التفكر من أسباب زيادة الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كريمة الشوكولاتة المنزلية.. طعم غني بلمسة طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          5 أسباب لظهور فقاعات في طلاء الحائط ونصائح لتجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          وصفات طبيعية لتوريد الشفاه وترطيبها في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          5 خطوات لحماية شعرك في المصيف من المياه المالحة.. استمتعي بأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل مسقعة بالبشاميل والدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          5 أكلات غنية بالكولاجين الطبيعى لنضارة البشرة وترطيبها من الداخل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وصفات طبيعية لتهدئة الحبوب الملتهبة في الحر.. بدون مواد كيميائية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          5 تقنيات وحيل للحصول على مكياج احترافى على الطريقة الكورية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مشكلة إجازة الصيف.. 5 خطوات تساعد أولادك يناموا بدري ويقللوا السهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          طريقة عمل مشروب الخيار والنعناع للترطيب عشان يهون موجة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-10-2022, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي التفكر من أسباب زيادة الإيمان



التفكر من أسباب زيادة الإيمان









أسباب زيادة الإيمان (3)

كتبه/ ماهر السيد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن من أعظم أسباب زيادة الإيمان التفكر في مخلوقات الله -تعالى-، وآياته الباهرات التي تدل على عظمته ووحدانيته -سبحانه وتعالى-؛ فقد سماها الله -تعالى- آيات, يعني: علامات ودلالات تدل على عظمة الخالق وعلى كمال قدرته, وذلك في مثل قوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (فصلت:37)، يعني: من الآيات التي نصبها دليلاً على عظمته.

وقوله -تعالى-: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12).

وقوله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ . وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ . وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:21ـ24).

وقد دعا الله -عز وجل- عباده للتفكر في هذه الآيات التي أودعها كونه الواسع: (أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) (الروم:8)، (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:185)، ونحو ذلك من الآيات القرآنية التي تحث العباد على التفكر في آيات الله -تعالى- ومخلوقاته.

وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه لو تفكر فيها لرأى فيها الآيات والعجائب, كما قال الله -تعالى-: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات:21).

فمن توهم أن الله خلق السماوات مع عظمها وارتفاعها وخلق الأرض لعبًا بدون أن يكون لذلك حكمة, فإنه بذلك قد ظن السوء؛ قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (ص:27).

قال الغزالي -رحمه الله تعالى-: "كثر الحث في كتاب الله -تعالى- على التدبر والاعتبار والنظر والافتكار، ولا يخفى أن الفكر هو مفتاح الأنوار ومبدأ الاستبصار، وهو شبكة العلوم ومصيدة المعارف والفهوم، وأكثر الناس قد عرفوا فضله ورتبته، ولكن جهلوا حقيقته وثمرته ومصدره".

وصدق سفيان بن عيينة -رحمه الله- إذ قال:

إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة

التفكر أصل الخير:

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "أصل الخير والشر من قبل التفكر؛ فإن مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض، وأنفع الفكر، الفكر في مصالح المعاد وفي طرق اجتلابها وفي دفع مفاسد المعاد وفي طرق اجتنابها... ورأس (هذا) القسم الفكر في آلاء الله ونعمه، وأمره ونهيه وطرق العلم به وبأسمائه وصفاته من كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وما والاهما، وهذا الفكر يثمر لصاحبه المحبة والمعرفة، فإذا فكر في الآخرة وشرفها ودوامها، وفي الدنيا وخستها وفنائها أثمر له ذلك الرغبة في الآخرة والزهد في الدنيا، وكلما فكر في قصر الأمل وضيق الوقت أورثه ذلك الجد والاجتهاد وبذل الوسع في اغتنام الوقت.

وهذه تعلي همته وتحييها بعد موتها وسفولها، وتجعله في وادٍ والناس في واد، وبإزاء هذه الأفكار، الأفكار الرديئة التي تجول في قلوب أكثر الخلق؛ كالفكر فيما لم يكلف الفكر فيه، ولا أعطي الإحاطة به من فضول العلم الذي لا ينفع، كالفكر في كيفية ذات الرب مما لا سبيل للعقول إلى إدراكه".

الرسول -صلى الله عليه وسلم-يطيل التفكر:

لما سئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن أعجب شيء رأته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: لما كانت ليلة من الليالي قال: (يا عائشة ذريني أتعبد لربي) قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبدًا شكورًا، لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) (آل عمران:190) (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).

وهذه أقوال الصالحين وأفعالهم:

قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "الفكرة في نعم الله -عز وجل- من أعظم العبادة".

وقد بكى يومًا بين أصحابه فسئل عن ذلك، فقال: "فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها فاعتبرت منها بها، ما تكاد شهواتها تنقضي حتى تكدرها مرارتها، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر إنَّ فيها مواعظ لمن ادكر".

وعن عامر بن قيس قال: "سمعت غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- يقولون: إن ضياء الإيمان أو نور الإيمان التفكر".

وقال الحسن -رحمه الله تعالى-: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".

وعن عبد الله بن عتبة قال: "سألت أم الدرداء -رضي الله عنها-: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار".

ذكر الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: "أن لقمان كان يطيل الجلوس وحده، فكان يمر به مولاه فيقول: يا لقمان، إنك تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس كان آنس لك. فيقول لقمان: إن طول الوحدة أفهم للفكر، وطول الفكر دليل على طريق الجنة".

وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: "ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب".

وكتب الحسن -رحمه الله تعالى- إلى عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يقول: "اعلم أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما فني وإن كان كثيرًا يعدل ما بقي وإن كان طلبه عزيزًا، واحتمال المؤونة المنقطعة التي تعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤونة باقية".

وقال وهب بن منبه -رحمه الله-: "ما طالت فكرة امرئ قط إلا علم، وما علم امرؤ قط إلا عمل".

وقال الشافعي -رحمه الله تعالى-: "استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر"، وقال: "صحة النظر في الأمور نجاة من الغرور، والعزم في الرأي سلامة من التفريط والندم، والرؤية والفكر يكشفان عن الحزم والفطنة، ومشاورة الحكماء ثبات في النفس، وقوة في البصيرة؛ ففكر قبل أن تعزم، وتدبر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تقدم".

وورد عن الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى- أنه قال: "الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك".

وقال أبو سليمان -رحمه الله-: "عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر".

ونختم حديثنا عن التفكر كسبب من أسباب زيادة الإيمان بقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "أنفع الدواء أن تشغل قلبك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك، فالفكر فيما لا يعني باب كل شر، ومن فكر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه، واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة له فيه، فالفكر والخواطر والإرادة والهمة أحق شيء بإصلاحه من نفسك؛ فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي لا تبتعد ولا تقترب من إلهك ومعبودك الذي لا سعادة لك إلا في قربه ورضاه عنك إلا بها، وكل الشقاء في بعدك عنه وسخطه عليك، ومن كان في خواطره ومجالات فكره دنيئًا خسيسًا لم يكن في سائر أمره إلا كذلك".

نسأل الله الكريم من فضله، والحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]