
12-09-2022, 02:22 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة :
|
|
وإليك نسعى ونحفد
وإليك نسعى ونحفد
د. سيد مصطفى أبو طالب
قال ابن قتيبة: وقولُه في صلاة الوتْر (وإليكَ نسعى ونَحْفِد) يريد بنَحْفِد: نُبادر. وأصلُ الحفد: مُدَاركةَ الخَطْو والإسْراع فيه، يقال: حَفَد الحادي وراء الإبل؛ إذا أسْرع ودارَكَ خَطُوه، ومنه قيل للعبيد والإِماء حفَدةَ؛ لأنهم يُسْرعون إذا مشَوْا للخِدمْة.
وقال الله جلَّ وعَزِّ: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72] وَجَعَل لكم من أزواجكم بنينَ وحَفدَة، يريد: أنَّهم بنون وهم خَدَم.[1]
نص الشارح على الدلالة الأصلية لمادة (حفد)، وأنها: الإسراع ومداركة الخطو، ثم فسر دلالات بعض فروعها في ضوء هذه الدلالة الأصلية، وهذه الفروع، هي:
أ) نحفد: نبادر. يقول ابن منظور: ونحفد، أي: نسرع في العمل والخدمة.[2]
ب) حفدة: خدمة وأعوان. يقول ابن منظور: والحفد والحفدة: الأعوان والخدمة.[3] وفي القاموس: والحفد: الخدم والأعوان.[4] وهم المسارعون والملبون لما يطلب منهم من عمل.
ويمكن إضافة ما يأتي:
ج) أحفد: يقال: أحفده: حمله على الإسراع.([5])
د) محفود: مخدوم، وفي اللسان: والمحفود: الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته.[6]
هـ) محتفد: سريع. يقول ابن فارس: سيف محتفد، أي: سريع القطع.[7]
وبعد: فقد أمكن تفسير دلالة مادة (حفد) وبعض فروعها في ضوء الدلالة الأصلية المذكورة. يقول ابن فارس: الحاء والفاء والدال أصل يدل على الخفة في العمل والتجمع.[8]
[1] غريب ابن قتيبة (1/ 170).
[2] اللسان (حفد) (2/ 505).
[3] السابق نفسه.
[4] (حفد) (ص277)، وينظر: مجاز القرآن (1/ 364).
[5] القاموس (حفد) (ص277).
[6] (حفد) (2/ 506).
[7] المقاييس (حفد) (2/ 84).
[8] السابق (1/ 207).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|