زوجي وزميلاته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029833 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306099 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123329 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77593 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49028 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61501 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42893 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-07-2021, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي وزميلاته

زوجي وزميلاته


أ. شريفة السديري



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بدايةً أشكر كلَّ القائمين على هذه الشبَكة الرائعة، ولدي سؤالان: الأول: أن زوجي مقصِّر في الصلاة، ولا يحبُّ أن أذكِّره، أو أقول: "اذهب صلِّ"، مع أنه كان لا يصلِّي قبل الزواج، والآن تحسَّن، لكن أنا أريده أن يُداوم، ولا يترك أيَّ فرض، وقلت: قد يكون أسلوبي غيرَ صحيح، فأصبحتُ أقول: "حبيبِي صلِّ، ولا تؤخِّر الصلاةَ؛ كي يرزقك الله"، وهو يريدني أن أتركه على هواه، وأنا أتضايق جدًّا من هذا الموضوع، وأخاف عليه من العقاب في الدُّنيا والآخرة.

وسؤالي الثاني: زوجي بطبعه اجتماعيٌّ جدًّا، وبحكم عمله يتعامل مع النِّساء، ويتحدَّث معهن، ويمزح أحيانًا، وأنا أتضايق جدًّا من هذا، فيقول: "والله لا أقصد شيئًا، وهنَّ مثل أخَواتي"، ويفعل ذلك حتى مع وجودي في السيارة؛ حتَّى لا يُدْخِل الشكَّ إليَّ، وأصبحتُ أتجاهل ذلك، وحين أدخل السيارة في وجودهن، أتحدث وأمزح معهنَّ، وإحداهنَّ سافرَت، وأحضرَت أشياء لصديقاتِها بالصالون، وأحضرَتْ لزوجي مثلهنَّ، وأخرى أحضرت والدتُها تعليقةً؛ حتى يضعَها زوجي في السيارة، وضاعت التعليقةُ منها، فاشترت أخرى وأعطتها لزوجي، ووضعها في السيارة، وأنا ضجرتُ جدًّا من ذلك، وحين قلت له، قال: إنَّ الرسول قَبِل الهديَّة، ولَم أعد أعلم كيف أتصرَّف؟ أأصمُت ولا أتحدث، أم ماذا أفعل؟

هو يراني أغار كثيرًا، ويتضايق من ردَّة فعلي، ويريدني أن أقبلَه كما هو، ولا أغارَ من شيء يحصل معه، وأنا أخاف أن أفقد زوجي إن فعلتُ ذلك، مع العلم أنَّه يُحاول أن يقول لي ما يَحصل معه؛ حتَّى لا أتضايق، وأنا أخاف أن يَمتنع عن القول لي؛ من أسلوبي، وهو أيضًا يَشعر أني لا أفهمه، ويريدني أن أفهمه من نظرة، وأنا أريد ذلك بشدَّة، والحمد لله زوجي متفاهمٌ معي ويحبُّني، وأنا لا أريد أن أخسره، أرجو أن تساعدني، ولك جزيل الشُّكر، واعذرني على الإطالة.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكِ عزيزتي في "الألوكة".
مشكلتكِ من شقَّين؛ الشِّقُّ الأول: تَهاوُن زوجك في أداء الصَّلاة، والشق الثاني: حديثه وتبسُّطه مع النِّساء في العمل، وغيرتك عليه؛ لأجل ذلك.

واسمحي لي أن أجيبك أوَّلاً على الشقِّ الثاني.

عزيزتِي:
من مُجمَل حديثك استنتجتُ ثلاثة أمور تلخِّص لنا المشكلة، وهي:
1 - غَيرتكِ عليه تُزعجهُ وتضايقه.

2 - تَشعرين بخوفٍ من فقدانه بسبب زميلاته، ولكنَّه يطمئِنُك بقوله: إنهنَّ مثل أخَواته.

3 - يَشعر أنكِ لا تفهمينه، وفي المقابل أنتِ تريدين أن تفهميه من نظرة.

غيرتكِ يا عزيزتي - رغم أنَّ سببها موجود وواضح لكِ - إلاَّ أنني أقول لكِ: إنَّ سببها الحقيقيَّ ليس هذا!

فعلماء النَّفس قالوا: إنَّ الغيرة منشؤها الأصليَّ هو حبُّ التملك؛ أيْ: حين يَشعر الإنسانُ أنَّ هذا الشخص يخصُّه، ومِلكٌ له وحده، فإنَّه يبدأ بالقلق إن شعر أنَّ هذا الشخص يُبدي اهتمامًا بأحدٍ آخَر، وكلَّما زاد شعور التملُّك زاد غضبُ الإنسان، وقلَقُه من فقد هذا الشخص.

وأيضًا قالوا: إنَّ سبب الغيرة هو نقصُ الثِّقة بالنفس؛ فالمرأة إن كانت ترى نفسها جميلةً ولطيفة، وذكيَّة، وقائمةً بواجباتها مع زوجها، وأحسنَت التبعُّل له، وأوفَتْه حقوقه، وكانت متأكِّدة ومتيقِّنة أنَّها هي الوحيدة المتربِّعة على قلب زوجها - فلن تقلق وتخاف إن كان مع غيرِها من النِّساء، ولو كانت تشعر بأنَّها غير جميلة أو غير راضية عن نفسها، أو أنَّها مقصِّرة، أو أي شعور آخَر سلبِي تجاه ذاتها؛ فإنَّها ستظلُّ قلقة خائفة ومضطربة، حتَّى لو كان زوجها وحيدًا طوال الوقت.

عزيزتي، إن عمل زوجِك مع النِّساء له حكمٌ شرعي يقدِّره أهل العلم، ويمكنك سؤال القسم الشرعيِّ هنا في "الألوكة"، ولكننا في قسم الاستشارات نقول لكِ: إن مشكلتك في الغيرة منشؤها الأساسي نَفْسيٌّ؛ لأنَّ الرجل إن أراد أن يخون زوجته وجَد ألف طريقةٍ وطريقة، ولن تُعجِزه الحيلة في إخفاء ما يَفعل عن زوجته؛ لذا فالرَّادع الحقيقيُّ هو خوفه من الله ومِن عقابه.

إذًا؛ ما الحل يا عزيزتي؟

يجب أن تثقي بنفسك أكثر، اكتشفي مُميِّزاتك ونَمِّيها، زيدي من ثقافتك، اهتمِّي برشاقتك وأناقتك، كوني أنيقةً ومُرَتَّبة طوال الوقت في المنزل وأمام زوجِك.

أبدعي في تدليل زوجك، والاهتمام والعناية به، اسحري لُبَّه، وافتنيه، واجعليه لا يرى غيركِ في النِّساء.

توقَّفي عن إخباره بغيرتِك وخوفك وقلقك؛ لأنَّه حين يرى زوجتَه في البيت خائفةً ومتوتِّرة وقلِقة، وفي المقابل يرى زميلاتِ العمل مَرِحاتٍ وبشوشات، سيفضِّل الجلوس معهنَّ على الجلوس معكِ!

وتذكري قول الشاعر الذي يخاطب امرأته:

وَلاَ تُكْثِرِي الشَّكْوَى فَتَذْهَبَ بِالْهَوَى
فَيَأْبَاكِ قَلْبِي، وَالقُلُوبُ تَقَلَّبُ

فَإِنِّي رَأَيْتُ الْحُبَّ فِي القَلْبِ وَالأَذَى
إِذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الْحُبُّ يَذْهَبُ


لذا؛ فابدئي في معالجة غيرتِك وتخفيفها؛ حتَّى لا تُزعجك أنتِ في الأساس، واستبدلي أحاديثَ وُدِّية ومرحة وماتِعة بالوقت الذي كان يَضِيع في هذه النقاشات، شاركيه اهتماماتِه أيًّا كانت ومارسيها معه، وكوني له الزَّوجةَ الحبيبة، والصَّديقةَ الصدوقة المتفهِّمة.

ومع الوقت ستَفهمينه وتفهمين شخصيَّتَه، وطريقة تفكيره ونفسيَّته، وتعرفين ما يحبُّ وما يكره، وما يريد وما يَرفض، ولكن بالتَّدريج؛ فأنتِ لم تذكري لنا كم مدَّة زواجكم؟ ومن حديثكِ شعرتُ بأنكما متزوِّجان حديثًا، ولم تنجِبا بعد، فإن كان الأمر كذلك فاطمئنِّي؛ لأنكِ ما زلتِ في بداية حياتكِ، وأمامك الكثير لتكتشفيه وتعرفيه، وإن كنتِ قد أنجبتِ، ومرَّت سنون عدة على زواجك، فلا تقلقي؛ لأن الوقت لم يَفُت، وما زال أمامك فرصة لتبدئي من جديد.

ثقِّفي نفسك، اقرئي كتبًا عن الحياة الزوجية ومشكلاتها، وعن الفروق بين الرَّجُل والمرأة، والتَحِقي بالدَّورات التي تتحدَّث عن الأمور الزوجيَّة، فكلُّ ذلك سيفيدك في حياتك، ويعزِّز من ثقتك في نفسك، ويساعدك على فهم زوجك أكثر.

أمَّا بالنسبة للشقِّ الأول، وهو تَهاوُنه في أداء الصلاة، فهو أمر عظيمٌ بلا شكٍّ؛ لأنَّ الصلاة هي عماد الدين وأساسه؛ كما قال - عليه الصَّلاة والسَّلام - : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصَّلاة، فمَنْ تركها فقد كفَر))؛ رواه الترمذي والنَّسائي وابن ماجه.

والحمد لله أنه تحسَّن وصار يصلِّي، بعد أن كان لا يصلي، ولكن الخوف يا عزيزتي أن يَشعر بأن تذكيرك له بالصلاة كأنَّه استعلاء، حتَّى ولو كان كما ذكرتِ لنا، وطبيعة الرجل في مجتمعاتنا لا يحبُّ أن يتلقَّى أمرًا من زوجته مهما كان الحبُّ بينهما.


لذا؛ حاولي أن يكون تذكيرُك بطريقة غير مباشرة، كأن تضعي في جوالاتكم برنامجَ المؤذِّن؛ ليؤذِّن كلَّما حان موعد الصلاة، وفي جهاز الكمبيوتر تضعين برنامجًا مثله، وهناك بعض البرامج تؤذن للصَّلاة، وتذكِّر بأذكار الصَّباح والمساء، وتُظهِر آياتٍ وأحاديثَ على مدار الوقت في رُكن الشاشة، وهذا كله من شأنه أن يزيد من الإيمان في قلب زوجك، وفي نفس الوقت لن تكون النصيحة منكِ مباشرة، وأيضًا هناك خدمة "جوال تدبَّر"، حيث يرسل للمشترك رسائل تحوي تفسيرًا لآياتِ كتاب الله، سيكون من الجميل لو اشتركتِ له فيها؛ لتصله على جواله كلَّ يوم رسالةٌ أو اثنتين تذكِّره بالله وبعظمته، وتحيي الإيمان في قلبه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.04 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]