
31-08-2022, 05:03 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة :
|
|
أحد أحد
أحد أحد
أ. محمود مفلح
إلى أول شهيد في الإسلام عمار بن ياسر وإخوته من بعده:
انطقْ وتنهشُهُ القيودُ
انطقْ... ويجرحُه الحديدُ
انطقْ... ويهوي السَّوطُ... والألمُ الجديدُ....
سحبوهُ في صمتِ الدُّجى...
فَرشُوهُ أرضاً.... أنضجوهُ على اللهيبِ
قالوا تودَّعْ يا شقيُّ... من الحبيبةِ والحبيبِ
سكِرُوا على دمِهِ وجاؤوا بالمخالبِ والنيوبِ
رشقُوهُ ألفَ جريمةٍ... قالوا: عميلا...
طرَقَ المساجدَ واقتنى كتبَ الشريعةِ... واطمَأنَّ بها سبيلا
"إنَّا نصوغُ الترَّهاتِ.. وهم يصوغونَ العقولا..!"
لم يرتَدِعْ بل كانَ يخطِبُ في الشبابِ على المنابِرْ
يدعو إلى ما لا نريدُ وينشرُ الفكرَ المغايِرْ
ويظلُّ يحكي عن نقاءِ الفجرِ... عن عفَنِ المقابرْ
لم يرتشفْ من كأسِنا يوماً...
ولم يضرِبْ على الوترِ المعاصِرْ
لا بدَّ أن يلقى الجزاءَ وأن يذوقَ عذابَنا ضعفاً...
وتأكلَهُ الخناجِرْ
فتحَ العيونَ على الحقيقهْ
والناسُ كلُّ الناسِ قد سلكَتْ طريقَهْ!!
♦ ♦ ♦
ويدورُ دولابُ العذابِ على الجَسَدْ
وتظلُّ صرختُهُ أحَدْ
أحَدٌ... أحَدْ
ويُضيفُ حينَ يضيفُ:
إنَّ البغيَ مهزومٌ.... وكلُّهُمُ زَبَدْ
♦ ♦ ♦ وتمرُّ ساعاتُ العذابِ
وينضحُ الجلدُ الطهورُ على المجامِرْ
مِن فوقِهِ صُبَّ الحميمُ... وتحتَهُ زُرَعَتْ خناجِرْ
والكهرباءُ ترجُّهُ رجًّا.... لأحذيةِ العساكِرْ
وتسوطهُ القسماتُ... تنطِقُ بالجزارةِ والمجازِرْ
لا بدَّ أن نُنْهيكَ يا ابنَ الـ....
أو تفارقَ أوْ... تُغادِرْ...
ويظلُّ ينطقُها... أحَدْ...
أحَدٌ... أحَدْ...
ويضيفُ حينَ يضيفُ: إنَّ الظلمَ مهزومٌ... وكلُّهُمُ زَبَدْ....
♦ ♦ ♦
ويروحُ يرنو للهلالِ
وتروحُ تنهبُهُ السياطُ من اليمينِ.. من الشمالِ
وتموجُ في عينيهِ ألفُ قصيدةٍ.... وتمرُّ قافلةُ الرجالِ
هذا صهيبٌ في الطريقِ... وذاك عمَّارٌ... وصوتُ أخي بلالِ
إنْ لم يكُنْ بكَ يا عظيمُ عليَّ من غضَبٍ.. فإنِّي لا أُبالي...
هبَّتْ نسائمُ جنَّةِ الخُلْدِ التي عشقَتْ وصالي
إنِّي لأدخلُها... وأسبحُ في العطورِ... وفي الظِّلالِ
فمتى اللقاءُ متى العناقُ؟!
متى أشدُّ لها رحالي؟!
وتميلُ قامتُهُ المديدهْ
وتشعُّ بسمتُهُ التي طارَتْ تعانِقُ ألفَ لؤلؤةٍ فريدهْ
عجباً لهُ... يقضي ولم يَنبِسْ
ولم يحْنِ الجبينَ ولم يساوِمْ
لكأنَّ كلَّ عذابِنا لغوٌ
وكلَّ سياطِ عسكرِنا هزائِمْ
ماذا سنفعلُ؟
ما السبيلُ؟
وإنَّ هذا الموجَ قادِمْ...
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|