مراجعة الحق فضيلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129804 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369987 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-03-2022, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي مراجعة الحق فضيلة

مراجعة الحق فضيلة






كتبه/ أحمد عبد السلام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فقد ذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة الحجاج، أن رجلاً قبض عليه ظلماً، فقال للحجاج: إن أخي خرج مع ابن الأشعث فضُرب على اسمي في الديوان، ومُنعت العطاء، وقد هدمت داري. فقال الحجاج: أما سمعت قول الشاعر
جانيك من يجني عليك وقد

تُعْدي الصحاحَ مباركُ الجُربِ

ولَربَ مَأخوذ بذَنْب قريبِهِ

ونجا المقارفُ صاحبُ الذنبِ

فقال الرجل: أيها الأمير إني سمعت الله يقول غير هذا، وقولُ اللهِ أصدقُ من هذا. قال: وما قال؟ قال: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ) قال: يا غلام، أعد اسمه في الديوان، وابنِ دارَه، وأعطه عطاءه، ومر منادياً ينادي صدق الله، وكذب الشاعر. أ.هـ.
مع أن الحجاج مشهور بظلمه وجوره إلا أن هذا الموقف عُدَّ من حسناته لما فيه من مراجعة الحق. فمراجعة الحق محمودة من أي أحد، فكيف بأهل العلم والفضل؟! فهذا مما يجب على أهل العلم وحملة الشريعة أن يراجعوا الحق إذا تبين لهم، ولا يمنعهم وساوس الشيطان أن يرجعوا عن آرائهم وأقوالهم إذا تبين لهم أنهم أخطئوا فيها
وللسلف مواقف مشهورة بذلك.
عن عبد الواحد بن زياد قال: لقيت زفر، فقلت له: صرتم حديثاً في الناس ضحكة. قال: وما ذلك؟ قال: تقولون في الأشياء كلها ادرؤوا الحدود بالشبهات، وجئتم إلى أعظم الحدود فقلتم تقام بالشبهات. قال: وما ذلك؟ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ)، فقلتم: يقتل به ؟ (يقصد مذهب الأحناف) قال: فإني أشهدك الساعة أني قد رجعت عنه.
وعن ابن وهب قال: سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة. فقال: وما هي؟ قلت: -بسنده- عن المستورد بن شداد قال: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه). فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة. ثم سمعته بعد ذلك يُسأل، فيأمر بتخليل الأصابع.
وعن محمد بن قاسم العثماني قال: جئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري، فكان مما قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلق وظاهر وآلى. فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله، فلما انفض عنه الناس، وبقيت وحدي معه، فقلت له: حضرت المجلس اليوم متبركاً بك، وسمعتك تقول: آلى رسول الله، وصدقت، وطلق رسول الله، وصدقت، وقلت: وظاهر رسول الله. وهذا لم يكن ولا يصح أن يكون لأن الظهار منكر من القول وزور، وذلك لا يجوز أن يقع من النبي -صلى الله عليه وسلم-. فضمني إلى نفسه، وقبل رأسي، وقال: أنا تائب من ذلك، جزاك الله عني من معلم خيراً، وبكَّرتُ إلى مجلسه في اليوم الثاني، فألفيته قد سبقني إلى الجامع وجلس على المنبر، فلما دخلت من باب الجامع ورآني، نادى بأعلى صوته: مرحباً بمعلمي، أفسحوا لمعلمي.
وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي حتى بلغت المنبر، وأنا لعظيم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض، والجامع غاص بأهله، وأسال الحياءُ بدني عرقاً، وأقبل الشيخ على الخلق، فقال لهم: أنا معلمكم وهذا معلمي، وأخبرهم بما جرى بالأمس، وقال: وأنا تائب عن قولي بالأمس، وراجع عنه إلى الحق، فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه، ومن غاب فليبلغه من حضر. فجزاه الله خيراً" أ.هـ بتصرف.
وهنا يعلق العلامة ابن العربي قائلاً:
فانظروا -رحمكم الله- إلى هذا الدين المتين والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ، ومن رجل ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته لغريب مجهول العين لا يعرف مَن، ولا من أين؟، واقتدوا به ترشدوا" أ.هـ
وحكى الإمام عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله- عن الشيخ عبيد الله بن الحسن العنبري قال: "كنا في جنازة فسألته عن مسألة فغلط فيها. فقلت له: أصلحك الله، القول فيها كذا وكذا. فأطرق ساعة ثم رفع رأسه، فقال: إذاً أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل".
وفي ذلك أيضاً نُقولٌ طيبة عن الصحابة -رضي الله عنهم- والخلفاء الراشدين، منها أن عمر -رضي الله عنه- كان يرد النساء اللواتي حضن، ونفرن قبل أن يودعن البيت حتى أُخبِرَ بأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذن في ذلك فأمسك عن ردهن، وكان يفاضل بين ديات الأصابع حتى علم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره بالمساواة بينها، فترك قوله، واخذ بالمساواة.
وعثمان -رضي الله عنه- أمر برجم امرأة قد ولدت لستة أشهر، فذكَّره علي -رضي الله عنه- بالقرآن وأن الحمل قد يكون ستة أشهر فرجع عن الأمر برجمها.
وهذا يدل ويرشد على أمرين هامين:

1- أن مراجعة الحق فضيلة، ولا تنقص من قدر صاحبها، بل ترفع قدره، وتظهر إنصافه وإخلاصه وتحريه للحق.
2- أن كلاً يخطئ ويصيب إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وينبغي أن يعلم أن خطأ العالم لا ينقص قدره، بل يعرف له قدره، ويُتأدب معه، ويتجنب خطأه. واسمع إلى هذا الكلام النفيس من الإمام المنصف العلامة شمس الدين الذهبي في ترجمة العلامة ابن عبد البر -رحمه الله- قال: "كان إماماً ديِّناً، ثقة، متقناً، علامة، متبحراً، صاحبَ سنةٍ واتباعٍ، وكان أولاً أثرياً ظاهرياً فيما قيل، ثم تحول مالكياً مع ميلٍ بيِّنٍ إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك، فإنه ممن بلغ رتبة الأئمة المجتهدين، ومن نظر في مصنفاته، بان له منزلته من سعة العلم، وقوة الفهم، وسيلان الذهن، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده، لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه، ونغطي معارفه، بل نستغفر له، ونعتذر عنه"أ.هـ من سير أعلام النبلاء.

واللهُ وَلِيُّ التَوْفِيقِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]