|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خاطبي انطوائي، فهل أتركه؟ أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال: السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ خُطِبت لرجلٍ محترمٍ، طيِّب وخَلُوق، وهذا بشهادة الجميع الذين يعرفونه؛ لأنني لم أكنْ أعرفه، ولكن بسماعي لأخلاقه تحمَّستُ وقَبِلتُ، وكان أبوه هو الذي اختارني له. بعد الخِطْبة لاحظتُ عليه أنه قليل الكلام، أو بالأحرى لا يتكلم إلا إذا تكلَّمتُ معه، وبعد أسبوع أو شهر عندما سألتُه عن السبب، لم يكنْ ردُّه مُقنعًا لي، وأشعر بأنه يتحاشَى الدخول في حوارات معي! أصبحتُ في حَيْرةٍ مِن أمري، أخاف مِن ذلك، علمًا بأنني متحرِّجة، وأخاف أن يكونَ بعد الزواج على هذا الحال؛ لأنني أُريد أن أدخلَ معه في نقاشٍ عن العمل؛ وأتمنى أن يكونَ ردُّه إيجابيًّا. هو راضٍ بهذا الوضْع، حتى إني أصبحتُ أنا الأخرى لا أتكلَّم معه؛ خوفًا مِن أن أجرحَ شعوره، أو يظن بي سوءًا. المهم أنني أصبحتُ في حيرةٍ، وعندما أخبرتُ أبي عن الأمر، وأنني سوف أنهي الخِطْبة؛ قال لي: إنَّ مُطالبتَك له بأن يتكلَّم معكِ أمرٌ غير مقبول شرعًا! فكيف لي أن أعرفَ أن هذا البرود سوف يتغيَّر بعد الزواج؟ مع العلم بأنه لا يتكلَّم أو يُناقش! أرجو أن تفيدوني في أمري. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا بك ومرحبًا أختي في قسم استشارات الألوكة، وبعدُ: فبدايةً لا أُخفِي عنك - أختي - أن التحاورَ جميل في الحياة الزوجية، وهو يبعث على الأُلْفَة بين الزوجين، خصوصًا إذا كان التحاوُر عن موضوعاتٍ ثقافية وحياتيةٍ، وتبادُل للخبرات والمعلومات، لكن الزواج لن يتوقَّف على هذا الأمر فقط، فالمُعامَلةُ والمواقفُ العملية هي الأساس، وكم مِن رجلٍ لا يعرف إلا الكلامَ الجميل المنمَّق، وعند الشدائدِ والمواقف لا وجود له! وكم مِن زوجٍ صامتٍ، ولكنه موجودٌ، يُشعر زوجتَه وأولاده بالأمان، ويُغدق عليهم الحبَّ والحنان، بتصرفاتٍ وأفعالٍ تكون أبلغ من قواميس اللغات كلها! والزوجةُ لا تريد مِن زوجها أكثر مِن حبِّه وحنانِه واهتمامه بها ومِن إشعارها بالأمان في كنفِه؛ لذا فرَجُلُ المواقف أفضلُ ألف مرة مِن رجل الكلمات المنمَّقة والكلام المغلَّف بعبارات الهُيام، والأفضلُ مِن هذا كله أن يجتمعَ في الرجلِ الكلامُ والمواقف، ولكن ليس كلُّ ما يتمنَّاه المرء يُدركه، والكمالُ لله وحده، وعلينا ألَّا نطلبَ الكمال في الأشخاص؛ فلا أحد كامل. واعلمي - أختي - أن الزواجَ لا يقوم على الكلام وكثرته، رغم أهميته، لكنه يقوم على الدِّين والأخلاق، وحديثُ رسولنا الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - منهجٌ لنا، وقَبَس نهتدي به في اختيار الزوج؛ حيثُ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينه وخُلُقه فزوِّجوه))، ولم يتطرقْ إلى كلامه أو صمتِه. واعلمي أيضًا، أنَّ الكثير مِن الناس لا يتكلَّمون في كلِّ الأمور، وقد يكون خاطبك مِن هؤلاء، فإن لم يكنْ له معرفةٌ ودرايةٌ بالأمر لا يخوض فيه، وإن تطرَّق الموضوعُ إلى عمله واهتماماته أفاض وأسهب، وهذا سيتوقف على ذكائك وفطنتك أنتِ ومدى نجابتك، وكيف تجعلين ما تحبين الخوض فيه من اهتمامات زوجك المستقبلي. وهناك أيضًا بعضُ الرجال الذين يمنعهم الخجلُ مِن الكلام، ومتى زال الخجل تكلَّموا، وإن كان خاطبك من هؤلاء؛ فهو سيحتاج مدةً ليعتادَ عليك، والحياءُ ليس عيبًا في الرجل، ولا يُقلِّل مِن قيمته ومكانته، فسيدنا عثمان - رضي الله عنه - اشتهر بحيائه. وقد يكون خاطبك - وقد اقترحك عليه أبوه - يشعر بضيقٍ مِن هذا، خصوصًا إن أقبل على الخِطْبة طاعةً لوالده، دون رغبةٍ منه وإرادة، فإن كان الأمرُ كذلك فسيحتاج منك صبرًا ورويَّةً، فهو بحاجة ليُدرِك أن والده على حقٍّ في اختياره لك، وأنك تتمتعين بصفاتٍ أرادها الأبُ أن تكونَ في زوجة ابنه، وهو لن يختارَ لولده إلا الأفضل والأحسن. وفي جميع الأحوال أقول لك أختي: تروِّي في حكمِك على خاطبك، ولا تتسرَّعي في فسخ الخطبة، وأعطي لنفسِك وله فرصةً أطول، ضعيه فيها وتصرُّفاته تحت المِجْهر، ثم قرِّري بعد ذلك ما تُريدين فعله. وعليك اللجوء الدائم إلى الله تعالى، واسأليه أن ينيرَ طريقك، ويُرشدك إلى الصواب دائمًا. أسأل الله تعالى لك الوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |