من وسائل الدعوة عند ابن كثير: الاتصال الشخصي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058313 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326805 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2021, 06:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي من وسائل الدعوة عند ابن كثير: الاتصال الشخصي

من وسائل الدعوة عند ابن كثير: الاتصال الشخصي
مبارك بن حمد الحامد الشريف



الاتصال الشخصي وسيلة من الوسائل المهمة في الدعوة إلى الله لجميع فئات الناس وأجناسهم وأديانهم ومراكزهم، فهي وسيلة ناجحة للدعوة إلى الإسلام إذا كان المدعوُّ غير مسلم، فيتم اللقاء به ودعوته إلى الإسلام وحواره ومناقشته، والحديث معه بنوع من الخطاب والجدال والحُجج وإزالة الشبهات بما لا يتناسب إثارته في المجامع العامة من المسلمين أو غيرهم، وهي وسيلة ناجحة للاتصال بشخص من ذوي الهيئات والمكانة، يرغب الداعية أن يلتقي به، فتكون دعوته لزيادة الإيمان والهدى في قلبه، ولأجل تحسين صورة الدعوة والخير وأهله لديه، وكذلك تشجيعه على دعم الخير ماديًّا ومعنويًّا، وهي وسيلة ناجحة كذلك للاتصال بالحكام والأمراء للبحث معهم والحديث معهم حول مصالح البلاد والعباد، ولمعالجة المنكرات والسعي في إزالتها، ولدعم الدعوة والتعريف بها، وإزالة التصورات الخاطئة حول الدعاة إلى الله، وكذلك هي وسيلة ناجحة ومهمة مع العلماء الكبار وشيوخ الجماعات الدعوية للتباحث معهم في أمور الدعوة وقضايا الأمَّة ومصالحها، وكذلك اللقاء برؤساء وزعامات الفِرَق الإسلامية للنقاش معهم والتباحث حول ما يحصل من أخطاء في العقائد والعبادات والسعي إلى تصحيحها ومعالجتها.




وأخيرًا فالاتصال الشخصي أو الدعوة الفردية وسيلةٌ ناجحة للاتصال بآحاد الناس لدعوتِه إلى الهدى والخير، وإنكار ما عنده من منكر، أو معرفة حاجته ومشكلته، فيسهم الداعية في حلِّها وعلاجها، ونحو ذلك من الأمور التي لا يمكن معالجتها وإصلاحها إلا بالاتصال الفردي مِن قِبَلِ الداعية.



والناظر في سيرة ابن كثــير رحمه الله يجـد أنه على قدر كبير من ممارسة أسلوب الاتصال الشخصي بجميع فئات المجتمع، ومختلف طبقاته، سواء كانوا أمراء[1]، أو علماء[2]، أو من عامة الناس، بل حتى من غير المسلمين[3].



والتي تدل على أن ابن كثير رحمه الله كان حريصًا على الاتصال بالناس ودعوتهم، ونصحهم وإرشادهم، وتعليمهم ما ينفعهم، سواء كانوا أمراء أو علماء أو عامة الناس أو من غير المسلمين، فحريٌّ بالدعاة إلى الله اليوم أن يستفيدوا من أسلوب الاتصال الشخصي، وأن يحرصوا على الاحتكاك بالناس ومخالطتهم ومعاشرتهم، والتواضع لهم وعدم الترفع عليهم، وأمر آخر وهو أن الاتصال الشخصي له أثر كبير في التعارف بين الدعاة إلى الله والتقارب فيما بينهم، وإزالة الحواجز والعوائق، وسبيل للمحبة والتآلف والتعاون، وإزالة ما في النفوس من الوحشة، وما في القلوب من النفرة، وما يحصل من البغضاء والحسد، فعلاج ذلك هو الاتصال الشخصي بينهم، والحديث الأخوي المباشر؛ مما يزيد في المحبة والتقارب، وتحقيق التعاون على البر والتقوى.





[1] فمن الأمثلة على ذلك:

1- لقاؤه بالخليفة المعتضد بالله أبي الفتح أبي بكر بن المستكفي بالله وهو نازل بالمدرسة الدماغية داخل باب الفرج، وقراءة ابن كثير عنده جزءًا فيه ما رواه أحمد بن حنبل عن محمد بن إدريس الشافعي في مسنده، يقول ابن كثير: "والمقصود أنه شاب حسن الشكل مليح الكلام، متواضع، جيد الفهم، حلو العبارة، رحم الله سلفه" (البداية والنهاية 18/ 548، 549 في حوادث سنة 753هـ).
2- لقاؤه بنائب السلطنة الأمير علاء الدين أمير علي المارداني، حيث أخبر ابن كثير بملخص خبر تمرد نائب حلب سيف الدين طاز، ثم رجوعه عن ذلك وطلبه للصلح، يقول ابن كثير: "فأخبرني بملخص ما وقع... ومضمون كلامه أن الله لطف بالمسلمين لطفًا عظيمًا؛ إذ لم يقع بينهم قتال" (المرجع السابق 18/ 583 في حوادث سنة 759هـ).
3- اتصاله المتكرر بنائب دمشق الأمير سيف الدين منكلي بغا؛ فقد اتصل به يوم السبت السادس عشر من صفر سنة 767هـ في الميدان الأخضر بناء على طلبه، وقد تحدث معه في المرسوم الشريف من الديار المصرية إلى نائب السلطنة بمسك النصارى من الشام جملة واحدة، وأن يأخذ منهم ربع أموالهم لعمارة ما خرب من الإسكندرية، ولعمارة مراكب لغزو الفرنج، وكذلك اجتمع به مرة أخرى في دار السعادة في أوائل شهر ربيع الأول حيث بشَّره نائب السلطنة أنه قد رسم لعمل الشواني والمراكب لغزو الفرنج (المرجع نفسه 18/ 707).


وكذلك اجتماع آخر في يوم الأربعاء خامس ربيع الأول بدار السعادة أيضًا، حيث ذكر له نائب السلطنة أنه جاء المرسوم الشريف السلطاني بعمل الشواني والمراكب لغزو قبرص وقتال الإفرنج (المرجع نفسه 18/ 707).

ونلاحظ أن جميع اتصالات ابن كثير بنائب السلطنة في مصلحة المسلمين والدفاع عنهم، ومحاربة أعدائهم من الفرنج وغيرهم، وغيرها من الاجتماعات والاتصالات الشخصية الأخرى، التي يحرص ابن كثير من خلالها على التوجيه والتعليم، والنصح والإرشاد، وبحث القضايا والأمور التي تهم الأمة، وتشجيع الأمراء وحثهم على جهاد الأعداء، وحماية ثغور البلاد الإسلامية، وحل المشاكل والنزاعات والخصومات التي تحصل بين الأمراء والحكام (للاستزادة انظر مثلًا: البداية والنهاية 18/ 89 في حوادث سنة 709هـ، 18/ 130 في حوادث سنة 713، 18/ 587 في حوادث سنة 759، 18/ 709 في حوادث سنة 767هـ).



[2] ومن أمثلة اتصاله بالعلماء وطلاب العلم:
1- اجتماعه بالعلماء والقضاة في دار العدل لمحاكمة الدوكالي، وحكمهم عليه بالقتل، يقول ابن كثير: "وكنت مباشرًا لجميع ذلك من أوله إلى آخره" (البداية والنهاية 18/ 423 في حوادث سنة 741هـ).
2- اجتماعه بالقضاة والمفتين في دار السعادة للنظر في المدرسة التدمرية وقرابة الوقف، ودعواهم أنه وقف عليهم الثلث (المرجع نفسه 18/ 688 في حوادث سنة 765هـ).
3- اتصاله ببعض الطلبة اتصالًا فرديًّا وامتحانهم وإجازتهم، كما فعل مع الصبي الصغير الذي صلى بالناس رمضان وعمره ست سنوات، فوجده ابن كثير جيد الحفظ والأداء (البداية والنهاية 18/ 499 في حوادث سنة 747هـ)، وكذلك الشاب الأعجمي الذي كان يحفظ البخاري ومسلم وجامع المسانيد والكشاف وغيرها، وقد أجازه ابن كثير وكتب له بالسماع (المرجع نفسه 18/ 658، 659، في حوادث سنة 763هـ).




[3] ومن الأمثلة على اتصال ابن كثير بغير المسلمين اتصاله بالبترك بشاره، ومناقشة ابن كثير في دينه ونصوص ما يعتقده (البداية والنهاية 18/ 716).











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.04 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]