بين نارين: الصبر والطلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141354 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-07-2021, 11:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي بين نارين: الصبر والطلاق

بين نارين: الصبر والطلاق


أ. مروة يوسف عاشور






السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا على إتاحة الفُرْصة لنا لطَرْح شكوانا.



زوجي تخرَّج في الأزهر قسم تفسير، عمره 42 عامًا، تَزَوَّجَني منذ 14 عامًا.



أنْجَبْتُ له خمسة أولاد، وبنتًا واحدةً، يستمِع إلى تسْليط أهْلِه عليَّ، لدرجة أنَّه أرْسل لأخيه توكيلاً وزَوَّجَه عليَّ امرأةً من الشرقيَّة بمصر، وذَهَبَ أخوه وزوجتُه وأخته وزوجها لكتْبِ كتابِه وأنا لا أدري، وقد رأيتُه قبل زواجِه يُعطي لأخيه الذي زَوَّجَه أوراقًا - سبحان الله - هذا الحدَثُ منذ 5 سنوات، وقد طلَّقها بعد سنة مِن زواجِه، ولكنَّني تعِبْتُ جدًّا، ونزفْتُ إثْر الصدمة، وكانتْ أمُّه تقول له: سكنها في غرفة معي في بيتي، لكن الله نصرني عليهم، وطُلِّقَتْ ولَم تُنجِب.



أُخت زوجي الكبيرة امرأةٌ سيئة، تؤلِّف التُّهَم الباطلة وتلصقها بي.



أنا أسْكُن في مكَّة مع زوْجِي، وهو إمام مسْجدٍ، والمشكلةُ التي أتَمَنَّى أنْ أجد لها حلاًّ هي أنَّه غضوب جدًّا جدًّا، يضرب أطْفالِي بقسْوةٍ شديدة على جسدهم - الكبير 12 عامًا، والصغير 3 سنوات.



الأمر الآخر أنَّه أوَقَع طلقتين، ودائمًا يحلف عليَّ بالطلاق، وأُكَلِّمُه بحُسْن نيَّة فأقول له مثلاً: لو سمحت، كلِّم الدُّكتور صاحب المدرسة حتى يُتَمِّم نقْل كفالتي على مدرستِه، فيقول: "عليَّ الطَّلاق منكِ لا أتَّصل به، ولا أذهب لك إلى أيِّ مشوار"!



قبل أُسبوعَيْن كانتْ هناك مُشكلةٌ مثْل هذه، ولَم أكنْ أتَوَقَّع أنه يتعامل معي هكذا، وتأتي هذه المرَّة أشد مِنَ الأولى، والمصيبة أنَّ كلَّ هذا حدَث أمام الأولاد جميعِهم، علمًا بأنَّه قبل يومَيْن اتَّصلَتْ عليه ابنةُ أختِه مِنْ مِصْر قُرب الساعة الواحدة ليلاً، فقُمتُ فزعةً، وأرسلتُ لها رسالةً قلت لها: حرام عليكم، أقلقتم نومنا، كم الساعة الآن؟! ولَم أُخبرْه.



بعدها بيومين وجدتُه يقول لي: "آخر مرَّة أجدك تمسكين جوالي" و... و....، يفعل ذلك في بيته وعياله، كل هذا مِنْ أجْل فتاة عمرها 23 عامًا.



بكُلِّ صراحةٍ كدتُ أُطَلَّق مِن أعماله السيئة، ولَم أَتَخَيَّل نفْسِي أعيش مع مثله، لولا أنَّه اعْتَذَر ونَدِم، لكنَّه الآن أصبح لا يُطاق، فأنا بين نارين، ولا أعلم ماذا أفعل مع مِثْل هذا الرجل؟ فهو صعب جدًّا، ومُتعب لي شخصيًّا.



كل ما يهمنِي حُسْن الخُلُق، فكلُّ يوم والآخر أجد مشاكل، طبعًا هذا غير تجرُّئِه وزواجِه عليَّ، فأصبحتُ أُقَلِّل نُزُولي لمصر، وقلتُ له: هم يأتون إليك، ولا تنْزل لهم؛ لأنَّهم جعلوه يُسافِر إلى مكَّة، وأنا أقوم بعَمَليَّة ولادة في مصر، دون علمي.



حسبي الله ونِعْم الوكيل فيهم، أُفَوِّض أمري إلى الله.



أرجو توْجِيهكم الكريم.


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

شَكَر الله لكِ أختي الفاضلة أم عبدالله هذا الثناء الطَّيِّب، وأعاننا الله على مدِّ يد العون لك ولجميع إخواننا وأخواتنا المسلمات.



أتدرين؟



قدَّر الله وأنا أقرأ رسالتك هذه أن أسْمَع هذه الآية: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾ [الكهف: 45]، إي والله، سمعتُها فأثلجتْ صدْري، فكتبتُها لكِ؛ لعلَّ الله أن يثلجَ صدرك بها.



تأملي معي هذه الصُّورة العجيبة!



ماءٌ ينْزل مِنَ السماء، فيختلط به بعضُ النبات والزَّرع، ثُمَّ لا يلبثُ أن يَيْبَسَ ويتحوَّلَ إلى فُتاتٍ، سرعان ما تُطيره الرِّياح في مختلف بِقَاع الأرض.



نعم، هذا حالُ الدُّنيا التي نتشاحن عليها، ونتقاتل مِنْ أجْلِها، ونتشاجَر فيها، ونَحْزَن عليها، ونبكي مِنْ أجلها، ونسعى إليها، أليس هذا بعجيبٍ؟!



هوِّني عليك، وسلي نفسك وأجيبيها: أليس الله مطلعًا عليك وعليهم؟! أليس الله يعلم حالك؟!



فلن تضيع عنده مِثْقال ذرَّة مِنْ ظُلم؛ ﴿ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].



أما عنْ توجيهي:

فأنصحكِ أولاً بالتعامُل مع هذا الزوج بكلِّ هدوء وحكمة وتأنٍّ، لا تتعَجَّلي في حديثكِ إليه، فكِّري قبل أن تَتَفَوَّهي معه بكلمةٍ، أو تطلبي منه طلبًا.



على سبيل المثال: إنْ أردتِ أن يَتَحَدَّث إلى صاحب المدرسة من أجْل نقْل كفالة أو غيْره، فلا تُسارعي بالطلب بصورة عادية - عذرًا تحمَّلي وجرّبي - بل قومي بعمل ما يُسمَّى بالمقدمات، فابْدئي بالثناء عليه وعلى مساعدته لك، واطلُبي رأيه في أمْرِ نقْل الكفالة؛ مثلاً: أنا أثق في رأيك يا أبا عبدالله؛ فأنت إمام مسجد، وأعلم منِّي، وأكثر خبرة، فهل تتوقع أن ينقلَ الدكتور فلان لي الكفالة بسهولة أم لا؟



ثم اطلبي ما تريدين بقولك: فهلاَّ تحدثتَ إليه، بأسلوبك الجميل، فلعله يُسارع في إتمام الإجراءات... وهكذا، فكل أمرٍ سيتطلَّبُ منكِ بعض الجهد، الذي لن يلبث أن يُصبحَ عادةً لديك، ولا تنسي احتساب الأجر في مثل هذا، فالصبرُ على الزوج وتحمُّل أذيَّتِه مع حُسن معاشرته مِن أعظم ما يُمَيِّز المرأة الصالحة والزوجة الحكيمة.



تَعَجَّبْتُ في الحقيقة مِن سلوك والدته معك؛ لماذا تطلب منه أن يسكنَ الزوجة الأخرى معك؟! ما الذي دفعها إلى ذلك؟



لماذا لا تُحاولين كسب مودَّة تلك المرأة المُسِنَّة ببعض الكلمات الرقيقة والهدايا البسيطة؟



صدِّقيني، مهما تَبَيَّنَ لك أنَّها قاسية ولا تؤثِّر المعامَلةُ الحسَنة معها، فالأمرُ سيختلف بِتَوَدُّدكِ إليها، والنِّساء في هذا العمر سريعات العاطفة، يَتَأَثَّرن بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ويسْعدْنَ سعادة بالغةً بالسؤال عن أحوالهن، والاهتمام بشؤونهن.



بِخُصُوص ضرْبِه للأبناء، حاولي أن تجنبيهم كل ما يدعوه لضَرْبِهم بتَذْكِيرِهم، ومراجعة أفعالهم باستِمْرار، وإبعادهم عنه وقت غضبِه، وعند عودتِه من العمل، ولا يُجالسونه إلا في أوقات صفائه وراحته، وأكثري من التحدُّث إليهم حول طاعة الأب وتجنُّب إثارته، وأنه يعمل ويتعب مِنْ أجْلِهم؛ حتى لا يترَسَّب في نُفوسِهم بُغْضه.



وعليكِ بالتودُّد إليه بأُسْلوبٍ مختلفٍ، فانظري ماذا يُحِبُّ، وبادري إلى فِعْلِه، وجدِّدي حياتك معه بكُلِّ ما يَتَيَسَّر لكِ، وحاولي التقَرُّب إليه بالتعرُّف على مفاتيح قلبه، والدخول إليه من المدخل الذي يُحِب.



الزوج السريع الغضَب مِن أكثر الأمور التي تثير أعصاب المرأة، لكن في بعض الأحيان يكون له قلب طيب، خاصة مَن يُسارع بالاعتذار ويُظهر النَّدم، وعلى الزوجة الحكيمة أن تتعامل معه بِحِرْصٍ وفَنٍّ.



اصمتي تمامًا حال ثَوْرَتِه، حتى عند ضرْبِه للأولاد، وبعدها أحضري له كوبًا من عصير الليمون مثلاً، واسأليه عن صحَّتِه، وهل ما زال يشعُر بتَعَبٍ من آثار الغضب؟ نعم سليه ذلك بحنان واهتمام، ثم أخبريه أنَّ في ذلك خطرًا عظيمًا على صحَّتِه، وانتقلي معه إلى الحديث عن سبب غَضَبِه كضَرْب الأبناء، أو سوء التفاهُم بينكما، أو غير ذلك.



صدقيني أُخَيَّتي، أنا أشعر تمامًا بمعاناتكِ، وأتألَّم لألمك، ولا أنصحك هذه النصائح من برجٍ عاجي، وإن كانتْ هناك بعضُ الصعوبات، فالحفاظ على بيتك وحياتك الزوجية، واستقرار الأبناء بين أب وأم يتطلب بذل الجهد وتكرار المحاولات، والصبر على ذلك الزوج وأهله.



لا تغفلي جانب الدعاء بأن يصلحَه الله لك، ويجعل بينكما مودة ورحمة، فالله تعالى قادرٌ على تغيير الحال وتبَديله بين غمضة عين وانتباهتها، وما أجمل قول الشاعر:





دَعِ المَقَادِيرَ تَجْرِي فِي أعِنَّتِهَا

وَلا تَبِيتَنَّ إِلا خَالِيَ البَالِ



مَا بَيْنَ غَمْضَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا

يُغَيِّرُ اللهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ






وقد بلغْنا رمضان بِحَمْد الله، وهو خَيْرُ فرصة للدعاء والتقرُّب إلى الله، وفيه ليلةُ القدر، أسأل الله ألا يَحْرمك خيرها.




أخيرًا:

قيل لأحد الصالحين: لماذا لا تحزن على شيء من أمر الدنيا؟



قال: إنَّ الدُّنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فكم يكون قسمي أنا مِن جناح البعوضة؟!



وفقكِ الله، وأصلح حالك، وأقرَّ عينك بزوجك في الدنيا والآخرة، وتسعد الألوكة بالتواصُل معك في كل وقت، فلا تَتَرَدَّدي في مراسلتنا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]