|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي والزوجة الثانية أ. أريج الطباع السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا إنسانة متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات ولديَّ أطفال، حياتي كانت مع زوجي حياة هادئة، خالية من المشاكل، كان وضعه المادي ضعيفًا، ولكنه تحسَّنَ والحمد لله، وأنا زوجة رائعة جدًّا - بشهادتِه - من كلِّ النواحي، ومتفاهمة ولا أثقل عليه في أيِّ شيء، ومتعلِّمة، وحريصة على أولادي وعلى تعليمهم حتى في بيتي، ومهتمة جدًّا بشكلي، ومهتمة به شخصيًّا من جميعِ النواحي. تعرَّفَ على عائلةٍ منذ سنوات قريبة، وبدأت علاقته بسبب العمل، ولكنها للأسف انتهت بأن تزوَّجَ من ابنة هذه العائلة، وجرحني جرحًا عميقًا؛ حيث إني رائعة معه ومراعية لظروف عملِه، حتى يوم الجمعة لا يجلس فيه في البيت، ومع هذا قلت: سوف يتحسَّنُ الوضع، ولكني خدعت؛ فقد فاجأني بزواجه. والآن ليس عنده وقت لمتابعةِ أولاده، ولا يعطيني حقوقي من الوقت والاهتمام، لا يأتي إلى البيت إلاَّ وقت النوم، ويقول: أنا مشغول، وما كنت أدري ماذا يخفي، ولكن كنتُ أشعر أنَّ هناك أمرًا ما، وفعلاً اكتشفتُ ذلك، وواجهته واعترف وانهار من البكاءِ، وقال: سامحيني، وفي أقرب وقتٍ سأتركها؛ لأنها لا تناسبني، وهي غلطةُ عمري. تعبت نفسيتي ولكني لم أتغيَّر معه، بالعكس احتضنته وسامحته، ووعدني أنه سيتركها لأنه لا يرتاحُ معها، وأخبرني أنَّ وجودَها في حياته ظلم له ولها، تقبلتُ الكلامَ، ومرَّت الأيام وهو يقول: سأطلقها في يوم كذا، سأطلقها في شهر كذا، ولكن إلى الآن وبعد سنتين لم يفعل شيئًا، ولا أدري ماذا يحدث، وصرت منهارة الأعصاب، وكلَّما أسأله يقول: الموضوع سينتهي قريبًا، فقلت له: أنت تريدها؟ فقال: لا، فقلت له: هذا ظلم. وبدأت سلسلةٌ من المشاكلِ؛ لأنه لم يفعل ما وعدني به، ففكرتُ فعليًّا في أن أتركه ويطلقني وأعيش مع أولادي في بيتٍ خاص، لكنه رفض، وأنا لا أريد أن أخبرَ أهلي؛ لأني دائمًا وأبدًا لا أخبر أحدًا بمشاكلي. فماذا ترون؟ أرجو سرعة الإفادة. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هناك أمورٌ في الحياة يصعب أن نتلافاها، ربما تكون ابتلاءً قدَّره الله علينا ليرى كيف سنتعاملُ معه، وما الأثر الذي سيتركه في نفوسِنا؟ وكيف سنستثمره؟ ابتلاؤك عزيزتي من هذا النوعِ من الابتلاءات؛ فقد أحسنتِ لتُقابَلي بطعنةٍ تجرحك، وتجعلك تعيدين حساباتك ثانية، زوجك يحبُّك ويقدرك كما تقولين، ولكنه قد تزوَّجَ وانتهى الأمر، أيًّا كانت أسبابه لذلك الزواج الثاني، لكنه قد حصل الآن. تحتاجين أن تواجهي الأمر، وتقوِّي نفسَك؛ فأنت الأصل، استعيدي ثقتَك في نفسك، ولا تجعلي ما حصَلَ يؤثر عليها؛ بل على العكسِ اعتبريه رسالةً لك لتهتمِّي بنفسِك أكثر، وبحكمة. أسلوبُ الخلاف والمشكلات لا تحلُّ الأمور؛ بل تزيدها تأزمًا، كما أنَّ تجاهل المشكلة ليس حلاًّ. واجهي المشكلة، وفكِّري في الأسلوبِ الأنسب للتعامل معها، وركِّزي الآن على أن يعطيَك حقوقَك ولا يقصر مع بيتِك، وابدئي تدريجيًّا في استعادتِه؛ بمشاركته في مسؤوليات البيت والأولاد. أحيانًا كثيرة يكون تحملُ المرأة للمسؤولية التي يجبُ أن يشاركَها فيها الرجل ظلمًا لها، ويؤدي لنتائجَ لا ترضيها بعد ذلك؛ لذلك من البدايةِ راقبي عطاءك ووازنيه، وثقي أنَّ الرَّجلَ يحبُّ أن يشعرَ بالعطاء أيضًا، فاتركي له المجال لذلك ليشعر بحاجتك له؛ فهذا يقرِّبُه منك لا العكس. استعيدي نفسك وحدِّدي أهدافَك في الحياة مجددًا؛ فالحياة لا تختزل في الزوجِ فقط، بل هناك أمورٌ أخرى كثيرة يمكنُها أن تبثَّ البسمةَ والسعادة في داخل قلبك المنهك، ابحثي عنها، وتواصلي مجددًا مع قلبِك، اربطيه بالله قبل أيِّ مخلوق، ومنه استمدي قوتَك ودعمك، واجعلي رصيدَك في مرضاة الله هو زادك للمسير، فكِّري في أولادك، وكيف ينشؤون في أفضل وضع بعد الظروفِ التي طرأت عليهم وعليك؟ ابني علاقتك مجددًا مع زوجِك، كما لو أنكما في البداية، دون أن تركِّزي كثيرًا على وجودِ الأخرى في حياته، تجاهلك للأمر قد يعينُك على المتابعةِ معه أكثر، وعلى استعادة علاقتِكما. قد يفيدُك أن تدخلي أهلَك، أو شخصًا حكيمًا من عائلتِك أو عائلته، فليس دائمًا من الحكمةِ ألا تُدخلي أحدًا، لكن فقط راعي أن يكون مَن تدخلينه حكيمًا ومنصفًا. أشعريه أنَّ أهلك لن يهونَ عليهم أن يظلمَك، وأنك تخبئين الأمرَ عنهم، وأنك لا تقوين على ذلك كثيرًا؛ فمن الجيدِ أن يشعرَ أنَّ وراءك مَن يخافُ عليك؛ ليحرصَ هو أيضًا. فرِّغي مشاعرَك بطريقةٍ تريحك ولا تضرك، وأكثري من الدعاءِ بأن ينيرَ الله دربك وييسر لك أمرك. وفَّقكِ الله ويسَّرَ لك الخيرَ حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |