فقدان الأمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131036 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-07-2021, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي فقدان الأمل

فقدان الأمل


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي تبدأ بعد أن تَخرَّجت في الجامعة، حيث خطبت كثيرًا، وتم فَسْخ الْخِطبة عدَّةَ مرَّات، بعض المرات تَمَّ الرفض مني؛ لأني لم أشعر بالرِّضا عن الخاطب, وبعضها كان الرَّفض من قِبَل الأهل, فتعبت نفسيَّتي.

أريد الزواج بالحلال، وأريد الوظيفة، فقد أصبحتُ أشعر بأنِّي عديمةُ الفائدة!!

أنا متعبةٌ نفسيًّا، وصارت أيامي كلها مثل بعضها، لا يتغيَّر فيها شيء، لدرجة أنه في مرة عيَّرِني أهلِي على حظِّي العاثر، لا تَقُل: اصبري؛ فأنا صابرة، ولكن تعبتُ، وأشعر بالْهَم والحزن، لم أكن أعلم بأنَّ هذا سينتظرني بعد تَخرُّجي في الجامعة، فأنا تعبتُ وأحتاج إلى الفرج، وأحتاج أنْ أفرح من قلبي، وتكتمل فرحتِي، وأحتاج إلى الوظيفة، والأهم من ذلك كله أحتاج إلى راحة البال، سامحني على الإطالة، وأرجو الدُّعاء لي ونصيحتِي، وشكرًا.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قَالَ: السَّمَاءُ كَئِيبَةٌ وَتَجَهَّمَا
قُلْتُ: ابْتَسِمْ يَكْفِي التَّجَهُّمُ فِي السَّمَا

قَالَ: الصِّبَا وَلَّى، فَقُلْتُ لَهُ: ابْتَسِمْ
لَنْ يُرْجِعَ الأَسَفُ الصِّبَا الْمُتَصَرِّمَا

قَالَ: الَّتِي كَانَتْ سَمَائِي فِي الْهَوَى
سَارَتْ لِنَفْسِي فِي الغَرَامِ جَهَنَّمَا

خَانَتْ عُهُودِي بَعْدَمَا مَلَّكْتُهَا
قَلْبِي فَكَيْفَ أُطِيقُ أَنْ أَتَبَسَّمَا؟

قُلْتُ: ابْتَسِمْ وَاطْرَبْ فَلَوْ قَارَنْتَهَا
قَضَّيْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّمَا

قَالَ: العِدَا حَوْلِي عَلَتْ صَيْحَاتُهُمْ
أَأُسَرُّ وَالأَعْدَاءُ حَوْلِي فِي الْحِمَى؟

قُلْتُ: ابْتَسِمْ لَمْ يَطْلُبُوكَ بِذَمِّهِمْ
لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ أَجَلَّ وَأَعْظَمَا


أختي المبتلاة, تريدين نصيحةً مع تَجنُّب الحديث عن الصَّبر, وهل تَصْلح لنا حياةٌ على وجه هذه الأرض دون التسلُّح بالصَّبْر والتزوُّد بِزادِه؟!

يقول رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن يستَعْفِف يُعِفَّه الله، ومن يستَغْنِ يُغْنِه الله، ومن يتصبَّرْ يصبِّرْه الله، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصَّبْر))؛ رواه البخاري.

تَقُولين - بارك الله فيكِ -: "لا تقل لي: اصبري؛ فأنا صابرة".

ثم تُتْبِعين ذلك بقولكِ: "لكنِّي تعبْت"، فأين الصَّبر يرحمكِ الله؟!

أم أنكِ تَعْنين أنَّك كنتِ صابرةً، فنَفِدَ وَقودُ الصَّبر، وانقطع أمَلُ عودته؟

لعلَّك تتعجَّبين إنْ قلتُ لكِ: إنَّ ما تَحدَّثْتِ عنه من فَسْخ الْخِطبة عدَّةَ مرَّات أمْرٌ بات مألوفًا في عصرنا، ولا يُثير دهشةً أو يستلزم تحيُّرًا!

بعض المرات تَمَّ الرفض منكِ شخصيًّا؛ لأنك لم تشعري بالرِّضا عن الخاطب, وبعضها لَم تُفْصِحي عن أسبابه, ولعلَّ واحدةً كان الرَّفض من قِبَل الأهل, وكلها - يا عزيزتي - أسباب طبيعيَّة وعاديَّة جدًّا، تَحْدث لِمُعظم الفتيات, وإنَّما الذي يُثِير القلق ألاَّ يتقدَّم للفتاة الشبابُ، ولا يَطْرُقَ بابَها أحَدٌ!

لن أخدعكِ وأقول لكِ: إنَّ العمر ما زال أمامك، وإنَّك ما زِلْت صغيرة؛ فثمانية وعشرون عامًا ليست قليلةً, والحقيقة: أنَّك لَم تَكْبري إلى الحدِّ الذي نشعر معه بالخوف أيضًا, فقد زاد عمر الزَّواج الآن، واختلف اختلافًا كبيرًا عمَّا كان في عهدٍ قريب مضى, فلا داعي للقلق الزَّائد، وأطلب منكِ الآن أن تَهْدئي وتُحاولي الاسترخاء قليلاً، متأمِّلةً نِعَم الله عليكِ، متفكِّرة في ما قد حُرِمَتْه غيْرُكِ من الفتيات.

كان أحد البائسين يَمْشي في طرقات المدينة حزينًا كسيفَ البال, يتأمَّل فيمن يَجُوبون الشَّوارع، ويركِّز على أقدامهم؛ لأنَّه لا يَمْلك جوربًا ولا حذاءً، وفي غمرةِ حُزْنه تَجلَّى أمامَه رَجُلٌ بلا ساقَيْن، يسير في شوارع المدينة مبتسمًا يُلْقِي التَّحايا على هذا وذاك، فتأمَّل حاله، وقال: الآن علمْتُ أنِّي غني!

أُكرِّر أنِّي لا أُهوِّن مِن قدر ما ابْتُليتِ به, ولا أَسْتهين بِحُزنك, ولكن إلى متى نظلُّ ننظر إلى الجوانب الْمُظْلِمة من حياتنا؟ وإلى متَى تعوقنا أقدارٌ لا نَمْلك حِيالَها إلا التسليم؟ وإلى متى نبقى نبكي على اللَّبن المسكوب؟

بل إلى متَى نسمح للأحزان بالسَّيطرة علينا وإعاقتنا عن تحقيق أهدافنا، وننظر إليها وهي تَهْدر طاقاتنا وجهدَنا في أمور لا طائل مِن ورائها؟!

أختي الفاضلة,
قد لا يكون في مقدورك الحصولُ على وظيفة جيِّدة، أو الظَّفر بزوجٍ مُناسب, لكن بلا شكٍّ أنتِ قادرة على عَرْض خبراتك وميزاتكِ، وتنسيق سيرتك الذَّاتية وإرفاقها مع ما تَمْلكين من مواهِبَ، وإرسالِها إلى مُختلِف الشركات.

ركِّزي على ما تَمْلكين ولا تحصري تفكيرك فيما لا يدَ لكِ فيه, فتَحْزني ويغلب عليكِ الْهَمُّ والغم, وتتكالب عليكِ الأحزان, وقد قالت ثُلَّةٌ من علماء النَّفْس والمختصُّون: إنَّ الكثير من الأمراض العُضويَّة سببها القلق النَّفسي والتوهُّم، وتوقُّع الأسوأ!

عزيزتي,
نَحن بشَرٌ مِن خلْقِ الله, لنا قلوبٌ في صدورنا تَنْبض, وأعْيُنٌ تبكي وأنفسٌ تَحزن وتتأثَّر, وقد تغلبنا أحزاننا حينًا ونغلبها حينًا, لكن هل يزيدنا استرجاعُ الذِّكريات الْمُؤلِمة إلا هَمًّا وغمًّا؟ هل يزيدنا التحسُّر إلاَّ ألَمًا؟

الزَّواج رِزْق, والوظيفة رزق, وحُبُّ الناس رزق, وكلُّها بيد الرزَّاق, فهلاَّ طرَقْتِ الباب بصِدْق!

انظري حوْلَك وتأمَّلي جيدًا، ستجدين العديدَ من الفتيات تَجاوَزْنَ عمرَكِ، ولَم ينقطع بِهنَّ الأمل, وقد منَّ الله على بعضهنَّ بالزَّوج الصَّالِح بعد طُول صبْر, وقد حظِيَتْ الكثيراتُ منهن بوظائف طيِّبة بعد أن كاد خيط الأمل أن تنقطع أوتارُه, وتتمزَّق أوصاله!

لا أجد ما أنصحك به إلاَّ أن تتوكَّلي على الله، وأن تلجئي إليه بصِدْق، وتُحسني طرْقَ الباب, وأن تستثمري فراغكِ في تطوير قدراتكِ وتنمية مهاراتك, وأن تبحثي بكلِّ أمل وثِقَة في الله عن عمَلٍ طيِّب, وأن تُواجهي المُجتمع بنفْسٍ طَمُوح وبروح طيِّبة مَرِحة، فمَن يَجِد فتاةً متجهِّمة عابسة يرغب عنها مهما كان جَمالُها.

وندعو الله لكِ من قلوبنا أن يوفِّقكِ، وأن يَمُنَّ عليك بالزَّوج الصالح الطيِّب، حسَنِ الْخُلق، جَميل العِشْرة، وأن يُسْعدكِ في دُنياكِ وأخراكِ, ونَسْعد بالتواصل معكِ في كلِّ وقت.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.59 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]