|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() طبيعة العلاقة بين الحماة والكنة أ. عائشة الحكمي السؤال: ♦ ملخص السؤال: سيدة تسأل عن طبيعة العلاقة بين الحماة وزوجة الابن "الكنَّة"، وما المفترض أن تكون عليه هذه العلاقة بينهما، داخل البيت، وعند غياب الزوج أحياناً؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرًا لكم على هذه الشبكة الرائعة، وجزاكم الله خيرًا على ما تُقَدِّمونه مِن نصائحَ للسائلين! أنا سيدةٌ متزوِّجةٌ، وسؤالي عنْ علاقة الحماة بزوجة الابن: • هل لها أن تحكم على زوجة الابن بعدم الخروج، حتى إذا كان الزوجُ مُسافرًا للعمل؟! وإذا سألتها الحماة تقول لها: لا دَخْلَ لكِ في أموري! • كما أن الزوجة تريد السيطرة على البيت، فتفتعل المشكلات وتُلقيها على الحماة، وترى أنه على الحماة أن تتقبَّلَ هذا، فتريد الزوجة تطبيق قراراتها بدون أن تأخذ رأي الحماة! • كذلك تقوم الزوجة بافتعال المشكلات؛ حتى لا تجلس مع الحماة على الطعام، خاصة في شهر رمضان، بل تريد الإفطار وحدها، مع أنَّ الزوجة هي التي تطبُخ الطعام! • كذلك أحيانًا تقوم الزوجة بغلق الغرفة عليها وتتكلم في الهاتف بالساعات، ولا ندري مع من تتكلم طوال الليل! • كذلك الزوجة دائمة الذهاب لأهلها، وإذا سألتْها الحماة تَرُدُّ عليها ردودًا شديدة مثْل: لا دَخْل لك، لا يحقُّ لك التدخل. والآن تُريد أن تأخذَ سكنًا بعيدًا عن الأهل، لتعيشَ فيه وحدَها، فهل يحق لها المطالَبة بذلك، علمًا بأنَّ زوجَها لا يستطيع شراء بيت خاصٍّ بها. الحماة تُحِبُّ زوجةَ الابن كثيرًا وتُعاملها كابنتها، وتُنفق عليها وعلى البيت كله، وتعطيها مِن مالِها كابنَتِها تمامًا! فأخبروني برأيكم فيما كتبتُ من أمورٍ بين الحماة وزوجة الابن الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ:فإنه لا تستقيم العلاقةُ بين الحماة والكَنَّة، حتى تضعَ الحماةُ كَنَّتها موضعَ الابنة، وتضعَ نفسها مَوْضِعَ أمها، وحتى تضعَ الكَنَّةُ حماتها موضع الأم، وتضع نفسها موضع ابنتها، فهي علاقةٌ تقوم على الاحترام والتقبُّل والتفهُّم، وليس على التنافُس والغيرة والتقاتُل على قلب الزوج/الابن، إلا أنَّ الصورةَ النمَطيةَ للحماة في ذِهْن امرأة الابن، والصورة النمطية للكَنَّة في ذهن أم الزوج قد أثَّرَتْ سلبًا على طبيعة وصورة العلاقة التي ينبغي أن تكونَ بينهما، لذلك ينبغي التأكيد على أن الحموات لَسْنَ مُتشابهات، ولا الكنائن كذلك! أما ما سألتِ مِن حق الحماة في مُطالبة الكَنَّة بطلب الإذن منها قبل الخروج من البيت في ظل غياب الزوج، فليس مما يجب على الزوجة مِن طاعة أن تُطِيعَ أم زوجها، كما لا يَلْزَمُها خدمتها، ولكن مِن أدَب العِشْرَةِ وأخلاقِ التعامُل أن تُخْبِرَ الكَنَّة حماتها بأمر خروجها، كما لو كانتْ تُخبر والدتها، فالمسألةُ تعود لآداب التعامل مع الآخرين بالمُلاطَفة التي تُستمال بها القلوبُ، وبالحكمة التي تُسْتَدامُ بها المودَّةُ، وتُحْسَمُ بها دواعي المنازَعات الأُسرية. أما غيابُ الزوج فلا يعني البتة غياب المسؤولية وتَضْييع الحقوق؛ لأنه لا يحلُّ للزوجة أنْ تخرجَ مِنْ بيتها إلا بإذن زوجها، إلا أن يكونَ خُروجُها بعُذْرٍ شرعيٍّ، فعندئذٍ تخرج مِن بيتها بلا إذنٍ، ومهما كان الزوجُ بعيدًا فهنالك وسائل اتصال تُتيح التواصل الصوتي والمرئي والكتابي بين الأزواج، فليس ثمة عُذر! أما عن رغبة الزوجة في القيام بأعمال محددة ومحدودة داخل البيت، فهذا شأنُها الخاصُّ، إلا أن الحكمة والمودة تقتضيان الاتفاقَ الودي مع الحماة، ما دامتْ تَسْكُن مع أهل زوجها، وأن يتمَّ الاتفاقُ على ذلك منذ الأشهر الأولى من عمر الزواج، كتأسيس للعلاقة بينهما، أما فرضُ الأمور على أهل البيت، والمعانَدة، والاستبدادُ بالرأي، فمِن الجهل وسُوء العِشْرَةِ والخلُق. اجتماعُ الأيدي على الطعام يورث البركة في الطعام، وكان حيٌّ مِن أحياء العرب يَعيبون التفرُّد بالأكل، فلا يأكُل أحدهم وحده، ولا يأكل إلا مع غيره؛ حتى أنزلَ الله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ﴾ [النور: 61]، لذلك لا حرَج في تفرُّد الشخص بالأكل يومًا أو بعض يوم، إلا أن آدابَ العشرة وأخلاقيات التعامل تقضي اجتماع الزوجة مع أهل زوجها على الطعام في بعض الأيام، ومَن يرغب في الخير وقطع النِّزاع يجد الطريق إلى ذلك. غلْقُها باب غرفة النوم على نفسها، وحديثُها بالهاتف لساعات طويلةٍ هو شأنُها الخاصُّ، أما رغبتُها في الاستقلال والسكنى بعيدًا عن أهل زوجها، فمِن حق الزوجةِ على زوجها أن تعيشَ في بيتٍ مستقلٍّ، ولها أن تمتنعَ مِن أن تسكن مع أقاربه في بيتٍ واحدٍ؛ لما فيه من الضرر عليها باطِّلاعهم على حالها، واشتراطها عدم زيارة أهل زوجها حين تستقلُّ بالسكن علامةٌ منبئة على وجود الخلاف والنزاع الذي ينبغي تسويته، وقطْعُه مِنْ أجْلِ العيش في سلامٍ ومودَّةٍ وسعادة. وليس مِن الأدب ولا مِن الخُلُق تحريضُ أحدٍ على معاداة أحد، فكيف بتحريض ابنٍ على إهانة أهل بيته؟! أسأل الله بمَنِّه وكرمه أن يُؤَلِّفَ بين قلوبكم، وأن يجمعكم على الطاعة واجتماع الكلمة، وأن يُلْهِمَكُم الكياسة والحكمة، ويرزقكم المحبة والرحمة، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جديرٌ. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |