|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العاري من الفضيلة لا يمكن أن يستره شيء أ. مروة يوسف عاشور السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم على المجهود الذي تقومون به. أنا امرأةٌ مُتزوِّجة، ولديَّ طفل، تعرَّضتُ في صغري لتحرُّشٍ جنسيٍّ دون الإيلاج، أخبرتْني الطبيبةُ قبل الدُّخْلة أني عذراء، ثم عَرَفْتُ يومَها أني لستُ عذراء! لم يُصَدِّق زوجي، فأخبرتُه بأمر التحرُّش، فأحْضَر أهلي، وأخْبَرهم بالأمرِ، ثم أخبرني بحُبِّه، وستر الأمر، لكنه صار يُعاملني بقسوةٍ وإهمالٍ، يتركني وحدي في البيت، ويَحرِمني مِن زيارة الأهل والأقارب، لا يَقرَبُني إلا قليلًا جدًّا، وله عَلاقاتٌ جنسيَّةٌ كثيرةٌ مع كثيرٍ مِنَ الفتيات، أرغمني على الإتيان من الدُّبُر، وأشياء أُخَر، وكنتُ أوافقُ مُرْغَمة؛ لئلَّا يبحث عن الحرام، لكني كرهتُ ذلك، بالإضافة إلى أنه كثير الشتم واللعن وسب الدين، والعياذ بالله، أرجو النصيحة، ماذا أفعل؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لم تدَعي لي مجالًا أن أقترحَ حُلولًا لصلاحِه، أو إمكانية الحياة معه! "والعاري مِن الفضيلة لا يُمكن أن يسترَه شيءٌ"؛ كما يقول (فرانكلين), فلن يستترَ زوجُكِ وراء تلك الأقنعة التي يحاول أن يتقنَّع بها، ويُخفِي مساوئ لن تلبث أن تظهرَ، كلما وَارَى منها شيئًا ظهر غيره؛ ليفضح تلك الرذائل، التي لا تؤهله ليكون زوجًا، فضلًا عن أبٍ! ليس هناك داعٍ لمناقَشة كلِّ بليَّة على حدة؛ فقد طفح الكيلُ بما ذكرتِ، وليس بعد الكفر ذنبٌ, وقد أتى زوجُكِ بكلِّ أنواع الرذائل، وحواها في شخْصِه؛ فماذا تنتظرين لتفرِّي بدينكِ ونفسكِ وولدكِ من هذا المتجسِّد في صورة رجل، وليس فيه من صفات الرجولة الحقيقية شيءٌ؟! أعتذر إن لم يكن لديَّ الكثير لأقوله لكِ؛ فقد أصبتُ بالغثيان وأنا أتنقَّل مِن مُصيبةٍ لأخرى, ولستُ أتعجَّب من شيءٍ إلا مِن تعجُّبي لشدة صبركِ على هذا الحال الذي لا تستقيم معه الحياة ولا تصلح, أكلُّ هذا الصبر؛ لأنه أعلن أمام أهلِكِ - بعد أن فضحكِ - بأنه متمسِّكٌ بكِ؟ وأي تمسُّك هذا الذي تشكرينه له، بعد أن تفَنَّن في تعذيبكِ بما يفعل ويقترف؟ وما أرى فعلتَه تلك - والتي هي أشبه بأفلام الدراما السخيفة - إلا لمحاولة الضغط عليكِ، وأن تتذكَّري له موقفًا طيبًا حاول فيه أن يسترَ عليكِ، وإنما يحاول أن يداري أفعالَه الخبيثة بذلك التمثيل القبيح! اعلمي - رحمك الله - أن هذا الرجل لا يُرجَى صلاحُه، ولا تُنتَظر توبتُه، إلا أن يشاء الله, فمِن أكبر الظُّلْم لنفسكِ وولدكِ الاستمرارُ في تلك الحياة معه على هذا النحو المَقِيت, ولِمَ تجبر المرأة نفسَها على الحياة مع رجلٍ بهذا السوء؟ ألمُجَرَّد ألا تحمل لقب مطلَّقة؟ يا أختي الفاضلة، صدِّقيني لم أرَ في الطلاق رحمةً أكثر مما رأيتُها في هذا الوضع! وأما الإتيان في الدبُر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ملعونٌ مَن أتى امرأة في دُبُرِها))؛ صححه الألباني. وأما عن سبِّ الدين؛ فقد قال الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "سبُّ الدين كفرٌ أكبر، ورِدَّة عن الإسلام، إذا كان السابُّ مسلمًا، فإنه يرتد ويصير كافرًا...، فسبُّ الدين يُبطِل الأعمال؛ سبُّ الدين كُفْرٌ، والكفرُ يُبطِل العمل إذا مات عليه صاحبُه؛ إذا مات الكافر على كفرِه بطل عمله، أما إن تاب قبل أن يموتَ بَقِي له عمله الصالح". فخُلاصةُ نصيحتي لكِ أن تنجي بنفسكِ، وأن تحفظي ما بَقِي مِن دينكِ، وتستعيني بالله وحده، ولا تجالسيه في بيته يومًا, وثقي أن الله سيُعَوِّضكِ خيرًا، وسيُخلِف عليكِ برجلٍ صالحٍ, لكن تذكَّري ألا تعترفي - مستقبلًا - بأمرٍ ستره الله عليكِ؛ لئلَّا يستغله أحدٌ على نحو ما صار. وفي جميع الأحوال، فإن السترَ على النفس مطلبٌ وواجب شرعيٌّ, فلا تغترِّي بوعودٍ ليس في مقدوره الوفاء بها! وفَّقكِ الله، وخلَّصكِ مِن هذا الزوج، وأخْلَفَ عليكِ خيرًا والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |