الصعلكة في الأدب العربي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2022, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي الصعلكة في الأدب العربي

الصعلكة في الأدب العربي


المصطفى المرابط








حين ينبري الباحث المهتم بالشعر القديم إلى اقتفاء أخبار الشعراء الصعاليك وآثارهم، فإنه يَجدها حافلةً بالحديث عن فَقرِهم، ومُعاناتهم التي لازمتهم طيلة حياتهم، وسط مجتمع جاهليٍّ راهَنَ على حق القوة، واغتصَب إنسانية الإنسان عندما نبَذ الضعيف لضَعفه، وازدرى الفقير لفَقرِه، وأذلَّ المُحتاج لعَوزِه، واحتَفى في المقابل بالغني فقط لغناه، وبالقويِّ فقط لقوّته.



لقد عانى صعاليك عرب المرحلة الجاهلية آلامًا كبيرة، أناخت عليهم بها ظروفٌ صعبة، تداخَل فيها الاجتماعيُّ والسياسي والطبيعي، وهي في الحقيقة آلام شبيهة بتلك التي كابَدَها ويُكابِدها الفقير المعدم في كل عصر وفي كل مصر، الفقير الذي لم يَجد يدَ عونٍ تُفرِّج عنه شيئًا من الأزمات والكُرَب.



تقول الحقيقة التاريخية المُثبتة في دَواوين الشِّعر: إنَّ الصعاليك نهجوا أسلوبًا فريدًا في الحياة، انتَصروا له وآمنوا في أعماقهم بأنه الأسلوب الخاص والناجِع، الذي يَستطيعون به أن يرفعوا عن كواهلهم ما أسدلتْه عليها ظروفهم الطبيعيَّة، وتقاليدهم الاجتماعية، وأوضاعهم الاقتصادية من ذلٍّ وهوان، وهو الأسلوب الذي جعَلوا شعارًا له: الغزْو والإغارة للسلب والنَّهب.



وحتى يتحقَّق لنا فهم عميق لظاهرة الشُّعراء الصعاليك ولقضيتهم الإنسانية؛ لا بدَّ مِن إطلالة على مفهوم الصعلكة في استعمالها اللغوي والأدبي.



الصعلكة في الاستِعمال اللغوي:

ورد في لسان العرب في مادة (صعلك): الصعلوك: الفقير الذي لا مالَ له، زاد الأزهري: ولا اعتماد، وقد تصعلَكَ الرجلُ إذا كان كذلك؛ قال حاتم الطائي:

غَنينا زمانًا بالتَّصعلُكِ والغنى فكلاًّ سَقاناه بكأسَيهِما الدَّهرُ



وتصعلكت الإبل: خرجَب أوبارُها وانجردَت وطرحتْها.

ورجل مُصعلَك الرأس: مُدوَّره، ورجل مُصعلَك الرأسِ: صَغيرُه.

وصعلك الثريدة: جعل لها رأسًا، وقيل: رفع رأسها.

والتصعلُك: الفقر.



وصعاليك العرب: ذؤبانها، وكان عروة بن الورد يُسمى عُروة الصَّعاليك؛ لأنَّه كان يَجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم مما يَغنم[1].



من خلال نصِّ ابن منظور يُمكننا أن نَخلص إلى فكرة مفادها: أنَّ الصعلكة في مفهومها اللغوي تُفيد الفقر الذي يجرِّد الإنسان من ماله، ويُظهِره ضامرًا هزيلاً بين أولئك الأغنياء المُترَفين الذين أتخمهم المال وسمَّنهم[2].



لكن المعنى الحقيقي اللغوي للكلمة لا يكون تامًّا ودقيقًا إلا بالوقوف عند الزيادة التي أضافها الأزهري، وهي قوله: "ولا اعتماد".



والمعنى اللغوي لهذه العبارة واضِح؛ فاعتمَدَ على الشيء: توكَّأ عليه، واعتمد عليه في كذا: اتَّكل عليه[3]، وعلى هذا نستطيع القول: إنَّ الصعلوك في اللغة هو: الفقير الذي لا مالَ له يستعين به على أعباء الحياة، ولا اعتِماد له على شيء أو أحد يتَّكئ عليه أو يتَّكلُ عليه ليشقَّ طريقه فيها، ويُعينه عليها، حتى يسلك سبيله كما يسلكه سائر البشر الذين يتعاونون على الحياة ويُعالجون مشكلاتها بيد واحدة.



أو بعبارة أخرى: الفقير الذي يواجه الحياة وحيدًا وقد جرَّدته مِن وسائل العيش فيها، وسلبتْه كلَّ ما يستطيع أن يعتمد عليه في مواجَهة مُشكلاتها، فالمسألة إذًا ليست فقرًا فحسْب، ولكنَّه فقر يُغلق أبواب الحياة في وجه صاحبِه ويسدُّ مسالكها أمامه[4].



الصعلَكة في الاستعمال الأدبي:

عند دراستِنا لأشعار الجاهليِّين نُصادق في غير ما مَوقع حضورًا واسعًا لكلمة الصعلكة، لكنَّنا نَكشف ونحن في طريق بحثِنا أن الكلمة قد تأتي حاملةً دلالة تَختلف تَمامًا عن المفهوم اللغويِّ الذي سبق أن تطرقنا إليه؛ وذلك كما جاء في أخبار عديِّ بن زيدٍ مِن أنَّ النُّعمان بن المنذر حبسَه حتى مات، فأراد ابنُه زيد أن يَثأر له مِن النعمان، فدبَّر مكيدةً يُوغر بها صدر كسرى عليه حتى يَقتله، وترامى خبر المكيدة إلى سمع النُّعمان، ففرَّ مِن كسرى ولجأ إلى قبائل العرب، ولكنَّ أحدًا لم يَجرُؤ على إجارته، فقال له سيد مِن بني شيبان في حديث طويل معه: "فامضِ إلى صاحبِك، فإما أن صفَحَ عنك فعدتَ مَلكًا عزيزًا، وإما أن أصابك فالموت خير لك مِن أن يتلعَّب بك صعاليك العرب، ويتخطَّفَك ذئابُها، وتُؤكَل مالُك"؛ إذ مِن الواضح هنا أن الصعاليك ليسوا هم الفقراء، ولكنهم طوائف من قطَّاع الطرُق، كانوا مُنتشِرين في أرجاء الجزيرة العربية يَنهبون من يَلقونه في صحرائها المُوحِشة الرهيبة، ويتلعَّبون به ويتخطَّفونه ويأكلون مالَه[5].





[1] لسان العرب؛ لابن منظور مادة: "صعلك".

[2] الشعراء الصعاليك: يوسف خليف (ص: 22 - 23).

[3] لسان العرب؛ لابن منظور: مادة "عمد".

[4] الشعراء الصعاليك: يوسف خليف (ص: 23).

[5] الشعراء الصعاليك: يوسف خليف (ص: 26).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]