|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل عودتها من رابع المستحيلات؟ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال أحببتُ فتاةً، وتكلمتُ مع أمها لخِطبتها، وكانت الأمور ميسَّرة، والفتاةُ فرحةً للغاية، وهي مَن طَلَبَتْ مني أن أتكلمَ مع أهلها، وفجأةً حَصَلَ سوء تفاهُم، يعلم الله أني مظلومٌ فيه بشهادة الجميع، وتدخَّلت والدتي، ولكن مشاعر الفتاة تغيَّرتْ بعد أن كانتْ تحبُّني، وسمعتُ أنها يُعْجبها أني مهتمٌّ بها، وفسرته بالضعف، وظللتُ أدعو الله - تعالى - وأتحرَّى الأوقات المجاب فيها الدعاء والصدقات، وقيام الليل، ولكن تمَّ الردُّ بالرفض التام مِن قِبَلِ أخيها على والدتي، وأن أتركَها وأتجنبها، وأنا في كربٍ مِن حينِها! هل أستمر في الدعاء لعل الله أن يهديها ويردَّها لي ويُحبِّبها فيَّ؟ أو أنَّ ما حدَث قَدَرٌ، ولا يمكن تغييرُه؟ وهل هناك أملٌ أن ينصلحَ الحال؟ أو إنه من رابع المستحيلات كما قال الجميع؟ ماذا أفعل؟ علمًا بأنِّي أحبُّها جدًّا ومتعلِّقٌ بها؟ وكلُّ ما أريده هو أن يرُدَّها اللهُ لي. الجواب الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فلا يستطيعُ أيُّ أحدٍ - مهما كان علمُه، وعظُمتْ خبرتُه، وتنوعتْ ثقافتُه - أن يُخبِرك: هل هناك أملٌ في أن ينصلحَ الحال أو لا؟ سيَّما وأنت لَم تذْكُرْ تفاصيلَ المشكلة التي جعلت الفتاةَ ترفُضُ كلَّ هذا الرفض؛ مِمَّا حَدَا بالجميع أن يقولوا: من رابع المستحيلات أن تعودَ لك - كما ذكرتَ. عمومًا؛ إن كان مَن يعرفون الفتاة، ويعرفونك قالوا هذا، وكانوا حقًّا يعرفونها جيدًا، فأنفَعُ العلاج وأنجعُه - في ظنِّي - هو أن تستجيبَ لقولهم، ودَعِ الأمر، ولا تفكِّر فيها، وأشعِر نفسك اليأسَ منها، ما دَامَ لا يُوجَد سبيلٌ للزواج بها، والنفس مَتَى يَئِسَتْ من الشيء استراحتْ منه، ولم تَلتفِت إليه، وكما أنه لا يَملِك أحدٌ معجزاتٍ لجلب قلبِها إليكَ؛ فلا يستطيع العالَمُ أن يجعل اليأس رجاءً، ولا العدوَّ صديقًا، ولا البعيد قريبًا، واستعنْ - في النُّفرة - منها بتذكُّر قبائِحها، وكلِّ ما يدعوك إلى النُّفرة عنها، ولْتعلم أنك إنْ طلبتَ عيوبَها وتأملتَها، وجدتَها أضعافَ محاسِنِها التي دعتْك لحُبِّها؛ فالمحاسنُ داعيةٌ للحب، والمساوئُ داعيةٌ للبغض والنُّفرة. وقد سُئلَ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه - عمن أصابه سهمٌ من سهام إبليسَ المسمومةِ، فأجاب: "مَن أصابه جرحٌ مسمومٌ، فعليه بما يُخرج السمَّ، ويبرئ الجرح بالتِّرياق والمرهمِ، وذلك بأمور: منها: أن يتزوجَ أو يتسرى؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا نظر أحدُكم إلى محاسنِ امرأةٍ، فليأتِ أهله؛ فإنما معها مثلُ ما معها))، وهذا مما يُنقصُ الشهوةَ، ويُضعف العشقَ. الثاني: أن يُداومَ على الصلواتِ الخمس، والدعاءِ والتضرُّعِ وقت السحَرِ، وتكون صلاته بحضور قلبٍ، وخشوعٍ، ولْيكثرْ من الدعاء بقوله: يا مقلِّبَ القلوب، ثبِّتْ قلبي على دينكَ، يا مصرفَ القلوبِ، صرِّف قلبي إلى طاعتكَ وطاعة رسولكَ؛ فإنه متى أدمن الدعاء والتضرُّع لله، صرف قلبه عنْ ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24]. الثالث: أن يبعدَ عنْ مسكن هذا الشخص، والاجتماع بمن يجتمع به؛ بحيثُ لا يسمع له خبرًا، ولا يقع له على عينٍ، ولا أثرٍ؛ فإنَّ البعدَ جَفَا، ومتى قل الذِّكْر، ضعف الأثر في القلبِ. فليفعلْ هذه الأمور، وليطالع بما تجدَّد له من الأحوال. والله أعلم". اهـ من "مجموع الفتاوى" (32 / 5). وأيضًا فإنَّ دعاءك أن تكونَ تلك الفتاة من نصيبكَ أو ما شابه، يتنافى مع ما ارتأيناه لكَ مِن سلوك طريق النفرة منها والبُعد عنها؛ لذلك أنصحكَ أن تكفَّ عن الدعاء بذلك، وأن تستبدله بأن يقدِّرَ الله لك الخير حيثُ كان، وأن يرضِّيكَ بما قسم لك. وأسأل الله أن يلهمكَ رشدكَ، ويعيذكَ مِن شرِّ نفسك، وأن يقدِّر لك الخير حيثُ كان، آمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |