|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الندم على الخطيب الفائت أ. شريفة السديري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقدَّم لخطبتي أخو زوج أختي، لكنِّي رفضت؛ بحجَّة سكني معهم في البيت وأختي في الطابق العلوي، وقالوا لي: اصبري خمس سنوات ونعيدُ ترميم المنزل، وأختي تقول لي: وافقي؛ فهو طيِّب مع أهله، وراتبه معقول؛ إلا أنَّه لا يُصلِّي، ويشرب الشيشة، ولديه حالة صرَع، وعندما يُصرَع يتحدث بالمغربي، ولكنَّه طيِّب وحَنون. وعلى فكرة: أختي كذلك كان زوجها، لكنْ هَداه الله وأصبح ملتزمًا، إلا أنَّه مريضٌ ويُعالَج بالحبوب النفسيَّة، ويأخُذ حبوب الأعصاب، ولا يستطيع قيادة السيَّارة. المهم أنا استخرت كثيرًا، وقال زوجُ أختي لأختي: قريبًا سيُفكِّر أخي أنْ يخرُج، بعدما رفضتُ فكرة السُّكنى، قلت: لعله يتقدَّم بعد الخلاص من ديون زواج أخيه، المهم مرَّت سنةٌ وأنا أستخير وأسأل أختي: إلى أين وصل الموضوع؟ تقول: سكتوا، واستمررت في الاستخارة وأخواتي يَلُمنني ويقلن: لماذا لم تُوافِقي! وأنا في حيرةٍ من أمري، وبعد سنةٍ جاءتْ أختي لتَلِدَ عندنا، وخطبوا له فتاة أخرى؛ بحجَّة أنها تصبرُ على حَياته، وإنْ شاء الله الزواج قريب، حكت لي أختي وغضبت منِّي؛ لأنها كانت تتمنَّى أنْ نكون سويًّا، وهما أخَوان اثنان، وأهل زوجها يظنُّون أنها لا تعلم شيئًا عن الموضوع، زوجها قال لها: والله كنت أرجو أن تكون أختك معك، ولكن بعد استخارة ربِّنا الله يُعوِّضني ويُوفِّق الجميع. الجواب أهلاً بك أختي. رسالتك فضفضةٌ أكثر من كونها استشارة، فأنتِ استخرتِ واستشرتِ ومن ثَمَّ رفضتِ، وبإذن الله هذا هو الخير لكِ. وإنْ تدبَّرتِ معي كلمات دُعاء الاستخارة ستَجِدين فيه من التوكُّل والتسليم والرضا ما يجعَلُ القلب يطمئنُّ ويرضى باختيار الله له، فتأمَّلي معي. ((اللهمَّ إنِّي أستَخِيرُك بعِلمك، وأستَقدِرُك بقُدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنَّك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلَمُ ولا أعلَمُ، وأنت علاَّم الغُيوب، اللهمَّ إنْ كنت تعلم أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدرْه لي، وإنْ كنت تعلَمُ أنَّ هذا الأمر شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه، واقدِرْ لي الخيرَ حيث كان، ثم رضِّني به)). ((اللهُمَّ إنِّي أستَخِيرُك بعلمك))؛ أي: أطلُب الخير منك سبحانك، وأنْ تختارَ لي بعلمك الذي وسع كلَّ شيءٍ - الأمرَ الأفضل والأحسن لي؛ لجهْلي وقُصور عِلمي. ((وأَسْتَقدرك بقُدرَتِك))؛ أي: أطلُب منك بقُدرَتِك المالكة لكلِّ شيءٍ، والتي إذا قضيت أمرًا قلتَ له: كُنْ فيكون - أنْ تُعِينَني وتُقدرني على الأمر الأفضل والأصلح لي؛ فإنَّك قادرٌ سبحانك على أنْ تُعِينَني وتُقدرني عليه. ((في دِيني ومَعاشِي وعاقبَة أمرِي - أو قال: عاجِلِ أمري وآجِلِه))؛ يعني: إنْ كان فيه خيرٌ وفائدةٌ في أمور دِيني؛ كزيادة التقوى والصلاح والهدى، وأمور مَعِيشتي وحياتي وأيَّامي في الحياة الدنيا؛ كالسعادة والراحة والسُّرور، ((وعاقبة أمري))؛ أي: ليكون الخير من بداية الأمر إلى نهايته، فقد يكونُ في بدايته طيبًا وجميلاً ثم ينقَلِب في النهاية إلى عكسه من شرٍّ وفتنة، فذكَر ((عاقبة أمري)) ليجمَعَ بين بداية الحال إلى مُنتهاه. ((فاقْدره لي))؛ أي: اقضِ لي به وهيِّئه لي. ((فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عَنْهُ))؛ أي: لا تقضِ لي به ولا ترزُقني إيَّاه، ولا تُيسِّر لي فعله، وانزعْه من خاطري وفِكري فلا أهتم به بعد ذلك. ((واقدرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ))؛ أي: اقضِ لي بالخير ويسِّره لي حيث كان الخير. ((ثمَّ رضِّني به))؛ أي: اجعَلْني راضيًا مُسلِّمًا بقَضائك. فلا تحزَنِي عزيزتي من قَرارك بالرَّفض، ولا تجعَلِي خوفَك من عدم الزَّواج سببًا للتفكير في الماضي وما جرى فيه من أحداث، وتذكَّري ما ورد في الأثر: ((إنَّك لن تجدَ طعمَ الإيمان حتى تُؤمِن بالقدر، وتعلم أنَّ ما أصابك لم يكنْ ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، جفَّت الأقلام وطُوِيت الصُّحف))، فهذا الشخص مكتوبٌ أنْ يخطبك وترفُضيه، فلن يكون من نصيبك، ولو كان من نصيبك لتغيَّرت الأمورُ والأحداث لتكوني زوجته، أليس كذلك؟ كما أنَّ صِفاته التي ذكرتِها تجعلنا نوافقك على قَرار الرفض؛ فهو لا يُصلِّي، وقد ورد في الحديث ((العَهْدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ، فمَن تركها فقد كفَر))؛ أخرجه الترمذي. ومريض الصَّرع يحتاج لمداراة وعنايةٍ دائمة طوال الوقت، وصبر وتحمُّل على تقلُّبات مِزاجه، فربما لن تكوني قادرةً على تحمُّل هذه الأعباء والمشاق، وربما رزَقَه الله الإنسانة التي تُناسِبه أكثر منكِ والتي تُقدِّر مرضه وتعرف كيف تداريه وتتعامَل معه. فلا تحزَنِي على ما فات، واستَبشِري بالمستقبل، وادعي الله دائمًا أنْ يرزُقكِ الخيرَ وييسِّر لكِ الزوج الصالح الذي يسعدك ويخافُ اللهَ فيك، وأنْ يهبكما سبحانه الذريَّة الصالحة التي تكونُ قرَّةً عينٍ لكما. ونتمنى أنْ نسمع منكِ أخبارًا طيِّبة قريبًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |