التربية... توازن واعتدال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كريمة الشوكولاتة المنزلية.. طعم غني بلمسة طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          5 أسباب لظهور فقاعات في طلاء الحائط ونصائح لتجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وصفات طبيعية لتوريد الشفاه وترطيبها في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          5 خطوات لحماية شعرك في المصيف من المياه المالحة.. استمتعي بأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طريقة عمل مسقعة بالبشاميل والدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 أكلات غنية بالكولاجين الطبيعى لنضارة البشرة وترطيبها من الداخل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتهدئة الحبوب الملتهبة في الحر.. بدون مواد كيميائية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 تقنيات وحيل للحصول على مكياج احترافى على الطريقة الكورية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          مشكلة إجازة الصيف.. 5 خطوات تساعد أولادك يناموا بدري ويقللوا السهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          طريقة عمل مشروب الخيار والنعناع للترطيب عشان يهون موجة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2022, 09:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي التربية... توازن واعتدال

التربية... توازن واعتدال


الشيخ: محمد إسماعيل المقدم


إن التربيةَ في الإسلام لها منهج رباني المصدر، وقوامه تعبيد الإنسان لله -تبارك وتعالى- حق عبادته، وعمارة الأرض وخلافتها، وَفْق ما ارتضاه اللهُ لعباده، وهي أيضًا تؤصِّل العقيدة في النفوس، وترسِّخ الإيمان في القلوب، وتعظِّم شرعَ الله -عز وجل- عند عباده، وهي تشمل ميادين الحياة الدنيا، وكذلك الآخرة في توازن واعتدال، إلا أن الأمةَ الإسلامية باتت تتطفل على غيرها في مصادر التربية، وانهمكت في محاكاة الأمم الكافرة، فبقدر ما نَسَخَتْ منها بقدر ما حصل الخلل الفكري والمنهجي التربوي.

فأضحت التربية عديمة الجذور، تنزوي سريعًا كبناءٍ على غير أساس، مقام على أرضية رخوة يوشك أن ينهار؛ وذلك لأن المناهج التربوية الغربية مبناها الفَصْل بين الكون وخالقه، الذي قال -سبحانه وتعالى-: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.

المنهجية التربوية الإسلامية

أمَّا أبدع ما في المنهجية التربوية الإسلامية فهو انطلاقها مِن حَيِّز العبادة؛ فمنطلق هذا المنهج هو التعبُّد لله، وليس مجرد فكرة نظرية، وبذلك يكون الإنسان مُطَالَبا بأداء هذه العملية التربوية على أكمل وجهٍ كما بيَّنها القرآن والسُّنَّة، كما أنه منهج يجعل مِن المربي حَجَر الزاوية، والمحرِّك الأساس للعملية التربوية؛ ويلزمه امتلاك مَلَكة خاصة في التعامل مع مَن يربيهم، يدرك بها خطورة المهمة الملقاة على عاتقه، التي سيُسأل عنها يوم القيامة.

مما يُنصَح به المربي

ومما يُنصَح به المربي: تجنُّب العقاب البدني، وإن استخدمه فبالرفق، وللتربية والتوجيه؛ فالعقاب البدني الأهوج، والكلمات المهينة لها أثر نفسي قد لا يزول مَدَى العمر، بل يُنصح بالرفق في المعاملة، فإن المربي لا يندم أبدًا على سلوك الرفق بخلاف ما إذا سلك طريقًا آخر؛ فقد يندم بسبب عواقبه السيئة.

الترغيب والترهيب

ولا يمكن أن تتم أي تربية بغير الترغيب والترهيب، أو الثواب والعقاب، لكن بعض الناس يسيء فهمَ بعض النصوص، مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «واضربوهم عليها لعشر سنين»؛ فنجد الضرب منذ الثلاث سنوات والأربع سنوات، وعلى أمور في غاية البساطة، فإذا كانت الصلاة -وهي أهم أمر في الدين بعد التوحيد- لا يُضرَب عليها حتى سنَّ العاشرة؛ فما بالك بما دونها؟! وما بالك دون ذلك السنِّ؟!

ردَّ فعل النبي - صلى الله عليه وسلم

ولنتأمل: ردَّ فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما وَجَدَه مِن سفهاء الطائف، وعبيدهم وغلمانهم مِن الأذى والتهكم، والطرد، والحصى والحجارة، حتى دميت عقباه وتلطخت نعلاه بالدم، وسال دمه الزكي على الأرض، فأرسل الله له جبريل ومعه ملك الجبال، فناداه جبريل وقال: «إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال، فسلَّم عليَّ ثم قال: يا محمد، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يُخرج اللهُ مِن أصلابهم مَن يعبد اللهَ وحده، ولا يُشرك به شيئًا» (متفق عليه).

والسؤال هنا: ألا توجد القدرة على الانتقام؟

بَلَى، حتى إنه ضامنٌ أن اللهَ -سبحانه وتعالى- راضٍ عما يفعل؛ لأن الله أجاز له ذلك لما أرسل جبريل ومَلَك الجبال معه، بينما بعض الناس ينتقِم شفاءً لغليله، ويعرف أن الانتقامَ محرمٌ عليه، لكن هنا هو مطمئن تمامًا أنه لا وزر عليه أبدًا في الانتقام، وقادر على الانتقام، وأمره لا يرد، فالأسباب والدوافع للانتقام موجودة، ووسيلة الانتقام مضمونة تمامًا، وهناك حاجة موجودة إلى ردِّ الاعتبار وإلى شفاء الصدر من الكفار، ولكن الرحمة والشفقة في صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - للناس عمومًا، ورفقه حتى بالذين يعاندونه موجود!

الصغار أولى بهذه الرحمة

فبلا شك أن الصغارَ هم أولى بهذه الرحمة، وأولى بالرفق، وأولى بأن تتحرر مِن الدَّافع للانتقام؛ فممن تتشفى؟! مِن ابنك الذي هو فلذة كبدك، تتشفى فيه وتضره أبلغ الضرر؟!

فالقفز مِن التدرُّج المعروف في العملية التربوية إلى الضرب والعنف هو اعتراف بالفشل، فما بال بعض الناس يقصدون مباشرة إلى العنف والشِدَّة مع ما لذلك مِن آثارٍ جسيمةٍ وخطيرةٍ، تنعكس على الأسرة والأبناء؟!

فالشاهد: أن العقابَ عند بعضهم يتحول مِن عملية تربوية إلى عملية تشفٍّ، فصدره يغلي مِن خطأ ارتكبه هذا الطفل، فيفزع إلى الضرب، وهو في غاية العصبية؛ ليشفي غليله، وليس للتربية؛ فيظل يضرب إلى أن تهدأ ناره؛ فيُطلِق هذه الشحنة في جسد هذا الطفل بالضرب!

مِن أسوأ آثار العنف


ومِن أسوأ آثار العنف: ما نشاهده من هروب الطلاب من المدرسة أو التغيُّب عنها.

والأخطر: أنه يؤدي إلى صدمات نفسية تُسبب لهم عُقَدًا في حياتهم، وأيضًا: إحساس الطفل بالذل والهوان والحقارة، وتعرُّضه لاضطرابٍ الشخصية الخطير.

فالعقوبة البدنية قد تضر الطالب، وتنتج بُغضَ الطالب لمعلِمه، ويظهر ذلك في صورة مقاومة التعليم، وكراهية المدرسة، ومن ثم تنهدم علاقة الثقة والمحبة المرجوة بين المعلِّم وطلابه، فالعقاب يُشْعِر بفقدان الأمن.

والجو المشحون بالانفعال والتوتر له أسوأ الأثر على الشخصية في سنواتِ الطفولة والمراهقة؛ لأن هذه المرحلة في غاية الحساسية، فهذه المرحلة (ما قبل سنِّ الثامنة عشرة) هي التي يُوضَع فيها أساس الشخصية، وبعدها يصعب جدًّا أيُّ تعديل، إلا أن يشاء الله.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]