لوحتان للشهداء (شعر تفعيلة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046499 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315433 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142586 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2021, 03:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي لوحتان للشهداء (شعر تفعيلة)

لوحتان للشهداء (شعر تفعيلة)
أ. طاهر العتباني





(1)
.. نَقشوا على أهدابِ روحي خَطوهمْ
عند المساءِ، رحلتُ أَرقبهمْ
أُداري وحشةً في القلب يَشربها الدُّعاءُ،
ترِفُّ في قَلبي طيورُ الحزنِ..
تأخُذني الجداولُ للدموعِ..
وتَرتديني الأرضُ سوسنةً،
وحلةَ كستناءْ
... نقشوا على طولِ الطريقِ الليلَ في الأصقاعِ،
والشمسَ التي تشوي البكاءَ،
تزفُّ من لغتي الجماجمَ نَحوهمْ،
لَم يحتمل شعري بكاءَ خواطري
نزفتْ على الأنحاءِ في كل الحقائبِ،
لوعةُ الفارينَ مِن كيد البيوتِ
إذا تنكَّرَتِ البيوتُ
ومات فيها الكِبرياءْ
.. نقشوا على دمعي حِكايتهم،
تلوتُ الغامض المبثوثَ في رُوحي
رجوتُ الليلَ ألاَّ يُبقيَ الألوانَ
في وجَعِ الدماءْ
لم يَكتشف طفلُ القصيدةِ دمعةً خبَّأتُها
وتركتُ باب الريحِ مسدوداً
ليَشربَني الهواءْ
لم تُسرجِ الخيلَ الجريئةَ أضلُعي
أرَّختُ للوجَعِ الذي اشتبكَت رُباهُ
على مقاصيرِ السَّماءْ
لمَّا اصطفيتُ مطالعَ الكلماتِ
تاهَت في الحروبِ،
وأذعن الحِبرُ الجريحُ لأنَّتي
ما بينَ أوراقٍ يمزقُها الشتاءْ
.. ما بين عصفورينِ دار حوارُ غصنٍ
هاجرَت رؤياهُ فاحتقنَ النداءْ
.. فوقَ المحطات الكئيبةِ يجلس الرجلُ الوحيدُ
يصافحُ النظراتِ
تنكرهُ العيونُ
يَلوبُ من وجعٍ
ويُخرج من حقيبتهِ المآسي
يعصرُ الأحزان في كفيهِ
يطعنُ بسمةً،
كانَت لديه تساؤلاتُ اليوم والغدِ واللِّقاءْ
.. خلعَت مفاتنها النساءُ
ترمَّلت
وتوتَّرَ الجرح العنيدُ بصدر باكيةٍ
فباحَت وردةٌ في الجرحِ
واحتملَ البكاءَ الطفلُ
فانتصرَ البكاءْ
من يَشتري وَجعي...؟
ومن ينسابُ ما بين المسافاتِ الحزينةِ
من يشاكسُ طفلةً
مرَّت على وجعِ القصيدةِ
حينَ حاصرها انطوائيْ في العراءْ
من أي قاموسٍ سأبدأُ...؟
أم بأيةِ نجمةٍ سأظل أرتقبُ السماءْ؟
صار البقاءُ حقيبةَ المَنفى
وصار الموتُ لعبةَ من يقامرُ،
والشبابيكُ التي هجرَت رؤاها أعينُ الأحبابِ،
مدفأةُ الشتاء الهانئِ الممزوجِ بالسهر الطويلِ،
وجلسةُ الأولادِ
- حول خِوانها المملوءِ بالذكرى التي انسكبَتْ – رجاءْ
.. كان الرفاقُ الطيبون يلملمونَ مواجع المنفى،
ويدَّخرون للصبح الحكاياتِ التي امتلأت بكاءْ
ليلي – وحيداً – يشتهيني
ترسم الأقداحُ في ساعاتهِ الثكلى حنيني للمَرايا
للرحيلِ إلى بداياتِ المشاكسةِ النديةِ
للشُّجيرات التي تمتدُّ في روحي
وأغصانٍ من "الجُمَّيز"
تمنحني عطاءَ اللحظة النشوى
وترسُمني على كل البيوتِ
إذا أعود إليك مشتاقاً إلى صفو السماءْ

(2)
.. لا بدَّ لي من سوسناتٍ في البعيدِ
لكَي أعاود فرحة الإيقاعِ بين مسافتينْ
لا بد من طرقاتِ أغنيةٍ تطوقني
وترسم في بكاءِ الليل نرجسَها اللُّجَينْ
لا بد لي من وقفةٍ عند الديارِ
وقد ترجلَتِ الحقيقةُ في صراخِ الدمعتينْ
هذا أنا.. المشنوقُ في قنديلها..
المحبوسُ بين الصرختينْ
تشتاقُني الأقداحُ باكيةً
ويلفظني حنين اللفظتينْ
كنتُ استرقت السمعَ
أُلهمت الحكايات القديمةَ في غناء النجمتينْ
وطنُ الحقيقة يشتهي خفقَ الضلوعِ
ويرتَمي في المُقلتينْ
.. لا بدَّ لي من سوسناتٍ في البعيدِ
أنا اصطفاقُ الموجِ فوقَ الشاطئينْ
وأنا المسافرُ في خيال الريحِ
يَشربُني اللظى
وحنينُ وادي النيلِ للُّغةِ = الحسينْ
هم فرحةُ الوادي بوردتهِ البديعةٍ
باشتياقاتِ الكمان لنغمتَينْ
وسكينةُ الميلاد تفتتحُ المواسمَ
إذ يغردُ قلب عصفورٍ لعصفورٍ ببينْ
... مِن ها هنا مرَقوا إلى لغةِ السماءِ
إلى صفاءِ قصيدةٍ في الخُلدِ
يفتتحُ المدى زمناً إلهيًّا
ومرقى طائرَينْ
من ها هنا سجدَت دماءٌ
خُطَّ في اللوح الجناحُ السرمديُّ،
وبين بينْ
خَطويْ الجريحُ
قصيدتي الدَّهشى بمطلعِ عاشقَينْ
من ها هنا راحت حكاياتُ العروسِ
تعابثُ الأضواء في حفلِ الجراح إذا اشتكَينْ
من ها هنا وطنٌ سيُولدُ
أمةٌ ستقول للأعراسِ: مَرحى
والشروحُ المريمياتُ: ازدهَينْ
... ما زلت أعبرُ في تواريخ الحقائقِ
أصطفي وَردي مِن القاني،
وسوسنيَ البعيدُ يروغ من كفَّيَّ،
لا أدري لأينْ؟!
أنا في الحقيقة غارقٌ ما بين شطآنِ الزمانِ
وماءُ نهر النيلِ بعضُ الدمعتَينْ
هي لوحةُ الشهداء يكتُبها صفاءُ النيلِ
في تَرحاله الغافي على مرِّ القرونِ
بكِلمتينْ
لا بد لي من سوسناتٍ في البعيدِ
لكي أغامرَ من جديدٍ
في حنين الكِلمتينْ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]