|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تزوج قبلي مدة 10 أيام.. فهل أرضى به زوجا؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد، أولاً أوَدُّ أن أشكركم على ما تقدِّمونه من نَفْع وفائدة. من فضلكم أودُّ استشارتَكم فيما أقَصُّه عليكم: لقد تقدَّم لي شخص طالبًا النكاح، وهو أخ لزميلتي، وقد سبَق له الزَّواج، لكنَّ زواجه لم يستمِرَّ 10 أيام، ولم يَحدُث زواج فِعلي. وقد قال الناس: إنَّ البنت التي تزوَّجها رفضَتْ دخولَه بها؛ في البداية اعتذرَتْ، ثم بدأَتْ تتهَّرب. وقالوا أيضًا: إنَّ البنت طماعة، وقد تزوَّجَها في بيتٍ لأهلها، وجهَّز هو الشقة، وأكمل تأثيث المنْزل، وهكذا، ثم بعد ذلك رفضَت الدخول بها، وهذه البنت تسافر إلى الكويت للعمل بالتعاقُدِ، فسافرت وتركَت الزوج، هذا ما قالوه. وهما الآن بصدد الطلاق، ولكنهم يؤخِّرونه؛ لأن البنت وأهلها يرفضون إعطاءهم حقوقَهم؛ من نحْوِ تجهيز الشقة، والعفش، وكذلك الشَّبْكة... إلخ. وعندما سأَلْنا عنهما تضاربَت الآراء، ولكن الغالبية قالوا: إنَّ الشاب متديِّن وخَلُوق وشهم، لكنَّ أمَّه صعبة المِرَاس، وهو يسمع كلامها، وهي سبب مشكلته. وعندما سألنا من جهة العروس قالوا: إنه لا يستطيع الزواج، ولديه مشكلة، ولَمَّا سُئِل أحد أقاربه عن هذا، قال: ليس حقيقيًّا. والآن أنا جلستُ معه، وجلس معه كذلك أخي وأبي، ورأينا أنه يبدو عليه الطِّيبة، ولكنَّ أخي يقول من خلال واقع مشكلته: إنه محترم، لكنه ليس ذا نخوة؛ حيث إنه انقاد وراء الحدَث، وتماشى مع الموقف. وللعلم هذا الشخص يعمل على مركب سياحي، وإذا تَمَّت الخِطبة فسوف يسافر قريبًا؛ حيث يُخبِر أنه بعد الزواج ضاع ماله، فهو يُريد السفر؛ ليحضر تكاليف حفل العرس وأعباء الزَّواج. أما أنا فتتوفر لديَّ فرصة للسفر إلى الكويت أيضًا، فماذا أفعل؟ أرجو إفادتي؛ فأنا لا أعلم ماذا أفعل الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله أختي الكريمة، ومرحبًا بكِ معنا في شبكة (الألوكة)، ونشكر لك ثِقتَكِ الغالية وثناءك العَطِر، سائلين المولى - عزَّ وجلَّ - أن ييسِّر الله لك كلَّ عسير، وأن يوفِّقك إلى ما فيه الخير والصلاح. أبعاد المشكلة غير واضحة للأسف، فهل كانت والدتُه السببَ في مشكلته، أوْ أنَّ العروس رفضَت الدخول بها؟ وكيف أن العروس طمَّاعة في حين قَبِلَت بالزواج في بيت أهلها؟ وكيف أنَّ العروس قد سافرَتْ، وتَمَّ منعه من الحصول على شقته الخاصة؟ أو تَعْنِين أنه قد كتب الشقة باسم الفتاة؟ أشعر أنك بحاجة للكثير من المعلومات لتقرير مصيرك. يا عزيزتي، تقولين: "قالوا: إن الفتاة رفَضَت الدخول بها" وأقول لك ما قاله رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بئس مَطِيَّة الرَّجُل "زعَموا"))؛ صحَّحه الألباني. هذا زواج، وليست مجرَّدَ صفقة عابرة؛ ربِحَتْ أم خسرتْ فلن نَخسر إلا القليل! أنصحك بالمزيد من التحَرِّي، وسؤال أهل العروس على وجه الخصوص، برغم أنَّه مِن الوارد ألاَّ يُعطُوا معلوماتٍ صحيحةً حول الموضوع، لكنْ في نفس الوقت يكون الاكتفاء بسماع رأي أقارب الشاب لا يصِحُّ؛ إذْ لن يَشهد ضدَّه مِن أهله أحدٌ في الغالب. والتريُّث في مِثل هذه الأمور مطلوب وضروري، فلا يَكفي ظهورُ الأخلاق الحميدة والصفات الحسنَة