|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي غضوب جدًّا أ. أسماء مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوَّجتُ منذ سنوات، ولا أعرف كيف أرضي زوجي؟ فهو لا يَرْضى بأيِّ شيءٍ، كثيرًا ما يغضب ويضربني، علمًا بأن لدي أبناء، ولا أحب أن يروا ما يفعل حتى لا يؤثِّر عليهم؛ وأريد تربيتهم تربية إسلامية. أرجوكم إذا كان هناك شيءٌ يمكنني فعله دُلُّوني عليه؛ لأنِّي وصلتُ لمرحلة يئستُ فيها مِن استقرار حياتي بدون مشاكِل ما لها معنًى. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد. نسأل الله أن يُسعدَك مع زوجك، ويَهديَه إلى الحقِّ، اللهمَّ آمين. لاحظتُ فيك حرصَكِ على إقامة أسرة إسلاميَّة سويَّة بعيدة عن الاضطرابات النفسيَّة، وهذا يشهد لك بنيَّتِكِ الحسَنة في معاملة الغير، فالحمد لله أنت فتاةٌ حسَنة الخلق تَبحثين عن الاستقرارِ والسَّعادة، ومِن هنا أرْجو أن تَعْلمي أنَّ الإنسان إذا أحبَّه الله ابتلاه؛ ليحطَّ عنه الأوزار والسيِّئات، ويكون الابتلاءُ بأنواعٍ شتَّى، وأحيانًا بالمشاكل إمَّا مع الزوج، أو الوالدين، أو الأقارب... وهكذا. وهناك بعضُ الإرشادات التي أرْجو القيام بها: حاولي الجلوسَ معه على انفرادٍ؛ ليتكلَّمَ معكِ بخصوصية، وليفرغ ما بداخله يوميًّا بالعوامل المسبِّبة للتوتُّر لديه، فقد تكون المشكلة عِندَه أكبر مِن أنه يتشاكَس معكِ على الأمور التافهة، بل يكون الأساس أمورًا ضاغطة عليه، قدْ يكون في عمله مشاكلُ أو خِلافات أسريَّة أو مادية لا يستطيع أن يبوحَ لكِ بها، فابحثي معه عن المصادرِ التي تسبِّب التوتر لديه فلْتُعالجي مِن الداخل أولاً. لا تَجْعلي مشاكساتِ زوجكِ التافهةَ تؤثِّر على حياتك وتُعكِّر عليك يومَك، بل تعاملي معها وكأنَّها جزءٌ مِن رُوتين يومك لا يُقدِّم ولا يؤخِّر شيئًا. اصرفي النظرَ عن تصرُّفاته تمامًا، وردِّي عليه بأحسنِ الخُلق وأجمل التعامُل؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وأتْبِع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ الناس بخُلُق حسَن))، وكان يقصِد من وراء ذلك استمرارَ حياة الناس بودٍّ ومحبَّة. للدلال الزائد عن اللزوم أحيانًا سلبيات تجعَلُ الزوجَ غير راضٍ عن حياته بأيِّ شكل من الأشكال، مهما كانتْ متاحةً له كلُّ سبل الراحة، حتى عندما يتزوَّج فلا يرضى عن حال زوجته مهما كانتْ مطيعةً له أو ملبِّيةً لكلِّ طلباته، فدائمًا يبحث عن مشاكلها وسلبياتها التي يُرضِي بها نفسه، فالحياة معه لا تَسير على وتيرةٍ جيِّدة؛ لأنَّه تعوَّد على الدلال، فلا تَزيدي المعيار عن اللزوم. حاولي الاتِّفاق معه في ساعةِ صفاء على أنَّه لا يُهينك أمام الأولاد، ولتضَعي معه الخطوطَ الحمراءَ، كالابتعاد عن الضَّرْب مهما حدَث، وتعمَّدي أنت فِعْلَ ذلك عندما تلحَظين أنَّه بدأ ينفعل أمام الأولاد، اذهبي أنت بعيدًا عنهم، ولتكن غرفتكما، وأغْلقي الباب عليكما. لا تُجادليه في المسلَّمات التي لديه، وعندَما تلاحظين أنَّه متوتر حاولي الابتعادَ عنه، ولا تطلبي منه أي طلب، ولا تُناقشيه عندَ ساعة انفعاله وغضبه، وأشْعِريه أنَّك تشعرين به ومتفهِّمة لكلماته جيِّدًا، حتى في الأمور التافِهة بالنِّسبة لكِ، فهو يراها ليستْ تافهةً، وقتَها يجب ألاَّ يتدخَّلَ طرَفٌ ثالِث بيْن الزوج والزوجة، سواء كان هذا الطَّرَف مِن جهة أهلِ الزوج أو الزوجة؛ لأنَّ هذا الطرف الثالث قد يَزيد الأمر تعقيدًا، وقد ينحاز لأحدِ الطرَفين، وبذلك تكبُر المشكلة أكثرَ فأكثر. ابْحَثي عن مميزاته وقوِّيها، وإنَّ ذِكْر الإيجابيات والفضائل عندَ النقاش مما يرقِّق القلب ويُبعد الشيطانَ، ويقرب وجهاتِ النظر، وييسِّر التنازلَ عن كثيرٍ ممَّا في النُّفوس؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]. عليكِ بحُسنِ التعامُل، وحُسن الخُلُق، فهذا له أثَرُه الفعَّال في نفوسِ الأزواج. تَكلَّمي معه عن أجْر الصابرين وأنَّ الحياة بما فيها مِن ضُغوطاتٍ كلها دار ابتلاء، وأنَّه لا حياةَ بلا صبرَ، وما العوامل التي يُمكن أن تُساعِدَه لتعلُّمِ الصبر في الحياة، وأنَّ سِرَّ السعادة الزوجيَّة في الصبر، وأنَّ الدنيا دار فانية ولا تحتاج منَّا إعطاءَها أكْبَر مِن حجمها. لا تَستعجلي النتائجَ والتغيير، فأنتِ ما شاء الله صَبور! وتَحملتِ توتُّرًا منه لمدَّة ٨ سنوات، فأنت قادرةٌ على الصَّبْر أكثر ليتغيَّر. إنَّ تغيير الرُّوتين في المنزل مِن أسباب تنقية الأجواء وتحسينها، سواء كان ذلك في أثاثِ المنزل، أو في اللباس، أو العادات في الأكْل والشُّرْب، فلتكوني امرأةً متجدِّدة دائمًا. - تفهَّمي زوجَك أكْثَر، وحاولي التكيُّف معه، وأحْسِني الاستماعَ إليه، فأنتِ تُدركين أنَّه لا يمكن التوافقُ والتماثل في جميعِ الصِّفات بين أيِّ رجل وامرأة، فلا بدَّ مِن التنازل وتخطِّي العقبات. كذلك الأمْر بالنسبة للأبناء كما ذَكرتِ أختي؛ أنَّه لا يجب أن يتواجدوا أثناء الخِلافات بين الزوجين؛ لأنَّ هذا الأمرَ قد يجعلهم معقَّدين نفسيًّا، وقد يولِّد فيهم الشعورَ بالحِقْد والكراهية، ويجعلهم مضطربين أخلاقيًّا. مِن الضروريِّ جدًّا أن تُعبِّري عمَّا بداخلك في لحظتِه، خاصَّة الأشياء الصغيرة والبسيطة التي لا تُرضيك، فإذا سكَتَ الإنسانُ عن أشياءَ بسيطة يؤدِّي ذلك إلى تُراكمها، وإلى الكثير مِن الاحتقانِ النَّفْسي الذي يؤدِّي إلى العصبيَّة والتوتُّر، وعدَم التوازن النفسي بصفة عامَّة. وفِّري له جوًّا مِن الاطمئنان النَّفْسي في المنزل عندَ عودتِه مِن العمل بأن يكونَ الجوُّ هادئًا. لو استطعتِ اتَّفقي معه على قِراءة وِرد مِن القرآن يوميًّا تَقرأانه معًا في الصباح أو قبلَ النوم. ارفعي مِن معنويَّات نفْسِك بتشجيعها يوميًّا، ولو باليسير، وكافئيها ماديًّا بشِراء أيِّ شيء تَتمنِّينه. امْلئي وقتَك بشيء مفيد، كأنْ تضعي لنفسِكِ برنامجًا؛ مثل: حِفظ القرآن أو الالتِحاق بمركز أو حضور دُروس أو تعلُّم الحاسوب، ولا تتركي فراغًا لنفسكِ. وأخيرًا لا تغفلي جانبَ الدُّعاء، فلا يصعُب على الله شيء، وأرجو مِن الله لكِ التوفيقَ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |