شرح حديث عياض بن حمار: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058478 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326970 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2021, 11:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عياض بن حمار: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا"

شرح حديث عياض بن حمار: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن عياضِ بن حمارٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أنْ تواضَعوا؛ حتى لا يَفخَرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ))؛ رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ إلا رفعه اللهُ))؛ رواه مسلم.

وعنه قال: إن كانت الأَمَةُ من إماء المدينة لَتأخُذُ بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت. رواه البخاري.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكَرَها المؤلِّف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب التواضع؛ فمنها حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أنْ تواضَعوا))؛ يعني أن يتواضع كلُّ واحد للآخر ولا يترفع عليه؛ بل يجعله مثله أو يكرمه أكثر، وكان من عادة السلف رحمهم الله أن الإنسان منهم يجعل من هو أصغر منه مِثلَ ابنه، ومن هو أكبر مثلَ أبيه، ومن هو مثلُه مثلَ أخيه، فينظر إلى من هو أكبر منه نظرةَ إكرام وإجلال، وإلى من هو دونه نظرةَ إشفاق ورحمة، وإلى من هو مثله نظرةَ مساواة، فلا يبغي أحد على أحد، وهذا من الأمور التي يجب على الإنسان أن يتصف بها؛ أي بالتواضع لله عزَّ وجلَّ، ولإخوانه من المسلمين.

وأما الكافر، فقد أمَر الله تعالى بمجاهدته، والغلظة عليه، وإغاظته وإهانته بقدر المستطاع، لكن من كان له عهد وذِمَّةٌ فإنه يجب على المسلمين أن يفُوا له بعهده وذمته، وألا يَخفِروا ذِمَّتَه، وألا يُؤذُوه ما دام له عهدٌ.


ثم ذكر المؤلِّف حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال))؛ يعني أن الصدقات لا تنقُصُ الأموالَ كما يتوهمه الإنسان، وكما يَعِدُ به الشيطانُ، فإن الشيطان كما قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 268].

الفحشاء: كل ما يُستفحَش من بخلٍ أو غيره، فهو يَعِدُ الإنسانَ الفقرَ، إذا أراد الإنسانُ أن يتصدق قال: لا تتصدقْ؛ هذا ينقُصُ مالَك، هذا يجعلك فقيرًا، لا تتصدقْ، أَمسِكْ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبَرَنا بأن الصدقة لا تنقُص المالَ، فإن قال قائل: كيف لا تنقص المال، والإنسان إذا كان عنده مائة فتصدق بعشرة، صار عنده تسعون؟ فيقال: هذا نقص كمًّ، ولكنها تزيد في الكيف، ثم يفتح الله للإنسان أبوابًا من الرزق تردُّ عليه ما أنفَق، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؛ أي: يجعل بدله خلفًا، فلا تظنَّ أنك إذا تصدقتَ بعشرة من مائة فصارت تسعين: أن ذلك ينقص المال؛ بل يزيده بركة ونماءً، وتُرزَق من حيث لا تحتسب.

((وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا))، يعني أن الإنسان إذا عفا عمن ظلَمَه، فقد تقول له نفسه: إن هذا ذلٌّ وخضوع وخذلان، فبيَّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله ما يزيد أحدًا بعفو إلا عزًّا، فيُعِزُّه الله ويرفع من شأنه، وفي هذا حثٌّ على العفو، ولكن العفو مقيَّد بما إذا كان إصلاحًا؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40].

أما إذا لم يكن إصلاحًا، بل كان إفسادًا؛ فإنه لا يؤمر به، مثال ذلك: اعتدى شخص شرير معروف بالعُدْوان على آخر، فهل نقول للآخر الذي اعتُدي عليه: اعفُ عن هذا الشرير؟ لا نقول: اعفُ عنه؛ لأنه شرير، إذا عفوتَ عنه تعدَّى على غيرك من الغد، أو عليك أنت أيضًا، فمثل هذا نقول: الحزم والأفضل أن تأخذه بجريرته، يعني أن تأخذ حقَّك منه، وألا تعفو عنه؛ لأن العفو عن أهل الشرِّ والفساد ليس بإصلاح؛ بل لا يزيدهم إلا فسادًا وشرًّا.

فأما إذا كان في العفو خيرٌ وإحسان، وربما يخجل الذي عفوتَ عنه، ولا يتعدى عليك ولا على غيرك، فهذا خير.

((وما تواضع أحد لله إلا رفعه)) هذا الشاهد من الحديث: ((ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)).

والتواضع لله له معنيان:
المعنى الأول: أن تتواضع لدِينِ الله، فلا تترفع عن الدِّين، ولا تستكبر عنه وعن أداء أحكامه.


والثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، لا خوفًا منهم، ولا رجاءً لما عندهم، ولكن لله عزَّ وجلَّ.

والمعنيان صحيحان، فمَن تواضَع لله، رفعه الله عزَّ وجلَّ في الدنيا وفي الآخرة، وهذا أمر مشاهَد، أن الإنسان المتواضع يكون محلَّ رفعة عند الناس وذكر حسن، ويحبه الناس، وانظر إلى تواضُعِ الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق، حيث كانت الأَمَةُ من إماء المدينة تأتي إليه، وتأخذ بيده، وتذهب به إلى حيث شاءت ليُعينَها في حاجتها، وهذا هو أشرف الخلق، أَمَةٌ من الإماء تأتي وتأخذ بيده تذهب به إلى حيث شاءت ليقضيَ حاجتها، ولا يقول: أين تذهبين بي؟ أو يقول: اذهبي إلى غيري، بل كان يذهب معها ويقضي حاجتها، لكن مع هذا ما زاده الله عزَّ وجلَّ بذلك إلا عزًّا ورفعة، صلوات الله وسلامه عليه.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 523- 526).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]