|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقبل خاطبًا جرحني أهله؟ د. رحمة الغامدي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ لم أبلغ العشرين مِنَ العمر، تعرَّضتُ لمشكلةٍ آلمتْني كثيرًا. تقدَّم شابٌّ لخِطْبتي، وهو خَلوقٌ ومتديِّنٌ، وقد وافق عليه والداي دون أخْذِ رأيي في الأمر؛ فرفضتُه، فظنَّا أني سعيدة وأني أحبه، وأنَّ رفضي له تدلُّل عليهما، ويرفضانِ الكلام معي حول هذا الموضوع، حتى إن أمي قالتْ لي: أنتِ ما زلتِ صغيرة، ولا تعرفين مصلحتكِ! هو يحبُّني كثيرًا، لكن رفضي له ليس لسببٍ فيه أو عيبٍ، فأنا لا أحبه، كما أن أخواته منذ سنوات تكلَّمن عليَّ بسوءٍ وقَذَفْنَني، وبَقِي هذا الجُرْح في قلبي لم يَنْدَمِل! بعد ذلك تعرَّفتُ على شابٍّ عنْ طريق الإنترنت؛ لأنتقمَ مِنْ نفسي، أو من أهلي، أو منه هو! المهم تعلَّقتُ به كثيرًا، ولم أعدْ قادرةً على ترْكِه. لا أعلم ماذا سأفعل؟ كيف سأتصرَّف؟ هل سأعيش سعيدة إذا قَبِلتُ، أو سأكون تعيسة؟ أتمنى إفادتي وإرشادي لما هو خير لي، وشكرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي العزيزة، اسمحي لي أن أقولَ لكِ: إن أمكِ صادقةٌ عندما قالت: إنك ما زلتِ صغيرة، ولكن هذا ليس عيبًا، إنَّ ما تعرَّضتِ له ليس مشكلة، فقد تمَّت خِطْبتكِ من شابٍّ - حسب قولكِ - خَلوقٍ، وأهلُك راضون به، وكون أهلكِ لم يأخذوا رأيَكِ في الزواج، أو أنه صار لكِ موقفٌ مع أَخَوات خاطبكِ، فهذه الأمور لا تعيبه أن يكونَ زوج المستقبل، فلا تَخلِطي الأمور، بل افصلي بينها. مِنَ الخطأ أن تجعلي سببَ رفضِكِ الزواج بسبب عدم استشارة أهلِكِ لكِ؛ فأنتِ لا تعلمين لماذا لم يستشيروكِ، ولكن ركِّزي وثِقِي تمام الثقة أنَّ هدفَ كلِّ أمٍّ وأب هو مصلحة أبنائهم، وأمَّا إيذاء أخواته لكِ - كما ذكرتِ - فأمرٌ قديم، ولكي نعيش لا بدَّ أن ننسى، لا تقولي: لا أستطيع! بل تستطيعين إذا أردتِ، لنفتحْ صفحةً جديدة مع الآخرين، وثقي أنَّ الألم من كلامِ وتصرفاتِ الآخرين هو النتيجة التي يريدونها لكِ، فلا تحقِّقي مُرادهم، وتُرهِقي نفسكِ وتَعِيشي الحزن بسببٍ مثل هذا، لا، بل انظري للجوانب الإيجابيَّة الأخرى في الحياة، واشغلي نفسكِ بها، في كل يوم ابحثي عما يسعدكِ، وابتعدي عما يحزنكِ مِنْ قولٍ أو فعلٍ. إنَّ تضخيمكِ لمِثْلِ هذه الأمور، وشعوركِ بالنقص، وعدم التقدير مِنَ الآخرين؛ هو ما دفَعكِ للتواصل مع شابٍّ على الإنترنت، لكن كل ما أريدكِ أن تُرَكِّزي عليه - وهو سبب تعبكِ - هو عدم مُوازنتكِ للأمور، واندفاعك وراء رغباتكِ البعيدة، التي تعلمين أنها تُدَمِّر حياتك، أين خوفكِ مِنَ الله؟ أين تقديركِ لذاتكِ عندما غضبتِ مِنْ والديكِ لعدم استشارتهما لكِ؟ أليس ما تفعلينه مِنْ تواصُلكِ المحرَّم أسوأ وأكثر إيذاءً لنفسكِ حتى من كلام أخوات خاطبكِ؟ إنَّ قياسكِ للأمور فيه نقْصٌ، وجيِّد أن فَكَّرْتِ في حلٍّ، وطلبتِ الاستشارة قبل فوات الأوان. غاليتي، قد أكون قَسَوْتُ عليكِ في الاستشارة، ولكن أريدكِ أن تثقي أن اتجاهَكِ نحو الشابِّ الذي تعرَّفتِ عليه مِنْ خلال الإنترنت هو شُعور كاذب، وله دوافعُ كثيرةٌ، ومثلكِ يعلم خطورةَ هذا الأمر، وكثرةَ خِداع الشباب للفتيات في مثْلِ هذه المواقع، ويَكفِيكِ أن هذا الأمر يُغضِب الله، فلا تستمرِّي فيه، وثقي أنَّ مَنْ ترَك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، ووصيتي لكِ بالرجوع إلى الله، وكثرة الدُّعاء بإصلاح الحال، واختيار المناسب لكِ، كأن تقولي: "يا حيُّ يا قيوم، برحمتِكَ أَستَغِيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَة عينٍ"، اقرئي عن الإيجابية، والسعادة، وتقدير الذات، وبناء الثقة بالنفس، وخاصة المواضيع التي تعلِّمكِ كيف تتَّخذين قراركِ، مع دُعائي لكِ بالسداد والتوفيق في حياتكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |