|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أتمنى أن تنتهي علاقتنا بالزواج أ. عصام حسين ضاهر السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة على علاقةٍ بشابٍّ، وبينهما حبٌّ، وهي تكبره بعامين، وترى الشابَّ مُتغيرًا ولا يُكَلِّمها، وتخشى أن يكونَ قد تغيَّر حبُّه معها، وتسأل: ماذا تفعل معه؟ وكيف يتم الارتباط بينهما في ظل كِبَرِهَا عنه؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في منتصف العشرينيات مِن عمري، على علاقةٍ بشخصٍ يصغرني بعامين، تجمعنا علاقة حب كبيرة، ونرجو أن تُخْتَمَ بالزواج. بدأتْ علاقتنا بحبٍّ، لكنه فجأةً تغيَّر، وما زلتُ أعاني مِن تغيُّره؛ فلا يُحَدِّثني ولا يسأل عني، ولا أعلم ما به. حاولتُ أن أعرف ما به فلم أستَطِعْ، واتبعتُ عدة طرق منها: • ألا أُعيره اهتمامًا، وأتصرَّف بصورة طبيعيةٍ وكأن شيئًا لم يكنْ. • ألا أتحدَّثَ معه، وأعرف ما به، لكني وجدتُ تصرفي هذا اسْتَفَزَّهُ أكثر. تحدثتُ معه، وشرحتُ له مدى اشتياقي، فأخبرني أن أموره على ما يرام. شككتُ في عدم حبه لي، واقترحتُ عليه الانفصال، لكنه رفض، فحاولتُ أن أعطيه مساحةً خاصة للتفكير واتخاذ القرار، لكنه عاد وأخبرني بأنه وَضَعَ حدودًا لعلاقتنا فقط! أرجو أن تساعدوني، فأنا أحبه كثيرًا، ولا أريد لعلاقتنا الجميلة أن تَتَدَهْوَرَ، بالإضافة إلى أني أخاف أن يرفُضَ الأهل إذا علموا أني أكبره بعامين، فكيف نُقنعهم؟ الجواب: الحمدُ الله وكفى، وصلاةً وسلامًا على النبيِّ المصطفى، وعلى مَن سار على الدَّرْب واقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعدُ: فأهلًا بك أختي الكريمة على صفحات شبكة الألوكة. خلَق الله تعالى الإنسانَ، وأَوْجَدَ فيه الحاجةَ إلى الحب، وكلما كبرتْ سنُّه، وتقدَّم به العمرُ، قويتْ حاجتُه له، وازداد تمسُّكًا به، وظل يبحث عن الطرف الآخر الذي يكمل معه حياته، ويصنع معه مستقبله. وهذا شيءٌ فطريٌّ مِن حق الإنسان أن يُشبعه، لكن بشرط أن يُوافق عقيدته ومبادئه، مِن أجْلِ أن يعيشَ في حالةِ تصالُح مع ربه أولًا، ثم مع نفسه ثانيًا، وحتى ينعمَ بتقدير واحترام مَن يحيطون به ثالثًا. وعلى مدى حياة الفرد فينا نتعرَّض لبعض التجارب التي تمده بالخبرة في التعامل، مع الصعوبات المشابهة، وتجعله يستطيع أن يُفَرِّقَ بين الصواب والخطأ، وبين الحقيقة والخيال، إلا أن الأمر في الحب يكاد يختلف كثيرًا عن ذلك؛ لأن الإنسان عندما يقع تحت تأثير الحب تتملَّكه عواطفُه، وتُسَيْطِر عليه مشاعرُه، وتصبح حركته رهْنَ إشارة قلبه وعاطفته، لا ملكًا لعقله وفكْرِه، وما أصدقَ قولَ الشاعر في ذلك: الحُبُّ يَقْتَادُ الفَتَى ![]() وَقَلْبُهُ أَعْمَى ![]() يَسْمُو بِهِ حَتَّى إِذَا ![]() بَوَّأَهُ النَّجْمَا ![]() رَمَى بِهِ مِنْ حَالِقٍ ![]() يَحْطِمُهُ حَطْمَا! ![]() ويُعاني الإنسانُ الكثير مِن الألم جَرَّاء الوقوع في الحب الذي لا يَقْدِرُ على إشباعه، لا سيما أن لذة الحب تكتنفها مرارة الحرمان، وعجيبٌ أمر هذا الشاعر الذي يقول: يَا حَبَّذَا الحُبُّ لَوْ تَبْقَى حَلَاوَتُهُ ![]() لَكِنَّهُ بِالذُّعَافِ المُرِّ مَقْصُودُ ![]() وَالحُبُّ كَالرِّزْقِ مَقْسُومٌ وَمُحْتَبَسٌ ![]() وَالنَّاسُ قِسْمَانِ مَحْرُومٌ وَمَسْعُودُ ![]() بل رأينا أن هناك الكثيرَ مِن القصص التي كان بطلها الحبّ، أَوْدَتْ بِحياةِ أصحابها، وأوقعتْهم فريسةً للمرض بسبب عدم القدرة على اكتساب وصال المحبوب. فلِمَ تحكمين على نفسك أن تعيشي هذه التجربة؟! ولماذا تُصرين على أن تخوضي غمارها دون أن يكون هناك رضًا بين أهلك وأهله؟! وكيف تعطين لنفسك الحق في أن ترتبطي بشابٍّ لم يتقدمْ إليك بطريقة رسمية؟! لقد قرأتُ رسالتك أكثر مِن مرة؛ لعلي أجد فيها أي تلميح مِن ذلك الشابّ لك بالزواج، أو تحدَّث معك - حتى نيته - في التقدم إليك، فلم أجدْ لذلك إشارةً، اللهم إلا قولك: ''تجمعنا علاقة حب كبيرة، ونرجو أن تُخْتَمَ بالزواج''. فعن أيِّ زواجٍ تتحدثين، وأنت لم تخبرينا أنه بالفعل يرغب في التقدم إليك، أو حتى ينوي الزواج بك؟! أفيقي - أختي الكريمة - مِن أحلام اليقَظة التي تعيشين فيها، وفكِّري بشكلٍ منطقيٍّ وعقلانيٍّ أكثر من ذلك. لو كان يرغب في الزواج بك لأَخْبَرَ أسرته على الأقل بذلك، وأنت تعلمين أنه لم يفعلْ ذلك، ولم يحاولْ حتى أن يطمئنَّ إلى موقفهم من الزواج بمَن تكبره سنًّا، ألم تذكري في رسالتك أنكم خائفون مِن رفض أهله عندما يعلمون بأنك أكبر منه سنًّا؟! ليست المشكلة هنا في أنك تكبرينه بعامين أو أكثر، ولكن المشكلة تكمُن في أنه لم يتخذْ خطوات عملية للزواج بك. ولذلك لا أرى لك مخْرجًا مما أنت فيه إلا بأحد أمرين: أحدهما: أن يتقدَّمَ لخطبتك، وساعتها يكون لنا حديثٌ في كيفية التعامل مع ما ذكرتِه من تساؤلات حول كيفية التعامل مع كثرة غضبه، وعزوفه في بعض الأوقات عن الاتصال بك، وإن كان ذلك سيزول أكثره بمجرد الخطبة. فليس هناك طريقةٌ لبقاء الحب وعلاج العشق سِوى الزواج، أو قطْع الصلة والعودة والإنابة إلى الله تعالى. ثانيهما: أن يتلَكَّأَ هذا الشابُّ في هذا الأمر، مُستخدمًا الأعذار الواهية، والمبررات الهشَّة عن عدم قدرته على الارتباط بك حاليًّا، وساعتها يكون قد تَبَيَّنَ لك صِدْقُه مِن كذبه، وعلمت أنه لا يُكِنُّ لك حبًّا حقيقيًّا، وأن الأمر بالنسبة له لا يتعدى مجرد التسْلية. وعندئذٍ يكون لكلِّ حادثةٍ حديثٌ، ونحن في انتظارك لنُشاركك الرأي ونُقَدِّم لك المشورة. وفقك الله تعالى لما فيه الخير في الدنيا والآخرة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |