|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخاطب المتردد أ. شريفة السديري السؤال تمَّت خطبتي لشخصٍ منذ شهر وعشرين يومًا، في البداية طلب الرد بعد ساعتين من الرؤية الشرعيَّة، وعندما رددنا عليه بعد أربعة أيَّام بدا غير مهتم، وقال: سأذهب إلى الخارج لجلب عمَّال، مع أنَّه لم يذهب، ثم قال: سآتي إلى منزلكم لأعرف طلباتكم، ولكنَّه لم يأتِ، واعتذر عن الحضور بسبب سوء الأحوال الجويَّة، وإلى هذه اللحظة يتنصَّل من الكشف الطبي، بدايةً يقول: لست متفرغًا، ثَمَّ يقول: لم تصدر النتيجة بعدُ، وفي كلِّ مرَّة يتَّصل على والدي ويتحدَّث معه في أمورٍ هامشية غير مهمَّة؛ مثل: هل تريد أنْ أبحث لها عن وظيفة؟ أو هل تريد إكمال الدراسات العُليا في الخارج؟ علمًا بأنَّني أحمل درجة الماجستير، وهو حاليًّا يقوم بدراسة الماجستير - على حدِّ قوله - مع العلم بأنَّه يعمل مدير مدرسة، وقد سألنا عنه من قبلُ إمامَ المسجد وأصدقاءَه في العمل، وكلهم أشادوا به وبخُلُقِه، علمًا بأنَّه متزوج ولديه أطفال، أشعُر بالحيرة؛ هل تردُّده وتأخُّره واختلاقه مواضيعَ في غير صلب الموضوع الرئيس دليلٌ على وجود مرض نفسي أو سحر أو عين؟ أرجو إرشادي وتوجيهي. وجَزاكم الله خيرًا. الجواب أهلاً بك عزيزتي. قَرار الزواج من أخطر القَرارات التي نتَّخذها؛ لأنَّها تُحدِّد مصيرَ حياتنا، وعلينا أنْ نُفكِّر ونستخير ونستشير، ثم نتوكَّل على الله ونتَّخذ القَرار الذي يرتاح له القلب والنفس. هذا الخاطب مُتزوِّج ولديه أطفال، وبعد أنْ كان يريد الردَّ سريعًا صار غير مهتمٍّ بالأمر، وكلُّ ما ذكرته في رسالتك يضَع استِفهامات كثيرة حول مَدَى جديَّته ورغبته في الموضوع. لكنَّ السؤال الذي سأطرَحُه عليك: هل أنتِ مستعدَّة للزواج من شخص متزوج؟ وهل حسبتِ وفكَّرتِ في تَبِعات هذا الزواج واستعددت لها؟ فالزواج من رجلٍ متزوج رغم شرعيَّته إلا أنَّه ليس أمرًا سهلاً، ولا يُقارَن بالزواج من رجلٍ تكونين أنتِ الأولى في حَياته، واستشارة الأستاذة أريج الطباع (الزواج من زوج متزوج) ستُفِيدك كثيرًا في هذا الجانب؛ لأنها استطاعت من خلالها أنْ تُحِيط الموضوع من جميع جوانبه. عزيزتي، الزواج رزقٌ من الله، وكما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثه: ((لن تموتَ نفسٌ حتى تستَكمِل رِزْقَها وأجَلَها))، وكونك وصَلتِ لهذه السن ولم تتزوَّجي بعدُ، لا يعني أنَّ عليك أنْ تقبَلي بأيِّ أحد، وتتجاهَلي الإشارات التي تلمح لكِ بأنَّ هناك أمورًا عليك أنْ تستَفسِري عنها أو تنتَبِهي لها، فأحيانًا أنْ تنتهي الأمور قبل أنْ تبدأ أفضل من أنْ تنتهي بعد أنْ تكون القلوب تعلَّقت، والمشاعر زادَتْ وتعقَّدت. تجاهُله للموضوع، وتهرُّبه من الفحص الطبي، واعتذاره عن زيارتكم، كلُّها تصرُّفات مُرِيبة وغريبة، وعليكم أنْ تتأكَّدوا منها، وسُؤالكم لأصدقائه وإمام المسجد ليس كافيًا، بل عليكم أنْ تسألوا أكثر، خُصوصًا بعد تصرُّفاته هذه، قلتِ أنَّه مدير مدرسة، إذًا اسألوا الذين يعملون معه في المدرسة؛ فالإنسان تظهَر شخصيَّته الحقيقيَّة وأخلاقه أمامَ الذين يتعامَل معهم يوميًّا. وقد سألتِ في نهاية استشاراتك (هل تردُّده وتأخُّره واختلاقه مواضيع في غير صلب الموضوع الرئيس دليلٌ على وجود مرض نفسي أو سحر أو عين؟). في الحقيقة لقد تعجَّبتُ من سؤالك كثيرًا، فأنتِ فضلتِ أنْ يكون سبب تردُّده وتصرُّفاته مرضًا أو سحرًا أو عينًا، على أنْ يكون عدم رغبته في إتمام الموضوع، أو لسوءٍ فيه، أو غير ذلك من الأسباب الواقعيَّة الملموسة! أنا لا ألغي وجودَ المرض النفسي ولا السحر أو العين، ولكنْ للمرض النفسي أعراضُه التي لا أجدُ أيًّا منها عند هذا الرجل من خِلال كلامك عنه، والسحر والعين أخبرنا عنهما الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذُكِرَ السحر في القُرآن الكريم، ولكنْ لا يمكننا أنْ نُحدِّد ونجزم أنَّ هذا الأمر سببه سحر أو عين. فهناك أمورٌ تكون واضحة بيِّنة، إلا أنَّنا نُفضِّل ألاَّ نفهمها ونجعل سببها أمرًا مجهولاً لا يد لنا فيه؛ كالسحر والعين، فالخاطب إذا ذهب وصرف نظره عن الموضوع قد تشعُرين بالنقص؛ لأنَّكِ لم تنالي إعجابه، أو بالذنب؛ لأنَّك ربما قُلتِ شيئًا جعَلَه يُغيِّر رأيه، أو قد تُلقِين اللوم على والدك؛ لأنَّه قال له شيئًا أزعجه... أو غيرها من المشاعر السلبية؛ لذا الحل الأفضل أنْ يكون السبب عينًا لا يد لنا فيها، أو سحرًا قام به شخص مجهول! قال - تعالى -: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]. وقال - سبحانه -: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. طبعي جدًّا أنْ تكوني تحلمين وترغَبين بشدَّةٍ في الزواج، وتأسيس بيت، وإنجاب أطفال، ولكنَّ تأخُّرَ زواجك ووُصولك لأعتاب الثلاثين لا يلغي ضرورةَ التفكير المتروِّي الحكيم، واتِّخاذ القَرار الصائب في الموافقة أو الرَّفض. لا تُفكِّري من زاوية أنكِ قد لا تَجدِين غيره، ولكن من زاوية هل ستستطيعين العيش مع رجلٍ بهذه المواصفات وهذا الأسلوب؟ حتى لا تندَمِي، سواء قبلتِ أم رفضتِ. ولا تتَّخِذي القَرار حتى تكوني واثقةً ومتأكِّدةً تمامًا، وبعدما تستَخِيرين الله كثيرًا؛ ليكون قَرارك على أسس صحيحة. وفَّقك الله عزيزتي ورزقَكِ الخير، وأسأل الله أنْ يقرَّ عينك بالزوج الصالح الذي يحبُّك ويسعدك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |