم الاستفهام (مَن). [37] وعلامة نصب هذه الأفعال إما الفتحة الظاهرة، وذلك في الفعلين: (يضاعفه، وأواري)، وإما حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وذلك في الأفعال: (يشفعوا، وتخرجوه، وتهاجروا، وتطعمونا)، وكان الفعل (تطعمونا) منصوبًا بحذف النون؛ لأن أصله: (تطعموننا)، فحذفت نون الأفعال الخمسة؛ لدخول الناصب (فاء السببية)، وبقيت نون (نا) المفعولين. [38] لأن مراد الشاعر: (ألم يجتمع لي الجوار والمودة؟). [39] ومن ذلك أيضًا: قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود رحمه الله: ((ألَا رجل يتصدَّق على هذا فيصليَ معه))، فقد نصب الفعل المضارع (يصلي) بفاء السببية الواقعة في جواب العرض المدلول عليه بـ(ألا). [40] ومن ذلك أيضًا: قول الشاعر: ليت الكواكبَ تدنو لي فأنظمَها ♦♦♦ عقودَ مدحٍ فما أرضى لكم كلمي وقول الآخر: ألا ليت الشبابَ يعودُ يومًا ♦♦♦ فأُخبرَه بما فعَل المَشيبُ وقول الآخر: يا ليت أمَّ خليدٍ واعدَتْ فوفَتْ ♦♦♦ ودام لي ولها عمرٌ فنصطحبَا ففي هذه الأبيات الثلاثة: نصبت الأفعال المضارعة: (أنظم، وأخبر، ونصطحب)، بفاء السببية الواقعة في جواب التمنِّي المدلول عليه بالحرف (ليت). [41] ففي هذه الآيات الثلاث نصبت الأفعال المضارعة: (نتبرأ، ونكون، وأكون) بفاء السببية الواقعة في جواب التمني، المدلول عليه بالحرف (لو)، وكأنه قيل: ليت لنا كرة فنتبرأ منهم. ليت لنا كرة فنكون من المؤمنين. ليت لي كرة فأكون من المحسنين، وانظر: الكشاف للزمخشري 1/ 106، والنحو الوافي لعباس بن حسن 4/ 370. [42] ويلاحظ أن التمني في كل ما مضى من أمثلة؛ سواء في ذلك الأمثلة التي أوردناها على فاء السببية،، أم تلك التي أوردناها على واو المعية، كان لمتعذر الحصول. وقد يكون التمنِّي كذلك لأمر متعسِّر الحصول، وليس متعذرًا، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، وينصب في جوابه الفعل المضارع بفاء السببية، أو واو المعية. ومثال ذلك: قول الفقير المعدم: ليت لي مالًا فأتصدَّقَ منه، فهذا متعسر، وليس متعذرًا؛ لأنه كم من فقير صار غنيًّا، وقد نصب الفعل المضارع (أتصدق) هنا بفاء السببية الواقعة في جواب هذا التمني. [43] برفع الفعلين المضارعين: (يخجل، ينزل)، وعدم نصبهما بالرغم من دخول فاء السببية على الفعل (يخجل)، وواو المعية على الفعل (ينزل)؛ وذلك لأنهما لم يتقدم عليهما - أي: على فاء السببية، وواو المعية - نفيٌ أو طلب. [44] وذلك بأن كان الفعل المضارع الذي سقطت فاء السببية من أوله مسببًا وناتجًا عن ذلك الطلب المتقدم. [45] بنصب الفعل المضارع (تنجح) بفاء السببية الواقعة في جواب الأمر، على ما تقدم بيانه بالتفصيل. [46] فإن لم يتقدم طلب، بل تقدم نفيٌ أو خبر مُثبَت، لم يصح جزم الفعل المضارع، بل يجب رفعه؛ نحو: ما تأتينا تحدثُنا، برفع (تحدثنا)؛ لأن الذي تقدم عليه ليس طلبًا، وإنما هو نفي؛ ونحو: أنت تأتينا تحدثنا، برفع تحدثنا أيضًا؛ لأن الذي تقدم عليه ليس طلبًا، وإنما هو خبرٌ مثبت. [47] فإن لم يقصد الجزاء، وجب الرفع؛ نحو: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ائتنِي برجلٍ يحبُّ الله ورسوله))، فلا يجوز هنا جزم الفعل المضارع الواقع في جواب الطلب (يحب)؛ لعدم قصد الجزاء؛ لأن المحبة ليست ناتجة عن الإتيان به، وإنما المراد هنا: ائتني برجل هذه صفتُه؛ أي كأنه قال: ائتني برجل محبٍّ لله ورسوله، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾ [التوبة: 103]، برفع (تطهرهم) باتفاق القراء، وإن كان قد تقدَّم عليه الطلب، الذي هو فعل الأمر (خذ)؛ وذلك لأنه ليس المراد هنا الجزاء، فليس مقصودًا بالآية: إن تأخذ من أموالهم صدقة تطهرهم، وإنما المراد الوصفيةُ، وأن المعنى: خذ من أموالهم صدقةً مُطهِّرة، فـ(تطهرهم) صفة لـ(صدقة)، وليست جزاءً للأخذ. [48] انظر: إعراب القرآن لمحيي الدين درويش 1/ 528، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم 1/ 585. [49] ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: لأنتظرن محمدًا أو يَجِيءَ، فقد نصب الفعل المضارع (يجيء) هنا بالحرف (أو)؛ لأنه أتى بمعنى إلى أن يجيء، أو: حتى يجيء. [50] انظر: البحر 2/ 464، والمغني 1/ 64، والقرطبي 3/ 199.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |