|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تزوج أخي بدون موافقة والدي؟ أ. فيصل العشاري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أتقدَّم بجزيل الشكر والتقدير لكل القائمين على هذه الشبكة الرائعة للمجهودات العظيمة المبذولة في مساعدة إخوانهم المسلمين، وإرشادهم للطريق القويم. أنا الأخت الكبرى لسبعة مِن الإخوة، تزوَّج أخي الأكبر مِن فتاةٍ أمُّها أجنبيةٌ، وكان هذا الزواجُ كالصاعقةِ على الأسرة جميعًا، وعلى أبي خاصة، فقد حاوَل أخي في البداية إقناعَ والدي أن يخطبها، لكنه رفض ذلك لتفكُّك أسرة الفتاة وتبرُّجها.. ولكن أخي تزوَّجها بدون علم والدي. ومنذ أن تزوَّج لم نعُدْ نراه إلا مصادفةً، والآن انقطعتْ أخباره عنا، وسمعنا أنه هاجَرَ لدولةٍ عربيةٍ وأنجب طفلةً! بذلتُ الكثيرَ مِن الجُهد والنُّصْح لأخي لإرضاء والديه، لكنه لم يكن يسمع إلا كلام زوجته. حاولتْ والدتي التواصُل معه، ونجحتْ في ذلك، وسافرتْ إليه لزيارته، والآن - وبعد مُرور سنوات طويلة مِن القطيعة - اتسعت الفجوةُ بيني وبينه، وما زال ضميري يُعذبني صباح مساء على سلبيتي. أريد النصحَ والمشورة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. لا شك أنَّ الزواجَ سلاحٌ ذو حدَّيْنِ، فإما أن يكونَ عاملًا مُهمًّا في الأُلْفة والترابط، وإما أن يكونَ سببًا للشِّقاقِ والنِّزاعِ والتهاجُرِ. وما حصل مِن أخيك كان له النصيبُ الأكبرُ مِن الخطأ، كما يتحمل الوالدُ جزءًا مِن هذا الخطأ أيضًا، وذلك أنَّ الوالدين ليس لهما حقُّ الاعتراض بشأن اختيار الولد، إلا في حالة واحدةٍ، وهي ما إذا شعرَا بأنَّ هذا الزواجَ سيُسَبِّب لهما الضررَ، وهذا الضررُ قد يكون ماديًّا أو معنويًّا، ومنها السُّمعةُ السيئةُ التي تلحق بهما، وليس واضحًا لنا حجمُ ذلك الضرر، وإنما يتم تقديرُه مِن المحيطين به؛ بناءً على طبيعة تاريخ تلك الفتاة، وطبيعة العوائد الاجتماعية والقبَلية، ونحو ذلك مِن الأمور. أما جانب الولد فكان ينبغي له الإحسان إلى الوالدين أولًا، ثم إحسان الاختيار ثانيًا، والإحسان للوالدين بالتواصل معهما ومداراتهما، والصبر عليهما؛ بناء على قوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. أما موضوعك مع أخيك، فلا شك أنَّ بقاء علاقتك معه خيرٌ مِن ذهابها؛ لتكوني حلقة وصْلٍ بينه وبين الوالد. ما فات ومضى لا ينبغي أن تقفوا معه كثيرًا، افتحوا صفحةً جديدةً مِن العلاقات تُؤَسَّس على معطيات الواقع الجديد؛ فالرجلُ الآن حياتُه تبدو مستقرةً، وقد رُزِقَ بطفلةٍ، وتحسنتْ علاقتُه بالوالدة بزيارتها له، بقي أن تُبادري أنتِ أيضًا إلى تحسين هذه العلاقة معه ومع زوجته، وتكوني جِسْر عبور للثقة بينه وبين الوالد الكريم، ولن تعدموا الطرُقَ والوسائل التي تُؤَثِّر على الوالد وتقنعه، فمهما يكن فلا بد مِن صلة الرَّحِم ولو كانتْ فاجرة أو كافرة، فما بالكم إذا كان هذا الرحِم هو أخاك الذي تربى معك؟ فأخطاؤُه لا تُبَرِّر قطيعته. نسأل الله أن يُصلحَ أحوالكم، وأن يُؤلِّفَ بين قلوبكم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |