دور الطلاب في الحفاظ على علوم شيوخهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أزمة الهوية في عصر العولمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإمام الشعبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 499 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2021, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,635
الدولة : Egypt
افتراضي دور الطلاب في الحفاظ على علوم شيوخهم

دور الطلاب في الحفاظ على علوم شيوخهم
أحمد الجوهري عبد الجواد




للتلامذة دورٌ مهمٌّ في نشر علوم أساتذتهم، وإذاعة فضائلهم، وتعريف الأجيال بمكانتهم، وهذا الدور لا يقل أهميةً عن الدور الذي تقوم به مُصنَّفات العالِم نفسِه ومؤلَّفاتُه؛ فكلاهما يتسابقان في مجال تكثير حسناته، وتخليدِ النفع بآثاره، وتمجيدِ ذكراه.

وهنا يتنوع التلامذة إلى نوعين متباينين:
النوع الأول: (بارٌّ): يتذكر شيوخَه ومعلِّميه، ويذكُرُهم بالخير ويُثني عليهم به، ويذكر إفاداتِه عنهم، وينسُب إليهم ما غرسوه فيه من علومهم، فمَن فعل ذلك، بُورك له في علمه وحاله؛ إذ أدَّى حقَّ معلِّمه عليه، ويُوشِك الله أن يرزقه بطلاب يعاملونه بالمِثل؛ فالجزاء من جنس العمل.

ولم يزل أهل العلم والفضل يذكُرون شيوخهم ويُثنون عليهم خيرًا، ويُظهرون إفاداتهم منهم، وفي تاريخنا نماذجُ كثيرة مُشرِّفة في هذا الشأن، ويكفي أن نشير إلى كتب المسائل التي سألها التلامذة للإمام أحمد بن حنبل ودوَّنوها في كُتُبٍ وأظهَروها للناس؛ منها كتاب: (سؤالات أبي داود للإمام أحمد)، ومثلها سؤالات الأثرم، ومسائل ابنه عبدالله...، وكثيرون يتجاوزون العشرة، وغير أحمد هناك (سؤالات السلمي للدارقطني)، وجُمع مؤخرًا كتاب (سؤالات ابن القيم لشيخ الإسلام ابن تيمية وسماعاته منه) للجميزي، و(سؤالات ابن وهف لابن باز)، وغيرها كثير.
ونسأل الله تعالى التوفيق للبِرِّ بشيوخنا ومُعلِّمينا دائمًا... آمين.
♦ ♦ ♦

وكما وُجد هؤلاء الطلاب على هذا النحو مع شيوخهم، فقد وُجد صنف آخر من الطلاب تعاملوا على نحو آخر مع شيوخهم، وهم:
النوع الثاني: (عاق): قد نسي أفضالَ أساتذته الذين علَّموه، فهو لا يذكُرهم، ولا يذكر إفاداتِه عنهم، وربما أَوهَمَ فيما يأخذه من جميل كلامهم أنه له، وربما زاد عقوقُه فتنكَّر لصنيعهم وعاداهم فاستعلَن بمعاداتهم، فهذا جدير ألَّا يُنتفعَ بعلمه، ولا يُبارَك له في حاله، ويوشك الله أن يرزقه بطلاب يفعلون به تلك الأفاعيل؛ جزاءً وِفاقًا.

وفي مثل هؤلاء يستدعي الذهنُ كلمةَ الإمام الشافعي بشأن تلامذة الإمام الليث بن سعد التي يقول فيها الشافعي: "الليثُ أفقهُ من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، كما يذكرها الخطيب في تاريخ بغداد وغيره، ولها روايات أخرى مذكورة في ترجمة الحافظ ابن حجر للإمام الليث في كتاب عنوانه: (الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية)، طبعته قديمًا المطبعة الأميرية بمصر[1].

وإن كنتُ أرى - بعد تأمل - أن ضياع علوم الإمام الليث ليس سببه تلامذة الليث؛ وإن كانوا قد ساهموا في بعض ذلك - من وجهة نظر الإمام الشافعي - فلا أراهم يتحمَّلون وِزرَ الأمر كله، يحدوني إلى الدفاع عن هؤلاء التلامذة أني وجدتُهم قد دوَّنوا حديثَ الإمام الليث ونشروه في الآفاق، حتى كان أصحَّ حديثٍ وأصدقه بشهادة الإمام أحمد وغيره[2].

والحقُّ أن شيئًا من أسباب ضياع عِلم الإمام الليث إنما يعود إلى الإمام نفسه؛ فإنه لم يدوِّن كُتُبَه، ولم يُعنَ بتقييد آرائه[3]، ولعله لم يكن يميل إلى هذا.
♦ ♦ ♦

ولماذا لم أُعفِ الطلاب من الأمر بجملته؟
ذلك لأن تلامذةَ أحمد تعرَّضوا لمثل هذا بالنسبة لفقه الإمام؛ بل نهاهم الإمام أن يكتبوا آراءه، ولم يكن يسمح لهم بتدوينها؛ لكنهم احتالوا لذلك، فكتبوا ونشروا ما كتبوه في الناس، فلما رأى الإمام أن الأمر خرج عن الوُسْعِ، سمح لهم بالكتابة[4]، وقد كان يمكن لتلامذة الإمام الليث أن يصنعوا مثل هذا، لكنهم لم يفعلوا[5].
♦ ♦ ♦

إن دور الطلاب واجب في نقل علوم شيخهم إلى الأجيال، وهو من جملة برِّهم به؛ جزاء لما طوَّق الشيوخُ رقابَهم من جميلهم بعلومهم.

أما أن يضيع الطلبة ذِكرَ شيخهم وعلمه، فإنه واللهِ لعقوقٌ، وهو عقوق قديم حديث، يتجدَّد بتجدُّد العاقِّين من الطلاب لشيوخهم، فهذا الليث ضاع فقهه، وهذا بَقِيُّ بن مَخْلَدٍ ضاع مسنده، وهذا ابن حزم ضاع كتابه العظيم (المجلى) - بالجيم - وأئمة كُثُر ضاعت بعضُ كُتُبِهم، وربما جميعها.

وفي العصر الحديث أساتذة وشيوخ أحياء وأموات ضاع علمهم أو هو يضيع؛ لأنهم لم يقُمْ بهم تلامذتهم؛ ومن هؤلاء الشيوخ:
الشيخ تقي الدين الهلالي، والشيخ بو خبزة، والشيخ محمد عمرو عبداللطيف، والشيخ أبو مالك باقشيش، والأستاذ أنور الجندي - مجازًا[6] - وغيرهم كثير لا أعلمهم، ربما تُضيفون أنتم منهم جديدًا.


[1] الرحمة الغيثية بالترجمة الليثية (ص4)، ط. المطبعة الأميرية بمصر.

[2] السير (8/ 159).

[3] انظر: ضحى الإسلام (2 /88)؛ أحمد أمين.

[4] انظر: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة (2 /628)؛ الحافظ ابن رجب، مطبوعة ضمن مجموع رسائله.

[5] انظر: علماء أغنياء آثروا العلم على الملذات (73 وما بعدها)؛ أحمد الجوهري عبدالجواد.

[6] أعني من استفاد من كتبه؛ إذ لم يكن للشيخ تلامذة مباشرون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]