حذائي الأسود (قصة للأطفال) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يعني إيه؟.. Google Photos يحصل على ميزة تتيح للمستخدمين حظر وجه الاشخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيفية تجربة المساعد الصوتى الجديد Gemini Live على الأندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          4 تطبيقات فيسبوك رائعة لم تسمع بها من قبل.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أرقام تكشف عن حجم مستخدمى تيك توك في مصر 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احمى طفلك من الإنترنت.. هكذا تحمى أبنائك من التنمر على فيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لو هتعمل لطفلك حساب على فيس بوك.. 4 أدوات لازم تستفيد منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إيقاف تشغيل أزرار الكاميرا والمصباح اليدوى على شاشة القفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Google Pixel 7 Pro وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خلى بالك قبل نشر أى صور على السوشيال ميديا؟.. نصائح مهمة يجب مراعاتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كل ما تريد معرفته عن تحديث تطبيق خرائط أبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2022, 08:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,389
الدولة : Egypt
افتراضي حذائي الأسود (قصة للأطفال)

حذائي الأسود (قصة للأطفال)
يمام خرتش




وقَفنا في الطابور الصباحيِّ في أول يومٍ لنا في المدرسة، فوضع الفتى أمامي يديه في جيبَيه، وأخذ يحرِّك قدمه جيئةً وذهابًا، وأنا أتابع قدمَه بنظري.

أحببتُ بصراحةٍ هذا الحذاءَ الجديد الذي يرتديه بلونه الأزرق والفضيِّ اللامع، وقد رُسِم عليه من الخلف صورةُ الرَّجل العنكبوت، ثم زمَمْتُ شفتي امتعاضًا وأنا أرمُقُ حذائي الأسودَ، وقد اكتسى من جوانبه ببعض الغبار، ورُحتُ أتساءلُ:
كيف لي بحذاءٍ مثل هذا؟!
أعلمُ أنَّ أبي لن يوافِق على شراء واحدٍ جديدٍ لي، فلم يمض سوى شهرين على شراء حذائي، سيقولُ لي حتمًا: إنَّه ليس قديمًا ولا باليًا.
حسنًا.. ربما جعْلُه يبدو باليًا بعضَ الشيء ليست بالفكرةِ السيئة.

ذهبتُ بعد انتهاء الدوامِ إلى التلَّة الصغيرة المجاورة لحيِّنا، ثمَّ جلستُ وأخرجتُ مقصًّا صغيرًا من حقيبتي، ورحتُ أمزِّقُ الخيوطَ المُحاكة على أطراف مُقدمة الحذاء، فسمعت عندها صوتًا يقولُ:
آه! لقد آلَمتَني.

التفَت يَمنةً ويسرةً فلم أجد أحدًا، أكملتُ القصَّ، فإذا بالصوت يَعلو:
توقَّفْ يا هذا، ما تظن أنكَ فاعلٌ؟!

نظرتُ إلى الأسفل، فإذا بالحذاء يقولُ:
نعم، أنا هو صاحبُ الصوت، ألا ترى أنَّك تؤلِمني؟!
حذاءٌ يتكلَّم! هل أنا في حلمٍ؟!
وما الغرابة! لم لا أتكلَّمُ بعد أن فتحتَ فمي؟! بالمناسبة، لِمَ تمزقُني؟
ألا ترى أنَّكَ قبيحٌ جدًّا؟! لا أريدك.
إذًا، وداعًا.
ومشى بضعَ خطوات.
هيه، أنت! إلى أين؟ أوصِلني إلى المنزل ثم اذهب إلى حيث تشاء.
أتظنني حذاء بلا كرامة؟! تمزِّقُ فمي، وتنعتُني بالقبيح، ثمَّ تطلبُ منِّي أن أوصلك! دعني أذهب يا هذا.
إلى أين ستذهبُ؟ لن يَقبل أحدٌ أن يرتديَك بعد أن فُتح فمُك.
بل كثيرٌ هم، هنالك مَن يتمنى جوربًا، فما بالُك بحذاءٍ!

بدأَتْ تتوارد إلى مخيلتي أفكارٌ سوداء، ماذا إن رآني (وائل) في هذا البرد القارس، سيجعلُ منِّي عندها أضحوكةً وطُرفةً يتندَّر بها في المدرسة؟ بل ماذا إن دُسْتُ على قطعة زُجاجٍ مكسور وسال الدَّمُ من قَدمي؟! استَسْلمتُ للحذاء وناديتُه متوسِّلًا:
هيَّا أوصلني، أرجوك.
لن أوصلك قبلَ أن تجيبني عن أسئلتي.
أسئلة! حسنًا، لك ما تريد.
هل آلمتُك يومًا؟ ألم أتحمَّل البردَ طيلة فترة الشتاء القارس لكي أُبقي قدميك دافئتين؟ بل تذكَّرْ معي: كم مرَّةً ركَلْتَ الكُرةَ برأسي؟ أتظن أنَّ ذلك لا يؤلم؟! أهكذا يكون جزاء مَن أحسنَ إليك؟!

شعرتُ وقتها بالأسى يَعتصر قلبي، فعلًا ما ذَنبُه إن كان أسودَ اللون؟! هو مُريحٌ فعلًا ودافئٌ، فأردفتُ قائلًا:
هيا لنَعُدْ يا صديقي معًا، صدِّقني لا أريدُ سواك، سنصلحُك وستغدو جديدًا.

وبعدَ أن ابتسمَ لي موافقًا، قفَلْنا راجعَين إلى المنزل، وفمُه يفتحُ ويطبق طيلةَ الطريق، بينما تَبدو أصابعي كالأسنان بداخله.

كان أبي في انتظاري، وعندما رأى ما حلَّ بحذائي المسكين اقترح عليَّ شراءَ واحدٍ جديد، أجبتُه مبتسمًا وأنا أنظرُ إلى حذائي بطرف عيني:
لا يا أبي، لطفًا، أصلِحْه لي فقط، فأنا أحبُّ هذا الحذاء.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]