الحث على العمل وطلب الرزق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 874 - عددالزوار : 119470 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8862 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21978 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-09-2022, 12:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,281
الدولة : Egypt
افتراضي الحث على العمل وطلب الرزق

الحث على العمل وطلب الرزق



اعلموا أن الله خلق الخلق لعبادته ولم يخلقهم عبثًا ولا تسلية، وإنما خلقهم لاختبارهم وابتلائهم؛ ليتبين المطيع من العاصي، وليتبين المؤمن من الكافر، والخبيث من الطيب، والله غني عنكم ولا ينظر إلى صوركم وأجسامكم وإنما ينظر إلى أعمالكم، قال تبارك وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: ٥٦-٥٧].

فأخلصوا أعمالكم لخالقكم، وراقبوه في حركاتكم وسكناتكم، واعلموا أنكم غدًا واقفون أمامه، وسيسألكم عن جميع ما فعلتم إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.

واعلموا أن الله سبحانه أمرنا أن نسير في الأرض، وأن نضرب في نواحيها باحثين عن مخبآتها وكنوزها، وأن نتعلم العلوم النافعة، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]، وأمرنا أن نكد ونكدح في طلب الرزق، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: ١٥].

فالله ذلَّل لنا الأرض بما فيها، وأمرنا أن نسير في أرجائها وأن نبحث عما أودع فيها من الخيرات التي جعلها الخالق متنوعة بحسب تنوع العصور والأزمان، وبمقدار تنوع حاجات الإنسان ومطالبه، فمن يرغب في زيادة ربحه وكثرة فائدته فعليه بالسعي والاجتهاد في اجتناء الخيرات، وأن يستشعر الجد والنشاط، وأن يطرح العجز والكسل والتواني، وهي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

إن العاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلًّا على غيره، أو أن يكون إمعة يستجدي الرزق من فلان أو علان، وهو يعلم ويسمع قول الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى} [النجم: ٣٩-٤١]، وقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} [الجمعة: ١٠]، وقوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ} [التوبة: ١٠٥].

ويُروى أن الله أنزل في التوراة: «يا عبدي حرك يدك أنزل عليك الرزق»، وروى الطبراني أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال: «اطلبوا الرزق في خبايا الأرض»، وقال عليه الصلاة والسلام: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده».

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة».

والله تعالى إنما يرزق الناس بعضهم من بعض، فالله تبارك وتعالى جعل طلب الرزق على جميع الناس، فبعضهم يحسن في طلبه فيعامل الناس ويتحرز من الحرام، ويجد ويجتهد في طلب الرزق بالطرق المشروعة التي أباحها الله، والبعض الآخر إما أن يتكاسل وينام ويقول: حظوظ، أو ينافق ويخادع ويغش ويرابي، وخلاصة القول: أن الحياة جهاد وكفاح.
ليس الحياة بأنفاس تكررها *** إن الحياة حياة الجد والعملْ
قِيْمَة الإِنْسَانِ مَا يُحْسِنُـــــه *** أَكْثَرَ الإِنْسَانُ مِنْهُ أَوْ أَقَـــــــلْ

فليس طلب المعيشة بالتمني ولكن بالعمل، وعجز المرء وكسله سبب البلاء والتأخير.
ومن أراد العلاَ عفوًا بلا تعبٍ *** قضى ولم يقض من إدراكها وطرًا

أعاذنا الله وإياكم من الكسل، وقد تعوذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والجبن والبخل، ومن غلبة الدين وقهر الرجال»، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تكسل»، فسبحان من أخرج الناس من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة، وأمرهم باستعمالها، وهداهم إلى أسباب الرزق، ويسرها لمن طلبها.

فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، وقد قال تبارك وتعالى: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [الأحزاب: ٥٦]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا».

اطْلبِ العِلْمَ وَلاَ تَكْسَلْ فَمَا *** أَبْعَد الْخَيْرَ عَلَى أَهْل الكَسَلْ

وقول الآخر:
ليس البطالة والكسل *** بالجالبين لك العســـــل
فاعمل فإن الله قـــد *** حث المطيع على العمل

أيها المسلمون:
لم تتقدم الأمم في ميدان الصناعة والحضارة إلا لأنها طرحت الكسل جانبًا، وَأَعْمَلَتْ فكرها ويدها في استخراج كنوز الأرض وفي تعلم العلوم والفنون والوسائل اللازمة للحضارة ولعصر الذرة.

فيجب أيها المسلمون أن نأخذ نصيبنا من الفنون والعلوم، وأن نتسابق على ما فيه صلاح البشرية، وأن لا نهمل أمر الله؛ بل نجعله في المقدمة ونعمل للدنيا، كما قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ} [القصص: ٧٧]، وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: ٧-٨].

واعلموا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كل خير»، واعلموا أن الحياة الدنيا صراط وطريق يتوصل بها إلى الآخرة، فلابد من إعطاء الطريق حقه، ولا بد من العمل، كما قال علي بن أبي طالب لرجل سب الدنيا عنده فقال: «الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنىً لمن تزود منها».


وقد قيل:
ما أحسنَ الدين والدُّنيا إذا اجتمعا *** وأقْبَحَ الكفرَ والإفْلاسَ بالرَّجُلِ
__________________________________________________ ____
الكاتب: الشيخ محمد بن صالح الشاوي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.10 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]