قلبي يمتلئ بالحقد تجاه زوجي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1398 - عددالزوار : 140660 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2022, 06:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,172
الدولة : Egypt
افتراضي قلبي يمتلئ بالحقد تجاه زوجي!

قلبي يمتلئ بالحقد تجاه زوجي!
أ. شريفة السديري

السؤال:

ملخص السؤال:
سيدة متزوجة ولديها طفل، يهددها زوجها بالطلاق كلما طلب منها شيئًا، ويضربها إذا نسيت طلبه أو تأخرت في تنفيذه، تسأل: هل تطلق أو لا؟

تفاصيل السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولديَّ طفلٌ، في بداية زواجي كانتْ هناك مشكلات بيني وبين زوجي، وكانت النقاشاتُ بيننا حادةً على أسبابٍ تافهةٍ.


زوجي حازمٌ، وكثيرًا ما يُهَدِّدني بأنه سيُرجعني إلى بيتِ أهلي إذا لم أفعلْ ما يطْلُبه مني، مع أنَّ طلباته لا تستحقُّ التهديدَ؛ فمثلًا إذا طلَب مني أمرًا ونسيتُه يغضب ويُهَدِّد، وإذا غضب يصرُخ في وجهي، أو يُهددني بالضرْب، أو يدفعني بيدِه بقوة شديدة!


العجيبُ أنَّ كلَّ هذا كان في (شهر العسل)! مع أنه ليلة البناء كان يُسمعني أحلى الكلام إلى أن أخَذ مني ما أراد، ثم انقلب وجهه وظهر خبثُه، وقال: لستِ عذراء! والسببُ أني لم أنزفْ دمًا، بل نزلتْ مني بعضُ نقاط فقط!


ومِن وقتها وهو متغيرٌ معي وينام بعيدًا عني، وتغيرتْ معاملتُه إلى الأسوأ، وأصبح يُعاملني كأنني فتاة اشتراها مِن (الشارع)، يستدرجني إلى الفراش بأسلوبٍ وقح، وزاد على ذلك أنه يطلبني من الدُّبُر، وكنتُ أبكي وأتوسل إليه بألا يفعل، وذكَّرته بحديث النبي وحُرمة ذلك!


حدثتْ مشكلاتٌ كثيرةٌ جعلتْني أكرهه كرهًا شديدًا، وكل مرة يذهب بي لأهلي ويُهددني بالطلاق، ثم أعود إليه، وكم تمنيتُ أن يقعَ الطلاق لأتخلص منه، لكن في كل مرة يجلس فيها والدي ووالد زوجي لا يحدُث طلاقٌ!


لا أستطيع الذهابَ إلى أي مكان دون علمِه؛ إذ إنَّه منذ خروجي مِن البيت إلى أن أرجعَ يجب أنْ أُخْبِرَهُ أين ذهبتُ؟ ومتى خرجت؟ ولمن ذهبتُ؟ وماذا فعلتُ؟


أرجو أن تساعدوني، ماذا أفعل في كلِّ ما أحمله مِن غِلٍّ وحِقْدٍ عليه، خاصة بعد أن أصبح بيننا طفلٌ؟!

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا بكِ - عزيزتي - في شبكة الألوكة، وأسأل الله أن يُلهِمَنا الصواب والسداد لنساعدك بأقصى ما نستطيع.


ما مررتِ به ليس بأمر هين وسهل، أن تعيشي عكس ما تتوقعينه تمامًا في أول أيام زواجك وأنتِ عروس، وأن تواجهي القسوةَ والعنفَ بدل الدلال والرقة هو أمر صعبٌ وقاسٍ جدًّا.

وهذا ما جعلكِ الآن "تحملين غلًّا وحقدًا" على زوجكِ - كما قلتِ!

عزيزتي، ما تشعرين به ربما ليس حقدًا، لكنه تعبير عن الجُرح العميق الذي أصابكِ به زوجُك، فأنتِ مجروحة، ولستِ حاقدةً!

التجاربُ الأولى في حياتنا تُشَكِّل انطباعاتنا عن الأمر، وتجربتك الأولى مع زوجك في بداية حياتكما كانتْ مَليئةً بالعنف والقسوة والإهمال مِن جانبه، ومشاعر الصدمة والألم والحزن مِن جانبك، هذا المزيجُ كوَّن لديكِ حاجزًا كبيرًا ضخْمًا بينكِ وبين زوجك، الذي حبس مشاعر الحب في قلبكِ ومنَعَها مِن الخروج والتعبير عن نفسها؛ لأنها في أول محاولات التعبير واجهت الصراخ والشك والعنف، كما حصل عند مُفاجأته بالهدايا.

هذا الحاجزُ كان يكبر يومًا بعد يوم، وكان حلُّه هو الطلاق مِن وجهة نظرك التي اختلفتْ مع وجهة نظر والدك ووالد زوجك؛ لذا صار الحلُّ بعيدًا عنكِ، فهل ستجلسين تندبين حظك حتى تحصلَ معجزةٌ من السماء؟ أو تحاولين قلْب الأمور لصالحك؟

أن تنتظري المعجزة فهو أمرٌ سيحمل اليأس والألم لقلبك يومًا بعد يوم حتى يذوى ويذبل، أما أن تقلبي الأمورَ لصالحك فهو أمرٌ سيهبك قوةً وثقةً كبيرةً في نفسك، وسيحسن مِن علاقتك بزوجك، ويُساعدك على نسيان الألم والبدْء مِن جديدٍ!

عزيزتي، أنتِ تزوَّجتِ صغيرةً نوعًا ما، وإن كان هذا سن الزواج في مجتمعك فهو لا يعني أنكِ كنتِ مُستعدَّةً نفسيًّا له، وعاداتُ المجتمع العربي التي تنص على أن تسلمَ المرأة لزوجها وتطيعه فيما يقول ولا تُخالفه في شيءٍ، ولا تفرق بين غض الطرف عن نقائص الرجل وبين قسوته وعنفه، كل هذه العادات أضعفتكِ فوق ضعفك!

الحلُّ الآن يكون على درجات وخطوات:
أولًا: عليكِ أن تُرَمِّمي نفسكِ المكسورة ورُوحكِ المجروحة اللتين تعوقانك عن الاستمتاع بالحياة، وذلك يكون بالبحث عن نفسك، أو عن عمل، أو عن هواية، تنغمسين فيها، وتفرِّغين فيها كل طاقتك، فالهوايةُ أيًّا كانتْ تمتص الطاقة السلبيةَ مِن النفس، وتفرغ المشاعر المزعجة، وتجعل الإنسان يحس بقيمته وقدرته على عمَل شيء جميلٍ ليضيفه في الحياة.

ابحثي عن هذه الهِواية في نفسك، هل تحبين الرسم؟ الشِّعر؟ التصوير؟ ممارسة نوع معين مِن الرياضة؟ أو أي شيء آخر، ومارسيه بكلِّ حواسك، وستُلاحظين فرقًا في نفسيتك.

ربما إن شعرتِ باستقلاليتك وقدرتك على الإنتاج فستتحسَّن مَشاعرك ونفسيتك؛ لذا ابحثي عن عملٍ ولو بدوام جُزْئِيٍّ بساعات محددةٍ وقليلة، هذا العمل سيأخذك خارج جو المنزل والتوتُّر الموجود فيه، وقد يجعلكِ تعودين بروحٍ جديدةٍ مُنتعشةٍ، وأكثر قدرة على التعامُل مع زوجك وتقبله وتحمله!

أما إن زاد ضغطك وتوتُّرك فاتركيه؛ لأنكِ تريدين أن يخفَّ توترك، لا أن يزْداد!

ثانيًا: تحدَّثي مع نفسك بلغةٍ إيجابيةٍ، احتضني نفسك، وزيدي مِن ثقتك في ذاتك وقدراتك، لا تُقَلِّلي مِن قيمتك أو تُهمِّشي نفسك على حساب شيء آخر، اجعلي نفسك في المكانة الأولى والرئيسية في كل شيء في حياتك، اهتمي بصحتك، بعقلك، بروحك، بجسدك، واجعلي هذا الاهتمام ظاهرًا لزوجك، واخلقي له هالةً مِن الاحترام في عينيه حتى يحترمَ هذا الأمر ويُقَدِّره، واجعليه يشعر بأسلوبٍ غير مباشر أنه ليحصلَ منك على ما يريد، فعليه أن يُعاملك بنفس الاهتمام، ويجعل راحتك في المكانة الأولى بالنسبة له.

قد تقولين: ما فائدة هذه الأشياء؟ فالمشكلةُ ما زالتْ قائمة، وأنا ما زلتُ مع زوجي!

معكِ حق، ولكن دَعيني أخبركِ بشيء: أنتِ الآن كالمحبوسة في جزيرة وسط البحر، قارب النجاة والخلاص غير موجودٍ، فإما أن تمضي حياتك على الشاطئ لا تبرحين مكانك، تنامين على الرمل الرطب وتحت الشمس الحارقة بانتظار أن تأتي سفينة تنقذكِ، وإما أن تبحثي في الجزيرة وتستخدمي ما حولك مِن مواد لبناء مكان جميل ترتاحين فيه وتستمتعين، وتحتمين فيه من المطر والشمس والرمل والعواصف، فأيهما ستختارين؟

مشاعرُك السلبية تجاه زوجك ستظهر مهما حاولتِ إخفاءها، وسيشعر بها ابنك في حركاتك وهمساتك، بل وحتى في طريقة حديثك عن والده، وسيحمل بداخلِه إحساسًا بالصراع بين حب والده، وبين كرهه لأنك تكرهينه.

لذا - مِن أجل طفلكِ - حاولي ولو محاولة أخيرة أن تُغَيِّري من نفسك ومشاعرك تجاه زوجك، فلا شيء لديكِ لتخسريه أكثر مما خسرتِ!

والرضا عن زوجك والتصالُح معه لن يحصلَ وأنتِ حبيسة البيت، وتحركاتك محسوبة عنده كأنك سجينة. قاومي وتخلَّصي من هذا السجن، لتقدري أن تحبيه مِن جديد وتبادليه المشاعر وتُسامحيه على ما فعَل!

ربما هو يحبكِ بصدقٍ، لكن خوفه عليكِ مبالَغ فيه؛ لذلك يحسب تحركاتك، ويحب أن يعرفها. فعليك أن تشعريه بقوتك وقدرتك على مُواجهة الحياة والأمور التي تحصل فيها، وتصري على رغبتك بالتحرُّر من قيوده، مع طمأنتك له بأن خروجك أو عملك أو هوايتك لن تُقَلِّل من حبكِ له، بل ستزيد هذا الحب، لأنك تحتاجين وقتًا بعيدًا عنه حتى تعودي له مشتاقة أكثر وبرغبة أكبر!

عزيزتي، قوةُ المرأة مع الرجل تكمُن في ضعفها، فكلما أرخيتِ قيودكِ وأظهرتِ رقتك ودلالكِ وغنجكِ في علاقتكما الخاصة؛ كنتِ أكثر قدرةً على إقناعه بكل ما تريدين وأخذ كل ما تتمنين منه.

وهذا هو ما نقصده بالضعف: الرقة والدلال والسحر والغنج، وليس التسليم والانقياد له بعين مغمضة، وعقل طائع مُغيَّب، لا يناقش، ولا يرفض أي شيء!

عزيزتي، أنتِ الآن وحدكِ مَن يملك قرارَ التغيير والإصرار عليه بلا تراجع، حتى النهاية، ومهما عانَد زوجكِ وقاوَم، تذكري أنكِ تملكين سلاحًا لا يملكه هو: المكر والدهاء!

فما لا تستطيعين أخْذه بطلبات وموافقات مباشرة، خُذيه بأسلوبٍ غير مباشر، وأقنعيه به على مرِّ الأيام بدون أن يشعرَ حتى يقترحَه هو عليكِ، وكأنها فكرته التي فكَّر فيها.

أخيرًا، وحتى تكوني قادرةً على عمل كلِّ ما سبَق عليكِ مُقاومة مشاعرك السلبية تجاهه، وعدم ربطها بأفعاله الماضية، ومحاورة نفسك حوارات عقلانية ومنطقية بأنكِ ستبدئين معه بدايةً جديدةً بعيدة عن كلِّ مشكلات الماضي.

كان الله معكِ وقوَّاكِ عزيزتي، وألهمكِ الصبر والرشاد والسداد.

ولا تتردَّدي في استشاراتنا مجددًا، أو الاستفسار عن أي نقطة لم تكن واضحةً في جوابنا عليكِ، فالموضوع عميقٌ ويحتاج عدة متابعات حتى يتم حله نهائيًّا - بإذن الله تعالى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]