|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية مصطفى صلاح محمد المقدمة الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعدُ: فقد تعددت المؤلَّفات التي اهتمَّتْ بعرض سِيرة السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - إجمالاً أو تفصيلاً[1]، وتعدَّدَت أخرى في عرضِ جانبٍ واحدٍ من حياتِها - رضي الله عنها -[2] فأُفْرِدت بعضُ تلك المؤلَّفات في فقهها - رضي الله عنها - وأخرى في علمها بالتفسير، وأخرى في مكانتِها في الحديث... إلى غير ذلك. ولَم أجد خلال بحثي مؤلّفًا عُنِيَ بالجانب الأدبيِّ والبلاغي في حياتها - رضي الله عنها - رغم أنَّها اشتهَرَت بين الصحابةِ والتابعين بالبلاغةِ العالية، والبيانِ الواضح، وليسَ أدلَّ على ذلك من قولِ الأحنفِ بنِ قيسٍ - رضي الله عنه -: "سمعتُ خطبةَ أبي بكرٍ الصِّديق، وعمرَ بنِ الخطاب، وعثمانَ بنِ عفان، وعليِّ بن أبي طالب، والخلفاءِ من بعدهم، فما سمعتُ الكلامَ مِن فَمِ مخلوقٍ أفخمَ ولا أحسنَ منه مِن فِي - أيْ: فَمِ - عائشةَ - رضي الله عنها -". فلمَّا كانت تلك مَنْزلتَها حتى بين الصحابةِ أنفسِهم، وهم أربابُ الكَلِمِ وأصحابُ البيان؛ رأيتُ أن تنفردَ لذلك دراسةٌ مستقلَّة. وهدفي في تلك الدِّراسة أن أجمعَ بعضًا من ذلك التُّراث اللُّغوي والبلاغي الكبير؛ من بين خطبةٍ عَصْماء، وقولٍ مأثور، وحكمةٍ سيَّارة، ولمحةٍ برَّاقة. واللهَ أسألُ أن أقدِّمَ من خلالها إيضاحًا ولو يسيرًا لذلك الجانب العظيم من حياةِ إحدى أهمِّ الشخصيَّات النسائيَّة على مرِّ العصور؛ أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها. أسأل الله أن يوفِّقنا إلى ما فيه مرضاته. فصل بعضُ سيرة أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: هي: "الصدِّيقة بنت الصدِّيق، العتيقة بنت العتيق، حبيبةُ الحبيب، وأليفةُ القريبِ، سيِّدِ المرسلين محمَّدٍ، المُبَرَّأة من العيوب، المعرَّاة من ارتياب القلوب؛ عائشة أمُّ المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - كانت للدُّنيا قاليةً، وعن سرورها لاهية، وعلى فَقْدِ أليفها باكية"[3]. وُلِدت - رضي الله عنها - بعد البعثة بأربع سنوات؛ لتتفتَّح عيناها على نور الرسالة، وتنشأ تحت كنف خير الناس بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبي بكر - رضي الله عنه - وتتنسَّم نفحات الهداية الأولى. تزوَّجت - رضي الله عنها - النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا في شهر شوَّال، وهي ابنة ستِّ سنوات، ودخل بها في شوَّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعنها - رضي الله عنها - قالت: "تزوَّجني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لستِّ سنين، وبنَى بي وأنا بنت تسع سنين"؛ متَّفقٌ عليه. وكانت - رضي الله عنها -: "امرأة بيضاء جميلة، ومِن ثَمَّ يُقالُ لها: الحُمَيْراء، ولم يتزوَّج النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِكرًا غيرَها، ولا أحبَّ امرأةً حُبَّها، ولا أعلمُ في أمَّةِ محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل ولا في النِّساءِ مُطلقًا، امرأةً أعظمَ منها، وذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّها أفضلُ من أبيها، وهذا مردودٌ، وقد جعلَ الله لكلِّ شيءٍ قدرًا؛ بل نشهدُ أنَّها زوجةُ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، فهل فوقَ ذلك فخرٌ[4]؟". "ولقد جُبِلَت السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - على الطاعة والإيمان منذ إشراقِ نور الإسلام في أمِّ القرى مكَّة المكرَّمة؛ فهي إحدى بنات الصَّحابة اللاتي وُلِدنَ في الإسلام، وكانت تقول عن أبوَيْها: (لَم أعقِل أبويَّ إلا وهما يدينان الدِّين)، ولئن كان للقدوةِ منبرًا ونبراسًا، فإنِّي لا أجدُ من يستحقُّه مثل الصدِّيقة بنت الصدِّيق - رضي الله عنها"[5]. كان لها - رضي الله عنها - مكانةٌ خاصَّة في قلب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان يُظهر ذلك الحبَّ ولا يخفيه، حتى إنَّ عمرَو بن العاص - رضي الله عنه - وهو ممن أسلم سنة ثمانٍ من الهجرة، سأل النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ الناس أحبُّ إليك يا رسول الله؟ قال: ((عائشة))، قال: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها))؛ متَّفق عليه. "كان حَسْب عائشة - رضي الله عنها - أن تكون بنتَ أبي بكر؛ ليُنْزِلَها زوجُها - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قلبِه في أعزِّ مكان، لكنَّها كانت إلى جانب هذه البنوَّة، ذاتَ لطفٍ آسِر، وذكاءٍ لمَّاح، وصِبا غَضٍّ نَضِير[6]. ولها من الفضائل ما تضيق دونَه هذه المقدِّمة المختصَرة، لكن حسبها أنَّه نزل في براءتها قرآنٌ يُتلَى إلى يوم القيامة، ويكفيها فضلاً أنَّها زوجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، وأنها أحبُّ نسائه، وأنه مات في دارها، ودُفن فيها، وأنه مات بين سَحْرِها ونَحْرها، وأنَّها ابنة أبي بكرٍ الذي لم تطلع الشمس على أفضلَ منه بعد الأنبياء، ثاني اثنين إذْ هما في الغار. عن أبي موسى قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمُل من الرِّجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاَّ آسية امرأة فرعون، ومريم، وفضل عائشة على النِّساء كفضل الثَّريد على الطعام))؛ صحيح. ومن فضائلها أنَّها من أفقه نساء هذه الأمَّة، وأنَّها صاحبة معرفةٍ بأنساب العرب، وأنَّها العابدة والزاهدة، والشَّاعرة والطبيبة. "إن أخصَّ ما يبهر طالبَ العلم في سيرة أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - هو عِلمٌ زاخر كالبحر بُعْدَ غَوْر، وتلاطُمَ أمواج، وسَعَة آفاق، واختلافَ ألوان، فما شاء امرؤٌ مِن تمكُّنٍ في فقه، أو حديث، أو تفسير، أو علم بشريعة، أو آداب، أو شعر، أو أخبار، أو أنساب، أو مفاخر، أو طب، أو تاريخ - إلاَّ هو واجدٌ منه ما يَدْهشه عند تلك العبقرية الفذَّة، ولن يقضي عجبًا من اضْطِلاعها بكلِّ ذلك وهي لم تتجاوز بعدُ الثامنة عشرة من عمرها. ومن هنا نوقن أنَّ حياة أمِّ المؤمنين بَنَتْ مجدًا باذخًا لتاريخ المرأة العلميِّ في الإسلام، بل إن عبقريَّتها وحدها كفيلةٌ بملء تاريخٍ كامل، فلا نجد في عبقريَّات الرجال والنِّساء في تواريخ الأمم ما يداني مكانةَ أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -"[7]. توُفِّيَت - رضي الله عنها - ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان من السنة السابعة، أو الثامنة، أو التاسعة والخمسين للهجرة، صلَّى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوِتْر، ونزل في قبرها خمسةٌ: عبدالله وعروةُ ابنا الزُّبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسمُ وعبدالله ابنا أخيها محمَّد بن أبي بكر، وعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذٍ سبعًا وستِّين سنة - رضي الله عنها. فصل المكانة الأدبيَّة العالية للسيدة عائشة - رضي الله عنها - وثناء الصَّحابة والتابعين وعلماءِ الأمَّة على فصاحتها وبلاغتها: بلغَتْ أمُّ المؤمنين عائشة من الفصاحة والبيان مبلغًا عظيمًا؛ مِمَّا دفعَ كبار الصحابة إلى الثَّناء عليها، والإعجاب بفصاحتِها وبلاغتِها العالية، فها هو سيِّدنا معاويةُ - رضي الله عنه - يقول: "والله ما سمعتُ قطُّ أبلغَ من عائشة - رضي الله عنها -". • وقال المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: ما كنتُ أعلم أحدًا من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلمَ بشِعر ولا فَريضةٍ من عائشةَ - رضي الله عنها -". • وعندما قيل لعروة بن الزُّبير: "ما أرواك![8]"، فقال: "ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان يَنْزل بها شيءٌ إلا أنشدَتْ فيه شعرًا". • وقال موسى بن طلحة - وهو أحد تلامذتها -: "ما رأيتُ أحدًا أفصحَ من عائشة - رضي الله عنها -". • وكان الشَّعبيُّ يَذْكرها، فيتعجَّبُ من فقهها وعلمها، ثمَّ يقول: ما ظنُّكم بأدب النبوَّة؟! • وكانت تقول - رضي الله عنها - عن نفسِها: "الشِّعر منه حسَنٌ ومنه قبيح، خُذْ بالحسن، ودَع القبيح، ولقد رويتُ من شعر كعب بن مالكٍ أشعارًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا، ودون ذلك". وفي تفسير الألوسي المعروف بروح المعاني: يستدلُّ المصنِّفُ على صحَّة قراءةٍ قرآنيَّة، بفصاحة السيِّدة عائشة - رضي الله عنها - وبلاغتها، وذلك في تفسير قولِه تعالى: ﴿ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ﴾ [البقرة: 283]، فقال: "ومنه قراءة ابن مُحَيصن "اتُّمِن"، ونقل الصَّاغاني أن القول بجوازِه مذهبُ الكوفيِّين، ووَرَد مثلُه في كلام أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي من الفُصَحاء المشهود لهم، ففي البخاريِّ عنها - رضي الله عنها -: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمرني، فأتَّزِر..." • قال ابن عبدالبرِّ: "كانت وحيدةَ عصرِها في ثلاثة علوم: علم الفقه، وعلم الطِّب، وعلم الشِّعر". فصل شدَّة حرصِها على استقامة اللِّسان، وغضبِها من اللحن وهي - رضي الله عنها - لشدَّة اهتمامِها باستقامة اللسان وقوَّة البيان، ولأنَّها - كما هو دأبُ أهلِ زمانِها - تجد في تعثُّرِ اللُّغة على لسان المتكلم منقصةً، تخلُّ بالوَقار، وتطعن في الهيبة؛ فقد عُرِفَ منها أنَّها تغضبُ أشدَّ الغضب، إذا سمعت أحدًا يلحنُ في كلامه، فهي لا تتورَّع عن زجره، ولا تتردَّد في تأنيبه، فيَبلغ بها الضيق باللَّحن حدَّ الأذى، فلا تحتمله نفسُها، ولا تتقبَّله ذائقتُها، وهذا موقفٌ لا يُتيحُه لها إلاَّ مَنْزلة رفيعة في الفصاحة، وإلاَّ مكانة مرموقة فوق عرش اللُّغة والذرابة[9]. فمن ذلك أنَّ ابن أبي عَتِيق قال: تحدَّثت أنا والقاسم عند عائشة - رضي الله عنها - حديثًا، وكان القاسم رجلاً لَحَّانة، وكان لأمِّ ولَد، فقالت له عائشة: ما لك لا تَحَدَّثُ كما يتحدَّث ابنُ أخي هذا؟ أما إنِّي قد علمتُ من أين أتيت، هذا أدَّبَتْه أمُّه، وأنت أدَّبتك أمُّك، قال: فغضب القاسم، وأضَبَّ عليها، فلما رأى مائدة عائشة قد أُتِي بها قام، قالت: أين؟ قال: أُصلِّي، قالت: اجلس، قال: إني أصلي، قالت: اجلس غُدَرُ! إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا صلاةَ بحضرة الطَّعام، ولا هو يُدافِعُه الأخبثان)). قلتُ: ماذا كانت ستقول - رضي الله عنها - إذا سمِعَت مَن يلحن في زمنِنا هذا من الخُطَباء والأئمَّة مِمَّن يَعتلُون قممَ المنابر، ويتصدَّرون بوجوههمُ المجامعَ والمحافل؟! بل حتى صارَ اللحن هو القاعدة، والشّاذُّ من يستقيمُ لسانُه! فصل نماذج من أقوالها المبثوثة هنا وهناك في كتب التَّراجم والتاريخ، وقد عنونتُ لكلِّ قول، وزدتُ عليه ما رأيتُه مناسبًا 1 - الكرَم واللُّؤم: قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: كلُّ كرمٍ دونه لُؤْم، فاللُّؤم أولى به، وكلُّ لُؤْم دونه كرم، فالكرم أولى به. • تريدُ أنَّ أَوْلى الأمورِ بالإنسانِ خِصَالُ نفسِه، فإنْ كانَ كريمًا وآباؤُه لئامٌ، لم يضرَّهُ ذلك، وإن كان لئيمًا وآباؤُه كرامٌ، لم ينفعْه ذلك. 2 - آية في الثقلاء: قالت عائشةُ أمُّ المؤمنين - رضي الله عنها -: نزلتْ آيةٌ في الثُّقلاء: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ﴾ [الأحزاب: 53]. قيل لجالينوس: بِمَ صار الرجلُ الثقيلُ أثقلَ من الحِمْل الثقيل؟ فقال: لأنَّ الرجلَ الثقيل إنما ثقلُه على القَلْب دون الجَوارح، والحِمْل الثَّقيل يَسْتَعِين فيه المرء بالجَوَارح. 3 - قبل أن تحفظ الآيات: قالت - رضي الله تعالى عنها -: كانت تَنْزل علينا الآيةُ في عَهْد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فنَحْفظ حلالَها وحَرَامها، وأَمْرها وزَجْرها، قبل أن نَحْفظها. قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أقوام يقرؤون ولا يفهمون فيعملون: ((سيكون في أمَّتي قومٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوز تَراقِيَهم، يَمْرقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السهمُ من الرميَّة، هم شرُّ الخَلْقِ والخَلِيقة)). وقال: ((إنَّ الزَّبانية لأَسْرع إلى فُسَّاق حَمَلة القرآن منهم إلى عَبَدَة الأوْثان؛ فيَشْكون إلى ربِّهم، فيقول: ليس مَن عَلِم كمَن لم يَعْلم)). وقال الحسَنُ: حَمَلةُ القرآنِ ثلاثةُ نَفَرٍ: رجلٌ اتخذه بضاعةً يَنْقُله من مِصْرٍ إلى مِصْر؛ يَطْلُبُ به ما عندَ الناس. ورجلٌ حَفِظ حُروفه، وضيَّع حُدُوده، واستدَرَّ به الوُلاة، واستطال به على أهل بلده، وقد كثُر هذا الضَّرب في حَملة القرآن - لا كَثَّرَهم الله - عزَّ وجلَّ. ورجُل قرأ القرآن، فوضع دواءه على داءِ قَلبه، فسَهِر ليلَته، وهَمَلت عَيْناه، وتَسَرْبل الخُشوعَ، وارتدى الوَقار، واستَشعر الحُزن، ووالله لَهذا الضَّربُ من حمَلة القُرآن أقلُّ من الكِبْريت الأحمر، بهم يَسْقي الله الغَيْث، ويُنْزِّل النَّصر، ويَدْفع البَلاء. 4 - القرآن والخشوع: ذكرَ في "روحِ المعاني": أنَّه قِيلَ لها - رضي الله عنها -: إنَّ قومًا إذا سمعوا القرآن صعقوا، فقالت: القرآن أكرم من أن يسرق منه عقول الرِّجال، ولكنه كما قال الله تعالى: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 23]. وكثيرًا ما يكون لضعف تحمُّل الوارد، وبعض المتصنِّعين يفعله رياء. وعن ابن سيرين أنَّه سئل عمَّن يسمع القرآن فيصعق، فقال: ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائطٍ فيُقرأ عليهم القرآن من أوَّله إلى آخره، فإن صُعِقوا، فهو كما قالوا! 5 - المنازعة والصِّياح: قالت - رضي الله عنها - في يوم الجمل، وسَمِعَتْ منازعةَ أصحابِها وكثرةَ صياحِهِم: المنازعةُ في الحربِ خوَرٌ، والصِّيَاحُ فيها فشلٌ، وما برأييخَرَجْتُ مع هؤلاء. 6 - من يعمل بِمَساخط الله: كتبت عائشةُ إلى معاويةَ: أمَّا بعدُ، فإنَّه مَنْ يعملْ بمسَاخِطِ الله؛ يَصِرْ حامدُه مِنَ النَّاسِ ذامًّا له، والسلام. وقالت - رضي الله عنها -: من أسخطَ النَّاسَ برضى الله، كفاه النَّاسَ، ومن أرضى النّاسَ بسخط الله، وكَلَه الله إلى النَّاس. 7 - الإحسان: عن عائشةَ - رضي الله تعالى عنها - قالت: جُبِلَتِ القلوبُ على حُبِّ مَنْ أحسنَ إليها، وبُغْضِ من أساءَ إليها. 8 - أفضل العبادة: قالت - رضي الله عنها -: إنَّكم لتغفلون عن أفضلِ العبادةِ: التَّواضع. 9 - مكارم الأخلاق: قالت - رضي الله عنها -: "مَكارمُ الأخلاقِ عشرة: صِدْق الحديث، وصدق البأس في سبيل الله، وإعطاء السَّائل، ومكافأة الصَّنيع، وصلة الرَّحم، وأداء الأمانة، والتذمُّم للجار، وقِرى الضيف، والتذمُّم للصاحب، ورأس ذلك الحياء". التذمُّم: حفظ الذِّمَام والحُرمة والعهد. 10 - الكفّ عن الذنوب: قالت: مَن سرَّهُ أن يسبق الدَّائبَ المجتهد، فلْيكفَّ نفسَه عن الذُّنوب[10]. وقالت: أقِلُّوا من الذنوب؛ فإنَّكم لن تلقوا الله - عزَّ وجلَّ - بشيءٍ أفضل من قلَّةِ الذنوب. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |