{فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أحكام تزيين النساء وعرض صورهن في مجموعة نسائية مغلقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حكم طباعة الصور المجانية من الإنترنت على القمصان وبيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2021, 03:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}

{فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}


عبد الله الهتاري



{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ‌فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [سورة الحجر 22]
بيان محكم مبين، يمتن الله فيه على عباده بإنزال الماء من السماء؛ فجعله سقيا لهم ولأرضهم ومواشيهم.
ومن بديع نظم القرآن أنه استعمل الفعل ” أسقى ” دون ” سقى” في هذا المقام فقال: “فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ” وليس ” فسقيناكموه” .
لاختلاف الدلالتين في الصيغتين؛ ذلك أن معنى أسقاه: أعد له مايشرب، وأما سقاه؛ فقد ناوله ما يشرب؛ لذلك امتن الله على أهل الجنة بقوله: {وَسَقَاهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابࣰا طَهُورًا}
فقد باشرهم السقاء لمزيد التكريم والنعيم، ومنه قوله تعالى : “فَسَقَىٰ لَهُمَا ” وقوله تعالى: ” أَمَّاۤ أَحَدُكُمَا فَیَسۡقِی رَبَّهُۥ خَمۡرࣰاۖ “

فلما جاء النظم الحكيم بقوله: ” فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ” دل على عموم السقيا، وأنه أعد ما يشرب لهم ولأنعامهم وأرضهم، ولو قصد شربهم هم على وجه الخصوص؛ لكان ” فسقيناكموه” كما أشار إليه الإمام الطبري، رحمه الله.
فالعرب تقول: سقيته، إذا ناولته مايشرب لسقيه هو، وتقول: أسقيته، إذا أسقيت أرضه وماشيته.
يقول ذو الرمة وهو من عصر الاحتجاج:

وَقَفتُ عَلى رَسمٍ لمَيّةَ نَاقَتي فما زِلتُ أبكي عندَه وَأُخاطِبُه وَأسقِيهِ حَتى كادَ مِمّا أبُثّهُ تُكَلّمُني أحجَارُهُ وَملاعبُهوقد كانت العرب تضع أمام دورها الماء في الخوابي؛ لمن يمر فيشرب؛ فيقال: أسقاه، أي: جعل له شِرْبًا.
فإذا طرق عليهم طارق الباب وطلب الماء؛ فأعطوه، قالوا: سقاه.

وهذا رأي جمهرة من أئمة اللغة منهم أبو عبيدة وسيبويه وأبو علي الفارسي.
لذلك على دعاة الإعجاز العلمي، أن ينطلقوا في فهم دلالات النص القرآني من فهم دلالات ألفاظ اللغة، وتراكيبها الدقيقة في السياق، سباقه ولحاقه.
فاللغة مفاتيح الإعجاز؛ والعجز عن إدراك دقائقها؛ عجز عن إدراك حقائق الإعجاز!
فالذين زعموا أن هذه الآية تدل دلالة حصرية على إنزال الماء للبشرية؛ لشربه، وأن في الآية إعجازا علميا، يشير إلى أن الجسم لا يخزن الماء بعد شربه؛ ويتخلص منه مباشرة دفعا لضرر تخزينه، وأن هذا مدلول قوله تعالى: “وَمَاۤ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَـٰزِنِینَ” .
إذ لوكان مدلول الآية ذلك لورد الفعل “فسقيناكموه”.
فالبيان القرآني يستعمل كل صيغة في سياقها المناسب لها، لمعنى مخصوص، ولاتناوب في الصيغ الصرفية والمباني في محكم معجز البيان، ومنه استعمال ” سقى” و ” أسقى” في هذا المقام.

وقد يعتور البيان البشري التسمح في العبارة، والترادف في المعاني والإنابة، إلا إن البيان الإلهي المحكم المبين والمعجز العظيم؛ قد ارتقى في الاستعمال ودقة الانتقاء والإحكام في سماوات البيان!
وأما قوله تعالى – بعد ذلك في نظم الآية المبين- ” وَمَاۤ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَـٰزِنِینَ” فقد تسلط النفي على الضمير لا على الفعل؛ إشارة إلى حصول الفعل والتخزين، وإنما نفى حصول ذلك منهم، وعدم قدرتهم على تخزينه مطلقا، وأنه وحده- سبحانه- من يقدر عليه، وذلك في سياق النعمة والامتنان، ثم زاد النظم دقة وإحكاما، بتقديم شبه الجملة ” لَهُ” على ” بِخَـٰزِنِینَ” إيضاحا لعجزهم البين الكبير، فقد يتمكنون من خزن غير الماء؛ لأنه من أصعب مايكون خزنه؛ لانسيابه في جوف الأرض، فقد يغور في أعماقها، فلايستطيعون الوصول إليه، فقدم ذكره للاختصاص في سياق الامتنان، وزاد النظم توكيدا بإحكام، باستعمال صيغة اسم الفاعل مقترنة بباء الإلصاق، في مقام التوكيد لا الزيادة والإلحاق، فقال: “بِخَـٰزِنِینَ” تأكيدا لنفي لصوق أدنى قدرة منهم على ذلك؛ مما يدل ذلك دلالة واضحة بينة على عظم هذه المنة وعمومها وشمولها واتساعها.
فهم لايستطيعون خزنه بعد نزوله وتمكنه في الأرض؛ فلا يحفظه إلا الله في عيون الأرض، و أحواضها الجوفية لمئات السنين .
هذا بعد نزوله انتهاء، وكذلك عند تكوينه ابتداء في السحب الركامية في السماء، فلايستطيعون حفظه وتخزينه فيها على هذا النحو العجيب، وإنزاله في المكان المخصوص، والزمن الموقوت، وبالقدر المعلوم.
فهم لايستطيعون منعه، ولا منحه، ولاحفظه.


ففي الآية إحكام و اتساع في الدلالة والبيان، في مقام إبراز النعم والامتنان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]