|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي والوساوس المدمرة أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجوكم ساعدوني، فأنا حياتي على وشْك الانهيار؛ فقد تعرَّض زوجي لأزمة نفسيَّة شديدة بعد تعرُّضي للتحرُّش من قِبَل أحد الأشخاص، وخُصوصًا أنَّني لم أصارح زوجي بدايةً خوفًا عليه، حيث إنَّنا مغتربينِ في بلدٍ غير بلدنا، ولكنَّه اكتشف بالصدفة؛ ممَّا سبَّب له حالةً من الشك الرهيب رغم أنَّنا متزوِّجون منذ أكثر من 16 عامًا، ويعرف أخلاقي جيدًا، ويعلم أن ليس لي ذنب فيما حدث، ولكن كلام ذلك الشخص بعد أنْ واجَهَه زوجي كان يريد أنْ يُثِير شكَّه فِيَّ، وحسبي الله ونعم الوكيل! المشكلة أنَّ زوجي أصلاً مريض بتضخيم الأمور، ولديه بعض الوساوس، وخصوصًا أنَّ والدته فيها نفس المرض، وهي جليسة المنزل منذ أكثر من 20 عامًا، لا تريد أنْ ترى أحدًا سوى أبنائها فقط، وطوال هذه المدَّة وهي تُعانِي من حالة اكتئاب ووسواس شديدَيْن، وأنا أخشى أنْ يصبح زوجي مثل والدته، وأنا حِفاظًا عليه وعلي عِشرتنا أتحمَّله وأتحمَّل إهاناته لي، وأحيانًا أقدِّر ما هو فيه، وأحيانًا أخري أنهارُ، وأصبحت لا أقدر علي التحمُّل، ولا أريد أنْ أنفصل عنه لأني أحبُّه، ولكنِّي متعبة جدًّا، ولا أعرف ماذا أفعل! أرجوكم ساعِدوني قبل أنْ تتعرَّض حياتنا للانهيار، وأخبروني كيف أستطيع أنْ أساعد زوجي حتى يخرج من تلك الحالة، وما هي خطوات العلاج؟ ولكم جزيل شكري، وجعَلَه الله في ميزان حسناتكم. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الشكُّ من أصعب المشاعر التي تُتعِب صاحبها ومَن أمامه؛ فكيف إنْ كان لهذا الشعور ما يدعمه ويزيده؟! ربما الخطأ من البداية أنَّك لم تُخبِري زوجَك بنفسك رغم معرفتك بوَسوَسته وطبيعته، فمع طبيعةٍ كزوجك من الأفضل أنْ تُخبِريه أنت، وتشرَحِي له الأمرَ بالتفصيل، وتلجَئِي له؛ عِوَضًا عن أنْ يسمعها من غيرك أو عن طريق الصدفة! أما وقد حصَل ما حصَل، فركِّزي أنْ تُزِيلي الشك من قلبه؛ بأنْ تكوني واضحةً معه، وتخبريه بغلطك من كونك لم تُخبِريه من البداية، اعترافك بالغلط سيُخفِّف كثيرًا عنه، كما أنَّك بحاجةٍ بعدَها لأنْ تُبرِّري له ما دفَعك لأن تُخفِي عنه؛ وهو حبك وخوفك عليه مثلاً، بعدها أعطيه تصوُّرًا للمستقبل، تُصحِّحين به مواقفك القادمة، وبذلك تُزِيلين من قلبه الشكَّ والخوف من الغد! لكن انتبهي، لا تقبَلِي الإهانات، كُوني حازمة برفضها، فمجرَّد سُكوتك قد يُؤكِّدها بداخله أكثر، أخبِريه بأنَّك تعتَرِفين بغلطك، ولكنَّه لا يتجاوَز عدم إخباره من البداية. أمَّا ما يحاول ذلك الشخص الثالث أنْ يُثِيره بنفسه من الشك، فهذا طبعِيٌّ لكونه يريد الدفاع عن نفسه، اكشِفي قِناعَه واحتسبي، والجَئِي لله كثيرًا ليُعِينك. أمَّا خوفُك على زوجك، وما تَصِفينه من مُعاناة أمِّه أيضًا، فهذا يحتاج علاجًا سلوكيًّا معرفيًّا، إضافةً للعلاج الدوائي، ولن يُجدِي معه أنْ تتصرَّفي أنت وحدَك لمساعدته! الوسواس القهري والاكتئاب كلاهما بسبب خللٍ بموادَّ كيميائيَّة بالدِّماغ، وعدم المعالجة قد تزيدُ الأمور سوءًا كما يحصل مع حماتك، والعكس؛ كلَّما كان العلاج أسرَعَ كان أجدَى - بإذن الله. لذلك؛ احرِصي بكلِّ الطُّرق أن تجعليه يذهب لطبيبٍ مختصٍّ لمساعدته، استخدمي الأساليب التي تُناسِب طبيعته وتقنعه عادةً، يمكنك أنْ تخبريه أنَّك نفسك بحاجةٍ لأنْ تذهبي للطبيب معه، ربما يقنعه هذا، خاصَّة بعد المشكلة التي حصلت، أخبِريه أنكما كلاكما الآن بحاجةٍ لطرفٍ ثالث، ولو كان مختصًّا سيكون أجدرَ بالمساعدة والعَوْن. لو عجزتِ تمامًا عن إقناعه بالطبيب، فشاوِري أنت طبيبًا نفسيًّا، ربما يساعدك على طريقةٍ تُقنِعين بها زوجك، أو حتى يَصِف لك دَواء يُناسِبه ويتَّفق معك على طريقةٍ تتحايَلِين بها عليه ليأخُذه. لو عجزتِ عن ذلك، فحاولي مع حماتك؛ ربما تكون وسيلةً لزوجك لو رأى الأثر عليها إيجابيًّا، أخبري أبناءها بتأثير العلاج وضرورته لها، أيضًا انتبهي لأسلوبك أنْ يكون مناسبًا لطبيعتهم كيلا يصدُّوكِ، أو يُؤثِّر على علاقتك بهم بعد ذلك، يمكنك أنْ تشاوري شخصًا حكيمًا منهم؛ ربما يساعدك ذلك أكثر. بحال عجزت عن كلِّ ذلك، فاحرِصي فقط على ألاَّ يُؤثِّر مرضه هذا عليك، فكثيرٌ ممَّن يُعانون من المرض يكونون قادِرين على هزِّ ثقة مَن أمامهم وإتعابه، فاعتني بنفسك ألاَّ تنهاري مع الضُّغوط، وابحثي عن مُتنفَّسات تُعِينك لتبقي قويَّة وقادرةً على الاستيعاب والتحمُّل. ولا تنسي أنْ تحتسبي الأجر في كلِّ ما تَقُومين به من جهدٍ ومحاولات، فما تفعلينه ليس قليلاً، وكذلك أجره - بإذن الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |