هل أستطيع أن أبلغ ثواب المتزوجة ؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1397 - عددالزوار : 140611 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-01-2022, 04:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,171
الدولة : Egypt
افتراضي هل أستطيع أن أبلغ ثواب المتزوجة ؟!

هل أستطيع أن أبلغ ثواب المتزوجة ؟!


أ. عائشة الحكمي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لا أخفيكم أنني ككلِّ الفتيات، تخطر ببالي فكرةُ الزواج، وأعتبره مِن أجمل ما يحصُل للإنسان، لكنني لا أمتلك المواصَفات اللازمةَ، وقد أعْرَضَ عني مِنْ قبلُ أكثرُ مِن خاطِبٍ؛ لأجْلِ شكلي، ولن أستطيعَ تَكرار ذلك، إضافة إلى عِلْمي مؤَخَّرًا أنني قد لا أتمكَّن مِنَ الإنجاب مُستَقْبلًا - إن قدَّر الله! ولذلك أرغب في تبنِّي طفلٍ وطفلة - إن شاء الله.
فهل يُعَدُّ ما أفكِّر فيه هدفًا طيبًا؟ وما توجيهكم لي في هذا الأمر؟ وهل تستطيع فتاة (عازبة) طول حياتها أن تبلغَ ثواب الأم والزوجة؟

أفيدوني مأجورين.


الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان

أيتها العزيزة، هل ارتقيتِ إلى علم الغيب، فعلمتِ أنكِ لنْ تتزوجي! ولن تُنجِبي؟! كلَّا! فبأيِّ وسيلةٍ توصَّلتِ بها إلى معرفةِ ذلك؛ لكي تخطِّطي اليوم - وأنتِ في رَيعانِ عُمُركِ - لتبنِّي طفلينِ؟! ما أرى لكِ مِن وسيلة تطَّلعين بها على الغيبِ إلا أن يكونَ تفكيرُكِ هذا مِن سوء الظنِّ بربِّ العالمين! وقد قال ابن القيِّم - رحمه الله تعالى ورضي عنه – في "الجواب الكافي": "أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به؛ فإنَّ المسيءَ به الظنَّ قد ظنَّ به خلاف كماله المقدَّس، فظنَّ به ما يناقض أسماءه وصفاته، ولهذا توعَّد الله - سبحانه - الظانِّين به ظنَّ السَّوءِ بما لم يتوعَّد به غيرهم، كما قال - تعالى -: ﴿ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [الفتح: 6]!".
فإن كان ظنكِ بالله - تعالى - أنه يُعجِزه - سبحانه - أن يرزقكِ الزوج الصالح والابن الصالح؛ فأنتِ وظنكِ! لكن لا تلومي إلا نفسكِ! واعلمي - أصلحكِ الله - أن مُصالحة النفس لا تَعنِي إساءة الظن بخالِق هذه النفس! ولكن تعني تسليم الأمور إلى ربِّ العالمين، والسعيَ بما فيه خيركِ، وصلاح أمركِ، ثم الرضا بالقضاء والقدَر.
ولستُ أفهم لم تَحصُرين أنتِ والفتيات أهدافَ الحياة في موضوع الزواج؟! أُدْرِكُ جيدًا أنه لا توجَد فتاة إلا وتَتُوق نفسها إلى الزواج، لكن الزواج مِن مهمات الرجال؛ لأن الرجل هو مَن يخطب المرأة، وهي مَن تجيب! فلا تُتعِبي نفسكِ في الاحتيال للظفر بعروس الأحلام! ولكن اجعلي لنفسكِ أهدافًا تعبُّديةً يمكنكِ تحقيقها، ويمكن أن يتحقق مِن خلالها حلمُ الزواج!
أما التبنِّي فلا يجوز في شريعة الإسلام، إنما يمكنكِ - عوضًا من ذلك - أن تَكفُلي تربية يتيمٍ، وتقومي بأمرِه؛ فلقد "كان العلماء يستحبُّون أن يضمَّ الإنسان إليه يتيمًا إذا أمكنه ذلك، كأن يذهب إلى دُور الأيتام، ويأخذ يتيمًا فيضمه إليه؛ حتى يضع الله الخير والبركة في بيته"؛ ["شرح زاد المستقنع"، للشنقيطي]، و"كفالة اليتيم هي القيام بأموره، والسعي في مصالِحِه من طعامه وكسوته، وتنمية ماله إن كان له مالٌ، وإن كان لا مال له أنفق عليه وكساه؛ ابتغاء وجه الله - تعالى"؛ [الكبائر"؛ للذَّهَبي].
وذلك لِما في كفالة اليتيم من الفضل والأجر، فكفالةُ الأيتام مِن سمات الأبرار الذين وصفهم الله - تعالى - بقوله: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ ﴾[الإنسان: 6 - 10]، ولهؤلاءِ الأبرار من النعيم ما وصفه الله في السورة نفسِها؛ حيث يقول - عز من قائل سبحانه -: {﴿ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإنسان: 11 - 22].
وفي كتاب "الترغيب والترهيب"؛ للمُنذِري من استقصاء للأدلة على فضل كفالة اليتيم؛ ما فيه غُنْية لمن أراد الوقوف على معرفتها.
يبقى سؤالكِ الأهم: "هل تستطيع فتاة (عازبة) طول حياتها، أن تبلغ ثواب الأم والزوجة؟".
فالجواب - وبالله التوفيق -: إذا استوت العَزَب([1]) والمتزوِّجة في سائر الصفات كالعبادات والابتلاءات؛ زادت المتزوجةُ على العَزَب في الفضل بزيادة الحقوق والواجبات عليها، إلا أن هذا الأمر لا يمكن الجزم به؛ فكم من امرأة متزوِّجة مقصِّرة في عبادة ربها! وكم من متزوجة ناشز، لا تأوي بيتها، ولا تطاوع زوجها! وكم من متزوجة مهملة تركتْ تأديب أبنائها، في حين قد تكون هناك عَزَبة ديِّنة، متعبِّدة، صالحة، خيِّرة، فهل تستوي هي والمتزوجة المفرِّطة؟!
ثم إنَّ الثواب يكون على قدر الابتلاء، والابتلاء يكون على قدر الإيمان؛ لذا قد يكون الزواج ابتلاءً للمتزوِّجة، وقد تكون العزوبة ابتلاءً للعزبة، ومَن صبر على الابتلاء كان ثوابُه أعظم ممن أصبح ساخطًا على ربه! وحتى يرزقكِ الله - تعالى - زوجًا صالحًا - إن شاء الله - فليس من واجبكِ لتؤجري سوى الاستعفاف؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾[النور: 33].
"والاستعفاف هو ترْكُ المنهي عنه، كما في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَن يَستَعفِفْ يعفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغْنِه الله، ومَن يتصبَّر يصبِّره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))؛ "فالمستغني" لا يستشرف بقلبه، و"المُسْتَعِفُّ" هو الذي لا يسأل الناس بلسانه، و"المتصبِّر" هو الذي لا يتكلف الصبر"؛ ["مجموع الفتاوى"؛ لشيخ الإسلام].

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله، وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.


([1]) ورد في "تصحيح التصحيف وتحرير التحريف"؛ للصفدي ما نصه: "يقولون للذي لا زوج له: عازب، وللمرأة: عازبة، والصواب: عزَب، والأنثى عزَبة.

قال الشاعر:
هنيئًا لأربابِ البيوتِ بُيُوتُهم
وللعَزَبِ المسكين ما يتلمَّسُ


وقد يقال للأنثى: عزب أيضًا؛ لقول الشاعر:
يا مَن يدلُّ عَزَبًا على عَزَبْ".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]