على الشاب للمسارعة بإتمام إجراءات الزواج؛ خاصةً وأنه من المقرَّر أنْ يسافر بُعَيدَ الزَّواج مباشرةً، وهذا يَعني أنَّك ستعيشين معه في بلد آخَر بعيدًا عن الأهل والأقارب، فأنصحك بتوخِّي الحذَر، وإعادة التفكير تحت كَمٍّ أوفر من المعلومات الموثَّقة. وأتمنى أن تستفسروا عن سبب تعجُّلِه في إتمام الزواج بهذه السرعة، وقبل أن يتخلَّص من رواسب مشكِلات زواجه السابق ولم تَنته الإجراءات بَعْد؛ فقد يتمُّ الطلاق، وقد تَعود المياه إلى مجاريها، وتكونين حِينَها في موقف لا تحبِّين أن تكوني فيه! عندما سألتم أهلَ زوجته وقالوا: "لديه مشكلة، ولا يستطيع الزواج". فلماذا لم تقفوا على حقيقة تلك المشكلة، وماذا يقصدون بقولهم "لا يستطيع الزواج"؟ هل يقصدون والدتَه وتدخُّلَها المفْرِط في حياته الزَّوجية، وانصياعه لكلِّ ما تأمر به؟ أو يَقصدون مشكلةً صحِّيةً؟ أو نفسيَّةً؟ أو أن الأمر أعظم مِن ذلك كلِّه؟ بما أنك لم تخبِرينا عن عُمرك، فلا أَنصحك بِقَبول الزواج منه قَبل إتمام إجراءات الطلاق، إلاَّ أنْ تكوني قد تجاوَزْتِ الثلاثين، وحينها أيضًا أنصحك بالتعرُّف على حقيقة الأمر وسبب مشكلته مع زوجته، وإنْ قدَّر الله لكما الزواج، فلْتَضعي في اعتبارك أنَّ زواجه قد لا يَنتهي وقد تَعود زوجتُه نادمةً، أو تنتهي المشكلات بينهما في أيَّة لحظة، فكَم مِن بيوت تَكون على وَشك الانهيار، ثم يَكتب الله لها التماسُكَ ويَعودُ كلُّ شيء لوضعه الطبيعي! ففكِّري في الأمر جيِّدًا، وعليك بصلاة الاستخارة؛ فهي عِمَاد التوَكُّل على الله وتفويض الأمر إليه، ورَدَ في صحيح البخاري عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعلِّمنا الاستخارة في الأُمور كلِّها، كالسُّورة مِن القرآن: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر فلْيَركع ركعتين، ثم لْيَقل: اللهم إنِّي أَسْتخيرُك بعِلمك، وأستقدرك بقُدرتك، وأسألك مِن فَضلك العظيم؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أَقْدر، وتَعلم ولا أَعلم، وأنتَ علاَّم الغيوب، اللهم إنْ كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمر خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجِلِ أمْري وآجِلِه - فاقْدُرْه لي، وإن كنتَ تَعلم أنَّ هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجلِه - فاصْرِفه عنِّي، واصرِفْني عنه، واقْدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان، ثم رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حاجتَه)). وأمَّا عن سفَرِك خارج البلاد، فلا يَنبغي السَّفر بِغَير مَحْرم، فإنْ توفَّر المَحْرم وتوفَّرَتْ لكِ الإقامة الآمنةُ هناك، فما المانع؟ ولعلَّ الله يَفتح لكِ من أبواب الرِّزق والتيسير ما لا تَعلَمِين، فقط استعيني بالله وتوكَّلي عليه، ولا تقْدِمي على خُطْوة مَصِيرية إلاَّ بعد النَّظر من جميع الجوانب والترَيُّث؛ فالتعجُّل في مثل هذه الأمور يُورِث من الحسرة والنَّدم ما لا تُطِيقه الأنفس، وأتمنَّى لو تراسلينا في وقت يكون ذِهنُك أكثرَ صفاءً، ونفْسُكِ أكثرَ سكينةً؛ لعلَّنا نستطيع مساعدتك - إن شاء الله. وفَّقكِ الله، ويسَّر لك الخير حيث كان، وسهَّل أمْرَك كلَّه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |