|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أرفضه لإعجابه بنفسه؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السَّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته، أمَّا بعد: فأودُّ أن أشْكُرَ القائمين على هذا الموقع الأكْثر مِن رائع، وأدعو الله أن يُبارك جهودَكم، ويُوفِّقكم لِمَا فيه رِضاه، ويَتقبَّل الله منَّا ومنكم صالِحَ الأعمال. أكتُب إليكم وكلِّي أمَلٌ في الله أولاً، ثم فيكم ثانيًا أن تردُّوا على استشارتي في أسْرع وقتٍ، منتظرة منكم الرأي السديدَ، فأنا أرى في رُدودكم على استشاراتٍ سابِقة في الموقع الراحةَ والشِّفاء. تَقدَّم لخِطبتي رجلٌ أحسبه ملتزمًا - ولا أُزكِّي على الله أحدًا - بناءً على سؤالنا عنه قبلَ أن يأتي إلى بَيْتِنا، وعلى كلِّ حال فإنَّه مناسبٌ لي مِن جميع الاتِّجاهات، من حيثُ الالْتِزام، وهو أيضًا حافظٌ للقرآن الكريم، ولكن لن أقولَ عن نفسي إنِّي ملتزمة، التي يَتغنَّى بها الكثيرُ، ولكني أحبُّ الله ورسوله، ومِن حيثُ السِّنُّ يَكْبُرني بخمس سنوات. ولكن حَدَث موقفٌ جعلني أتجاهل ذلك كلَّه، فعندما جاء إلى بيتِنا أخَذ يَتحدَّث عن نفسِه، وعن راتبه، وعن مسؤوليته في إدارةِ الشركة، وكان حينَها يجلس جِلسة مسترخية تَمامًا مُتَّكئًا على وسادة. ولكنِّي أتَساءل: هل هذا حالُ مَن يَتقدَّم للخِطبة، أن يجلسَ هذه الجِلسة؟ فقد جَلَس على المقعد كجلستِنا حينما نتناول الطعامَ، وكان كثيرًا ما يُحرِّك يديه بعُنْف أثناءَ الحديث، فهل هذه الجلسة تدلُّ على إعجابِه بنفسه، وعن تفرُّده في قَرارتِه؟ وإنْ كان كذلك، فهل أستطيعُ أنْ أتعايشَ مع مِثل هذه الشخصية؛ حيثُ إنَّني أحبُّ الهدوءَ وأكره الإعجابَ بالنفس. فبِماذا تنصحونني وأرْجو الردَّ العاجِل؛ لأنَّه في انتظار الردِّ بعدَ يومين مِن الآن، وجزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السَّلام ورحمةُ الله وبركاته. أحْسَن الله إليكِ، ومَرْحبًا بكِ في شبكة (الألوكة)، ونَشكُر لك ثناءَكِ العَطِر، ونسأل الله أن يتقبَّل دعواتِكِ الطيبةَ، وأن يجعل لكِ منها أوفرَ النصيب. يصعب علينا الردُّ في يومين فقط على أيِّ استشارة، مهما بلغتْ أهميتُها عزيزتي؛ حيث تمرُّ الاستشارة بلجانٍ للمراجعة بعدَ الإجابة عنها، وعلى كلِّ حال، فنحنُ حريصون على إيصال الردودِ لأصحابِها في أسرعِ وقتٍ ممكن، والله المستعان. ردُّك على الخاطب لا يَعْني إلا قَبولاً مبدئيًّا، وليس إلزاميًّا، ولا تكليفيًّا بإتْمام الزواج، فأمامَك مُدَّةُ الخِطبة، وفيها يتمُّ التعارف بيْن الأهل، وتتعدَّد اللِّقاءات بيْن العائلتين، وتتَّضح الكثيرُ من الأمور التي تكون الفتاةُ متعطشةً لمعرفتها في الغالِب. مشكلة الكثيرِ مِن الفتيات أنَّها تَضَع في ذِهنها صورة معيَّنة لفارسِ أحلامها - كما يُطلِق البعض - وتتكوَّن هذه الصورةُ لديها منذُ الصِّغر، ولكنَّها تكون غيرَ واضحة المعالِم في البداية، شيءٌ جميل، فستان أبيض، ورود، سعادة فقط! ثم تَظلُّ تَزيد في هذه الصورة وتُنقِّحها، مُتجنِّبةً كلَّ عيب ونقص بشري، ومتخيِّرة كلَّ فضيلة، حتى تكونَ قد وضعَتْ لمساتها الأخيرة مع اقتراب موعِد الزواج، أو تَقدُّم ذلك الفارِس المنتظَر، وعندَ معاينة الواقِع، والوقوف على بعضِ النقائص البشريَّة، تبدأُ الحقائق المُخزية - بالنسبة لها - في التجلِّي والتتابُع أمامَ عينيها بلا رحْمة، وتَقِفُ أمامَها الفتاةُ عاجزةً عن التصرف، غيرَ مُدركةٍ لنقطة هامة، وهي أنَّ الصفاتِ التي قد وضعتْها منذ البداية أقْرَبُ لعالَم الخيال منها لعالَم الواقِع! فلكلِّ إنسان عُيوب خُلُقية أو خِلقيَّة، أو حتى عيوب نِسبية، عليها أن تُفكِّر فيها وتتوقَّعها قبلَ الاسترسال في عالَمٍ جميل مِنَ الخيالات والأحلام، التي لا علاقةَ لها بالواقع. قد يكون في خاطبِك ما ذَكرتِ من صفات أو أخلاق، كالغرور أو العُجْب، وتلك الجِلْسة تُوحِي بشخصية واثِقة معتزَّة بنفسها إلى حدٍّ ما - كما يُفيد علماءُ النفس - لكنَّهم عندَما وضَعوا تلك المقاييسَ، وصنَّفوا الشخصيات، لم يَجْزموا بأنَّ فاعلها لا بدَّ وأن يكون متحليًا بتلك الصِّفات، متخلقًا بهذه الأخلاق. فمَن يجلس ورِجلاه مُلْتفَّة ليس بالضرورة أن يكون شخصًا حالِمًا وعاطفيًّا، ومَن يجلس على طَرَف المقعد فلا نجزمُ بأنَّه شخص متوتِّر، سريع الغَضَب. هذه كلُّها مجرَّد احتمالات أو قرائِن لا يُمكِننا الجزْمُ بها إلاَّ بعْدَ التعامُل مع الناس، ومخالطتهم والاحتكاك بهم. كما أنَّ مَن يذهب ليخطبَ الفتاة من الطبيعي أن يجعل حديثَه الرئيس عن (إنجازاته)، فهو يُفكِّر بطريقة عكس التي تُفكِّرين بها؛ فمِن الطبيعي والمنطقي أن يكون أساسُ حديثه في زيارةٍ الغَرَضُ منها قَبولُه كزوج لابنةِ مَن يحادثه، هو إظهارَ إمكاناته، ووضْعه المادي والاجتماعي المناسِب والمستقرّ، وحديثُ الإنسان وسلوكه يَختَلِف على حسبِ المواقِف. فكَيْف له أن يتجنَّب الحديثَ عن نفسه، أو عن تحمُّله للمسؤوليَّة، أو عن راتِبِه؟! هذا أساسُ ما يحبُّ وليُّ أمْر الفتاة سماعَه منه؛ ليبنيَ عليه حُكْمه. عليكِ بالاستخارة أولاً، وسؤال أهْل الرأي مِن أهلك الذين تَعاملوا معه، ومجالسة أهْله والتعامُل معهم، ويُفضَّل تبادُلُ الزِّيارات بينكم؛ حتى يتبينَ لكِ مِنَ الصفات ما يُثلِج صدرَك - بإذن الله - قبلَ إبرام ذلك العقْد المتين، والميثاق الغليظ. أمَّا أن يأتيَ الرَّفْض لمجرَّد جلسة أُولى، فلا يفترض بالفتاة العاقِلة أن تُقدِم عليه في زمن قلَّ فيه الظفرُ بزوْج صالح، صاحِب خُلُق ودِين، يَحفَظ القرآن، ناجِح في حياته العَملية، مناسِب في السِّنِّ... تأمَّلي رَعاكِ الله! فالفتياتُ مِن حولنا يَكْبَرْنَ، وتقترب وتَكْبُر معهنَّ آلامهنَّ، وتبتعد وتصغُر آمالهن. وأمَّا التعايشُ مع الزوْج المتفرِّد برأيه فله حديثٌ يطول، لكنَّه ليس مستحيلاً متَى ما حسَنُتْ أخلاقُه، وصَلح دِينُه، والزَّوجةُ الصالِحة هيِّنةٌ ليِّنة، طائعة لزوجها، وإنِ استعصَى عليها أمرٌ فلْتَلجأْ لأسلحِتها الأُنثوية التي لا تَخيب، إلاَّ مع مَن تُسيء استخدامَها. وفَّقكِ الله ويَسَّر لك كلَّ خير، وأراح قلبَك، وأقرَّ عينك بما تُحبِّين مِن خيري الدنيا والآخِرة، ونسعَدُ بالتواصُل معكِ في كلِّ وقت.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |