التجريد في الفن الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 982 - عددالزوار : 122208 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2022, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,501
الدولة : Egypt
افتراضي التجريد في الفن الحديث

التجريد في الفن الحديث


أ. صالح بن أحمد الشامي







إثر الحديث عن التشخيص، من المستحسن أن نتحدث عن "التجريد".


فقد سبق أن استعملنا في وصف الفن الإِسلامي لفظ "تجريدي" وكان لا بد من لفت النظر إلى هذه الكلمة وبيان معناها وما ترمي إليه، فقد استعملت في الفن الغربي لمعنى لا وجود له في الفن الإِسلامي، فيحسن بنا أن نبين كلًا من المعنيين حتى لا يكون التباس.


التجريد في الفن الحديث:
سبق الحديث عن ذلك عندما تحدثنا عن النزعة التجريدية في الفصل الأول من هذا الباب. وملخص القول: إن التجريد يعني الابتعاد عن النقل عن الطبيعة، ورفض نظرية المحاكاة.


ثم خطت التجريدية خطوة أخرى، حين استغنت عن "الموضوع" في اللوحة، فالفن التجريدي، فن لا موضوعي، وتصبح اللوحة مجرد علاقة بين الخط واللون والمساحة.


ثم كانت الخطوة الثالثة، وهي الاستغناء عن "الشكل" أيضًا. ويسمى هذا النوع "تجريديًا غير تشخيصي".


وهكذا فالفن التجريدي فن تخلص من التقيد بالتعبير عن "موضوع" أو "شكل" معين... وهذا ما يذكرنا "بذلك المثال الذي يذكر عن سيدة وقفت تشاهد لوحة للفنان التجريدي (كاند نسكي) تحمل عنوان: امرأة، فسألت الفنان باندهاش: لكني لا أرى هنا امرأة؟ فأجابها بقوله: إنها لوحة يا سيدتي وليست بامرأة"[1].


التجريد في الفن الإِسلامي:
لا شك بأن هذه اللفظة حينما تستعمل في وصف الفن الإِسلامي، فهي لا تمت بصلة إلى المعنى المستعمل في الفن الغربي. ذلك أن الاستغناء عن الموضوع يعني العبث، وهو مرفوض في المنهج الإِسلامي، فكيف إذا خلا العمل عن الموضوع وعن الشكل أيضًا؟!


فحينما يصف بعضهم فن الزخرفة الإِسلامي - وخاصة منه الزخرفة الهندسية - بأنه تجريدي، فلا يعني ذلك أنه خلا من الموضوع.. فموضوع الزخرفة الإِسلامية هو التجميل والتزيين.


وإذا أمعنا النظر فيما استعملت له هذه الكلمة في الفن الإِسلامي أمكننا القول بأنها جرت في أحد معنيين:
1- إنها تعني خلو الموضوع من التشخيص - أي من رسوم الأشخاص فيه - وعلى هذا تكون كلمة "تجريدي" في مقابل كلمة "تشخيصي".


2- إنها تعني توخي عدم التباين بين أفراد النوع الواحد، والخروج من الكثرة إلى النموذج. فترسم - مثلًا - ورقة الشجر بحيث لا تمثل ورقة نبات بعينها، بل تشير إلى شكل الورقة، دون أن يكون في الطبيعة ما يماثلها.


وبتعبير آخر: إنها تعني تصوير الأشخاص من غير تعيين. أي من دون نقل الملامح لكائن بعينه تحدد من حيث الزمان والمكان والذات، فالغاية تصوير المفاهيم، أو الرمز لوجود الكائن.


ومعنى هذا أن التصوير الشخصي لا يكون لزيد من الناس أو بكر، بل تصوير لإِنسان ما من البشر، ولذا يكون الرسم غير واضح المعالم، خال من الانفعالات.


ومهما يكن من أمر فينبغي تحديد معاني هذه المصطلحات من وجهة النظر الإِسلامية، حتى لا تختلط المفاهيم.


[1] مقدمة في علم الجمال. أميرة مطر - ص 48.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]