باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137891 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42199 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5455 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-02-2022, 04:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين)

باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح



وعن أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بيرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة إلى رسول الله، فقال: إن الله يقول في كتابه: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾.

وإن أحب أموالي إلي بيرحا، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله؛ حيث شئت؛ قال رسول الله: «بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

وفي رواية لمسلم: قال أبو طلحة أرى ربنا يسألنا من أموالنا، فأشهدك، يا رسول الله، أني قد جعلت أرضي، بريحا، لله......

وعن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدةً في زمان رسول الله، فذكرت ذلك لرسول الله، فقال: «لو أعطيتها بعض أخوالك، كان أعظم لأجرك».


شرح ألفاظ الحديثين:
((كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا)): وفي رواية للبخاري: "أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل"؛ ( حديث2769).


((وكان أحب أمواله إليه بيرحا)): بيرحا: بفتح الباء وإسكان الياء وفتح الراء، واختلف في ضبطها على أوجه كثيرة: فرويت هذه الكلمة بفتح الباء وكسرها، وبفتح الراء وضمها وبالقصر فيما سبق، وبالمد (بيرحاء)، وهذه ثمان لغات، وفي رواية مسلم الأخرى (بريحا) بفتح الباء وكسر الراء، وتقديمها على الياء، وفي سنن أبي داود (باريحا) مثل التي قبلها، لكن بزيادة ألف، فصارت عشر لغات.


ومنهم من جعلها كلمتين في الأصل (بير) كلمة و(حاء) كلمة أخرى، ثم صارت كلمة واحدة، نقل ذلك أبو على الصدفي عن أبي ذر الهروي، وعليه يكون الرفع والنصب في كلمة (بير) تبعًا لإعرابها، فمن رفعها جعلها اسمًا لكان، وكلمة (أحب) خبرها، ومن نصبها جعلها خبرًا لكان، وكلمة (أحب) اسمها، هكذا قالوا، واختلفوا في معنى (حاء)، فقيل: اسم امرأة، وقيل: رجل أضيف إلى (بئر)، وقيل: كلمة زجر للإبل؛ لأنها كانت ترعى عند البئر، فزجرت بهذه الكلمة.


وبيرحاء: حائط نخل أمام مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة رضي الله عنه، سُمي بهذا الاسم وهو بموضع يعرف بقصر بني جديلة؛ [انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير تحت مادة (برح)، وانظر الفتح ( 3/ 140 )، و(حديث 1461) وكذلك ( 5/ 485)، وحديث( 2769)، وانظر المفهم ( 3/ 41)].


((أرجو برها وذخرها)): أي ثوابها وأجرها.


((بخ ذلك مال رابح)): (بخ): بإسكان الخاء، ووجه آخر بتنوينها مكسورة، وحكى القاضي عياض بكسر الخاء بلا تنوين، وذكر خلف الأحمر التشديد فيها، وروي برفعها، فهذه لغات فيها، وإذا كررت فالاختيار التحريك والتنوين في الأولى والتسكين في الثانية، تقول: ( بخ بخ )، وسكنت الخاء كسكون اللام في (هل) و(بل)، ومن قال: (بخ ) بكسره منونًا، شبَّهه بالأصوات كـ ( صه ) و( مه)، ومعناه: تعظيم الأمر وتفخيمه؛ [ انظر الفتح 5/485(حديث 2769) والمفهم ( 3/ 42)].


((ذلك مال رابح)): بالباء الموحدة، وهذه رواية مسلم وفي رواية عن مالك في البخاري والموطأ وغيرهما بالمثناة ( رايح )، والمعنى رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة إن لم تبذله، والأول أشهر ذلك مال رابح؛ أي سبب في الربح في الآخرة.


((فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه)): وفي رواية مسلم الأخرى: ((فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب))، وحسان وأبي يجتمعان مع أبي طلحة في جدهم: (عمرو بن مالك بن النجار)، وهو السابع من آبائهم، وقيل: إن حسان يجتمع معه في الجد الثالث وهو (حرام)، وأبي في الجد السابع وهو (عمرو)؛ [انظر المفهم 3/ 43].


((أنها أعتقت وليدةً)): أي أعتقت جارية.
((لو أعطيتها بعض أخوالك)): أخوال ميمونة كانوا من بني هلال، واسم أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، ذكر ابن سعد في الطبقات؛ [انظر الفتح ( 5/ 269) حديث ( 2592)].


وجاء عند البخاري في رواية الأصيلي: "أخواتك" بدل "أخوالك"، وقال القاضي عياض: ولعله أصح بدليل رواية مالك في الموطأ: "أعطيتها أختك"، وذكر النووي أن كلا اللفظين صحيح، ولا تعارض بينهما، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك كله؛ [انظر شرح النووي لمسلم 7/ 88].

من فوائد الحديثين:
الفائدة الاولى:في حديثي الباب دلالة على أن الأفضل جعل الصدقة في الأقربين؛ لأنه صدقة وصلة، ولا سيما إذا كان الأقارب محتاجين، ففي حديث ميمونة وعتقها للجارية مع ما في العتق من فضل عظيم، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين لها الأفضل، وأن تعطيها أخوالها، وأن هذا أعظم لأجرها، وجاء في رواية النسائي ما يبين حاجتهم، ففي رواية النسائي: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا فديت بها بنت أخيك من رعاية الغنم"،فبينت الرواية احتياج قرابتها إلى من يخدمهم.


الفائدة الثانية: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على أن الأولى بالصدقة الأقارب، وإن بعدوا في النسب، ووجه ذلك أن أبا حسان وأبي بن كعب يجتمعان مع أبي طلحة في الأب السابع، ومع ذلك كانت الصدقة لهما.


الفائدة الثالثة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على جواز الصدقة المطلقة وهي التي لم يبين مصرفها، ووجه ذلك أن أبا طلحة قال: ((إن أحب أموالي إلي بيرحا، وإنها صدقة لله))، ولم يعين أبو طلحة أحدًا، حتى أشار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم.


الفائدة الرابعة: وفي قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على جواز الوكالة؛ حيث إن أبا طلحة وكل النبي - صلى الله عليه وسلم - في التصرف بالصدقة، فقال له: "فضَعْها يا رسول الله حيث شئت"، وأن الوكالة أيضًا لا تثبت إلا بالقبول، فهي لم تقع؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - ردها، فقال: "إني أرى أن تجعلها في الأقربين".


الفائدة الخامسة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - بيان ما كان علية الصحابة من المبادرة والمسارعة في الإنفاق، وتأثير الآيات وما فيها من الوعد على قلوبهم، فترجمت هذه القلوب ما فيها من التأثير إلى عمل، فلا عجب أن يسطر الصحابة أروع الأمثلة في مجالات الخير، وما ذاك إلا لسلامة قلوبهم، فتأثروا بالآيات، فجاء لنا التاريخ بأعجب الصور وأروع الأمثلة، وفي جميع مجالات الخير، وها هو أبو طلحة يضرب لنا في الصدقة مثلًا.


الفائدة السادسة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - ما يدل على أن المربي ينبغي له أن يحفز من تحت يده لعمل الخير، ويشجعهم ويحفزهم بعد عمل الخير أيضًا، إن لم يكن في ذلك مفسدة، ووجه ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صوب صنيع أبي طلحة - رضي الله عنه - وشكر فعله وعظمه بقوله: ((بخ ذلك مال رابح)).


الفائدة السابعة: استدل بحديث ميمونة- رضي الله عنها- على أن الصدقة على الأقارب أفضل من عتق الرقاب، وهو قول الإمام مالك، بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرشد ميمونة إلى الصدقة على الأقارب، وأنها أعظمها أجرًا حينما علم أنها أعتقت الجارية، ونوقش هذا الاستدلال بأنه ليس على إطلاقه، وأن حديث ميمونة واقعة عين لا تدل على حكم مطلق، وإنما لأن أقاربها أحوج؛ كما دل على ذلك رواية النسائي السابقة، وأن العتق قد يكون أفضل، وذلك يختلف باختلاف الأحوال.


الفائدة الثامنة: في حديث ميمونة - رضي الله عنهما- دلالة على جواز تبرع المرأة بمالها من غير إذن زوجها فميمونة أعتقت الجارية، ثم ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الزكاة)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]